إذا كان الشرع قد جعل مقصد الصوم التقوى بعمومها وشمولها، والتقوى هي الأخذ بالأمر والنهي، فإن هذه التقوى تستلزم من صاحبها العلو على حظ نفسه، وعدم مطاوعته لها، بل العمل على حملها على ما يخالفها من الأفعال والأقوال والنوايا؛ ذلك لأن علماءنا يقررون أن الرضا عن النفس علامة خطأ،
كثير من المعاني السامية والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة مرتبطة بشهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر تزداد وتنمو، ومن خلال أيامه ولياليه وساعاته تزدهر وتربو، فالصدق والأمانة وحفظ الجوارح عن المحرمات تزهو في رمضان، وتلاوة القرآن تزداد في رمضان، والالتزام بصلاة الجماعة يظهر في رمضان،
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. متفق عليه
عندما یجئ الربیع له علائم و آثار. و فی بلدنا مصطلح بین الناس یقولون: فی أواخر الشتاء تنفّس الأرض؛ یعنی بعد ذلک الوقت أنّ الأرض لا تقبل الثلج و لا تمسکه ولو غطی الثلج الجبال و الأشجار سرعان ما یزول ، لأنّ فصله قد انقضی وزال وإن ألّحت الشتاء علی البقاء لا یمکن له البقاء.
التعصب ضد المذاهب و الأئمة
و إذا کان التعصّب للمذاهب و أقوال الأئمة – کما تجلّی ذلک فی عصور التقلید و العصبیة المذهبیة – مذموماً: فمثله فی الذمّ أو أشدّ، من یتعصّب ضد المذاهب و الأئمة بصورة مطلقة و یوجه إلیها سهام نقده و طعنه بدعوی أنها مخالفة للسنة!!
أين السَّماحةُ واليُسْر؟
إن أنظارَ الناس تتوجّه تَبَعاً لسُنن الحياة، تارةً نحو سادة الناس وقادتهم، وطوراً صَوب علمائهم ودعاتهم! وربما حكم الناسُ في زمن الفساد وفي أيام البوار والكساد، فرأوا المجتمع قد بات خَلْواً من الرجال الصالحين والأبرار المتقين.
لم تدعُ شريعة سماويَّة إلى الحريَّة كما دعت إليها شريعة الإسلام.
ولم تتحقَّق نعمة الحريَّة للكثير من المستعبدين رجالاً ونساء تحت ظروف القهر ومعاناة الإذلال كما تحقَّق ذلك في تاريخ الدولة الإسلاميَّة عبر مرِّ الدهور وكر العصور.
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة