بعد أیام من الانقلاب العسکري علی الرئیس المنتخب وحکومته الشرعیة من قبل الفلولیین والمسیحیین الناکثین للعهود، ظهر الثعلب الماکر السیسي في لباس الواعظین لابساً نظارة شمسیة؛ تماماً کأعضاء العصابات المافیویة الذین لا یظهرون بمظهر یعرفهم الناس خوفاً من وقوعهم في شباک القضاء والعدالة ! ربما کان یخجل من المثول أمام عدسة الکامیرا، لأنه قام بجریمة کبری ولا یجرؤ أن ینظر في أعین الناس إلا وراء الستار و النظارات الشمسیة ....... لکن الحقیقة تفنّد هذا الاحتمال وتقول لنا « إذا لم تستح فاصنع ما شئت !» هذا القاتل الخائن لیس لدیه أي ذرة من الحیاء فیصنع ما یشاء ویظهر في کل المظاهر الخادعة لینفّذ مؤامرات الأعداء ضد الشعب المصري.
فبعد بضعة آلاف سنة من هلاک فرعون الذي عاصر موسی وبعد ما ألفت مئات الکتب والمقالات عن طغیان ذلک الطاغیة وبعدما قص علینا القرآن قصته لنعتبر ونکون عل أهبّة الاستعداد لتصدّي کل الفراعنة الذین یظهرون في التاریخ، ظهر فرعون آخر ونادی بتلک النداءات الفرعونیة وتجبّر کما تجبّرأو أکثر .
إن المنفذ للانقلاب العسکری بعد أن فشل في إخماد الثورة التي قامت ضده و ضد أسیاده وأنصاره ، ظهر مرة أخری لیهدّد الأحرار ویرمي ما في جعبته لیُرضي الصهاینة وأمریکا... إنه لم یأت بشئ جدید، کل ما فعله کان اجترار ما قاله فرعون في عهد موسی وارتکاب جرائم لم یشهدها تاریخ مصر قدیما وحدیثا...
لو قمنا بمقارنة بین ما قاله الفرعونان لتبیّن لنا کیف أن التاریخ یتکرّر وکیف أن الطغاة في کل عصر ومکان یتفوهون بکلمات متشابهة وکما قال الله تعالی : (تشابهت قلوبهم ) هذا التشابه یجعلهم أن یتکلموا بکلمات تنبئ عما یدور في صدورهم و رؤوسهم .
1.عندما رأی فرعون بینات موسی ورسالته المنجیة وإیمان بعض بني إسرائیل بها، أمر بقتل أبناء بني إسرائیل واستحیاء نسائهم  : (اقتلوا أبناء الذین آمنو معه واستحیوا نسائهم ) ؛ وعندما رأی السیسي الإصرار والعزم في أنصار مرسي لعودة الشرعیة ، قام بقتل المتظاهرین السلمیین رجالاً و نساء و أطفالاً و شیوخاً وسبق فرعون في القتل و الخراب و الدمار.
2.لم یر فرعون بدّاً من تهدید موسی بالقتل فجمع أعوانه و مستشاریه قائلاً: (ذروني أقتل موسی و لیدعُ ربَّه ) ؛ واحتذی السیسي الخائن حذوه قائلاً : « انزلوا یوم الجمعة إلی الشوارع و امنحوني تفویضا للقضاء علی العنف و الإرهاب» وقتل مرسی وأنصاره.
3. قال فرعون لملئه:( إني أخاف أن یبدل دینکم أو أن یظهر في الأرض الفساد) ، وقال السیسي الخائن إن المظاهرات التي تجوب شوارع مصر دفاعاً عن الحریة و الشرعیة، خطر کبیر علی إعادة حکومة مبارک الطاغیة و تدمّر بلدنا العزیز و تقطع المساعدات الأمریکیة والصهیونیة عنا .
4.قال فرعون: ( ما أریکم إلا ما أری ) وقال السیسي القاتل : « إننا لن نتنازل عن تنفیذ خارطة الطریق التي رسمها لنا أعداء الأمة الإسلامیة .»
