في الآونة الأخيرة هوجمت جماعة الإخوان المسلمين هجوما شرساً واتُهِمَت زوراٌ و بهتاناً من قبل الأحزاب اليسارية والليبرالية داخل مصر من جهة ، وبعض الدول العربية التی تسمّی نفسها شقيقة(؟) من جهة أخرى؛ اتهمت بأنها تسعى إلى زعزعة أمن الخليج العربي!
وما شاهدناه من تصريحات -ليس لها أساس من الصحة- لبعض كبار القيادات الحكومية في دول الخليج ، كانت دافعا لمعاداة الإخوان في كل طرف من الأطراف التي ذكرتها آنفا.
أتسائل ما هو السلاح الذي فی قبضة الإخوان الذي أرهب وأرعب هذه الجماعات والأحزاب والدول؟!
هل هو طائرات إف 16 أم مروحيات الأباتشي أم الأسلحة النوعية الفتاكة المتطورة التي تهدد الأمن القومي لهذه الدول ؟!!!!
كلا إنما هو سلاح الإصلاح ، السلاح الذي لا يحتاج إلى دفع مليارات الدولارات لشرائه ، هو السلاح الذي طالما وجد أنظمة مستبدة وطاغية تنهب بيت مال المسلمين وتكون سبباٌ للخزي والعار للأمة الإسلامية في مواجهة العدو.
لقد أكرم الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأنها الأمة الوسط ، الأمة التي شعارها "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" ، أمة قائمة على إصلاح ما أفسدته الأنظمة المستبدة التي كانت سببا لتخلف الأمة.
نعم هذا هو سلاح الإخوان ...
إصلاح ما أفسدته الأنظمة من التخلف والرجعية والنهب والسرقة والفساد الإداري والمالي والاقتصادي والظلم والتبعية للأنظمة الغربية التي كانت وما تزال لها أطماع فی الأراضي الإسلامية.
لقد عانى الإخوان المسلمون أكثر من نصف قرن من بطش الأنظمة الحاكمة فی مصر وليبيا وسوريا وغيرها من دول المنطقة.
لنرجع إلى بدايات تأسيس الإخوان علي يد الإمام حسن البنا - رحمه الله -. لما سكتت الأنظمة الحاكمة العربية في الشرق الأوسط آنذاك للدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، و رفضت أن تواجه الاستعمار البريطاني الذي ساعد اليهود والصهاينة للسيطرة على الأراضي الفلسطينة واحتلالها ؛ و کل ذلک کان بمساعدة الأنظمة العربية الطاغية ، قررالإمام الشهید أن يشكل مجموعة من المجاهدين للذهاب إلى أرض فلسطين لإصلاح ما أفسده العرب ( للجهاد والدفاع عن الشعب الفلسيطني المظلوم ) وهذا ما شكل خطورة لإفشال المؤمرات التی خُطّطت لبناء دولة الصهاینة، ظنّاً منهم بأن قوة ناعمة تنمو ويجب دحرها قبل تثبيت جذورها في المنطقة عامة ومصر خاصة - بمساعدة الدول الغربية - كأمريكا والدول الأروبية.
ثم شاهدنا بعد ذلك القمع الذي طال قيادات الإخوان في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، و لم يتوقف العنف الأعمى ضد الإخوان حتى وصل إلي اغتيال الإمام حسن البنا، والاضطهاد والعنف القائم طال كل القيادات ، مما أدى إلى سجن وقتل مئات من أعضائها بما فيها إعدام الشهيد سيد قطب وذلك في زمن حكم جمال عبد الناصر.
بعد ذلك لما وصل أنور السادات وبعده المبارك إلى الحكم، اشتدت عداوتهم وبغضائهم تجاه هذه الجماعة التي كان هدفها الإصلاح ، وليس التمرد على النظام كما يدعون.
أما في سوريا لمّا طالب الإخوان في عام 1980م بإصلاحات اقتصادية للشعب السوري، لم يتردد نظام حافظ الأسد فی قمعهم ودكهم بالصواريخ والطائرات مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة وعشرين ألف سوري وتشريد مئات الآلاف من السكان وذلك بسبب مطالبتهم بتحسن المستوى المعيشي فقط!
هدفي من طرح هذه الأمثلة كان واضحاً بأن يدرك القارئ أن هذه الجماعة دفعت بالغالي والنفيس في سبيل النهوض بالأمة ، فأشهد الله لو كان نظام المبارك يتحرك لأجل الإصلاحات الجذرية خاصة في مجال الاقتصاد فما قامت الثورة في مصر قط.
فنصيحتي للدول التي باتت تواجه في العلن الإخوان، وهم يعرفون تماما بأن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة ، أطمئنكم بأن الإخوان لم ولن يفكروا يوما ما بقلب الأنظمة الخليجية وهناك شواهد كثيرة سنستشهد باثنتين منها:
قطر:لقد اتهم أحد كبار القيادات الأمنية في إحدى دول الخليج بأن الإخوان بقيادة زعيمها الروحي الشيخ يوسف القرضاوي يسعي إلى قلب الأنظمة الخليجة !! أتسائل أيعقل للإخوان وزعيمها الروحي أن يسعيا إلى قلب الأنظمة العربية في الخليج وهو يعيش في أغني دولة نفطية في العالم ؟! لماذا لم يقلب النظام في قطر وهو يعيش فيها أكثر من 30 عاماُ؟! بل وصلت العلاقات إلى درجة لا يمكن وصفها! لما قام د. يوسف القرضاوي لإلقاء خطبته في ميدان التحرير بمصر فقد أعلن بأنه لم يأتِ للسيطرة على الحكم في مصر. وما شاهدناه بعد إتمام خطبته و عودته إلى قطر وفاء لحاكمها وشعبها الوفي وذلك لاحتضانهم له على مدار 30 عاما ، کل ذلک یفنّد هذه الادعائات الباطلة.
الكويت: علاقة الإخوان بنظام الحكم الكويتي وطيدة إلى درجة بأن كثيراٌ من أعضائها وصلت إلي مناصب قيادية عدة مرات، بما فی ذلک المستشار الخاص لأميرها الشيخ صباح وذلك بناءً على طلبه.
خلاصة القول بأن هذه التصريحات ليست لمصلحة الدولة التي تغرد، ولا لمصلحة الإخوان وإنما يزيد الطين بلة وتقوي شوكة الأعداء، وإن الهدف من وراء تصريحات غربية هو الترويج لصفقات الأسلحة في المنطقة وعدم استقرارها... و بالأحرى أن الدول الغربية لا تريد دولة قوية اقتصاديا وماديا وعسكريا في المنطقة على غرار جمهورية تركيا الإسلامية.
وأن هذه الجماعات والأحزاب اليسارية تدرك تماما بأن جماعة الإخوان تسعى جاهدة للنهوض بالأمة اقتصاديا ، وعسكريا ، وماديا ، بل علي يقين تام إذا نهضت مصرعلي يد الإخوان فإنه من الصعب أن يختار الشعب غيرهم ، من أجل ذلک لا يريدون استقراراً في مصر في ظل القيادة الإخوانية.
الآراء
ستار
21 خرداد 1392 - 08:35جزاک اللخ خیرا أخی خالد و کثر الله امثالکم
بدوننام
30 خرداد 1392 - 11:27انا اخوف من الاخوان جدا
جاسم
31 خرداد 1392 - 07:06انا اخاف من الاخوان المسلمین! نحن نخافون من هذه العصبه السیاسیه التی لم تحاول الا السلطه فی العالم الاسلامی۰۰۰