5. قال فرعون: (و ما أهدیکم إلّا سبیل الرشاد) وقال السیسي
الخائن« إن هذه الخارطة تضمن أمن البلاد واستقرارها »
ما أشبه الیوم بالبارحة ! إن الجینات التي یحملها جسد الطاغیة هي نفس الجینات التي کانت في جسد فرعون . لو أمکن لي أن أتصل بالرئیس المخطوف محمد مرسي لقلت له : یا سیادة الرئیس ! إذا ما قدّر الله لک أن تعود لمنصبک ، علیک بإنشاء مختبر کبیر عند قصر الاتحادیة وتدعو المختصین لإجراء فحوصات طبیّة علی کل الذین کان بینهم و بین حکومة مبارک صلة حمیمة أو تقلّدَ وظائف مهمة في حکومته حتی یتبیّن للناس هل هناک جینات فرعونیة في جسدهم أم لا وعند ثبوت هذه النتائج فقط تختار منهم من تشاء لتولّي المهام في حکومتک إن شاء الله .
إن ما قام به السیسي وأعوانه من قوات الأمن المرکزي والشرطة والبلطجیة یوم الأربعاء 14 أغسطس من إبادة جماعیة لفض اعتصامي رابعة العدویة والنهضة یندی له جبین الإنسانیة إذا کان هناک إنسانیة قد بقیت علی وجه الکرة الأرضیة؛ ویسجلها التاریخ  کوصمة عارٍ علی جبین دعاة الدیمقراطیة والعلمانیین العرب من اللیبرالیین والیساریین والناصریین الذین هم أشدّ کفرا ونفاقا من جمیع الکافرین والمنافقین علی وجه البسیطة؛ کما قال الله تعالی في کتابه الکریم ( ألأعراب أشد کفرا ونفاقا )، فلیس المراد في عصرنا هذا من هذه الآیة الکریمة اولئک البدو المساکین في عصر الرسول. من الیوم فصاعداعلی جمیع الباحثین والمفسرین والدعاة والمعلمین أن یصرحوا في تفسیرهم لهذه الآیة بأن المراد هم العلمانیون العرب الذین أشد خطرا علی الأمة الإسلامیة من الیهود والمشرکین الذین قال الله فیهم ( لتجدن أشد الناس عداوة للذین آمنوا الیهود والذین أشرکوا)؛ لأن العلمانیین العرب إضافة إلی کفرهم ونفاقهم قد تلقوا دروسا إضافیة أخری من الیهود والنصاری والمشرکین في عداوة الذین آمنوا والبطش بهم وإهلاک الحرث والنسل!
إن هؤلاء هم الأعراب الحقیقیون في الحماقة والحقد والطغیان والعمالة للصهاینة! ألیست الإشادة بجریمة راح ضحیتها خمسة آلاف شهید وأکثر من عشرة آلاف جریح من الأبریاء من قبل حازم الببلاوي المجرم، رئیس الوزراء للحکومة الانقلابیة في قمة الحقد والعداوة؟! ألیس إعلان جبهة الإنقاذ المجرمة بأن مجزرة فض الاعتصامین رفعت رأس مصر في التاریخ في قمة النذالة والخسة؟!
أیها السیسی الخائن! لقد قمت بما قام به فرعون وقتلت خمسة آلاف برئ كبراءة الأطفال الذین ذبَّحهم فرعون وأنصاره؛ لکن الثوار السلمیون سیواصلون کفاحهم بسلمیة منقطع النظیر وصدور عاریة حتی یطیحوا بک وبعرشک الواهیة وسیلقنونک درسا یکون عبرة لکل الظالمین بعدک وخاصة الخائنین الذین یعاصرونک ویموّلونک بالدولارات التي سرقوها من الشعوب المستضعفة.
لقد طارت أرواح شهداء هذه المجزرة إلی العلیین وفازوا بفوزعظیم ویستبشرون بالذین لم یلحقوا بهم.... أما أنت وأنصارک ومموّلوک فانتظروا ساعة الحسم والمثول أمام محکمة الشعب المصري الثائر؛ ومن هناک إلی أسفل سافلین في جهنم...
إننی واثق بأن هذه المجزرة الوحشیة کشفت النقاب عن وجه العلمانیة القبیحة التی منذ سنوات کانت جاثمة علی صدورالأمة الإسلامیة عبر حکومات عمیلة عسکریة . وأبشر جمیع الأحرار في العالم الإسلامي بأن نهایة عصرالطغاة والجبابرة قد اقتربت لأن جمیع شرائح الأمة قد أدرکت مقاصد العلمانیین ولن تُخدع الأمة مرة أخری بشعاراتهم المزیفة وستدحرهم کما دحرت التتر والاستعمار الأروبي؛ ویقولون متی هو؟! قل عسی أن یکون قریبا.