إن نشر مقطع من فيديو يحمل مضامين سخيفة و مهينة لنبي الرحمة صلی الله عليه و سلم قد خلف وراءه موجةً‌ من ردود الفعل في غالب البلدان الإسلامية؛ فيما يخص هذه القضية‌ يبدو من الضروري التذکير ببعض النقاط وفقاً لما يلي:

1-إن إهانة المقدسات التي تحترمها الديانات و المذاهب، أمر لاعقلاني و لا أخلاقي و مرفوض أياً کان الفرد أو الطائفة التي تقوم بها.

2-إن حب النبي الکريم الذي هو رحمة للعالمين و تکريمه يأتي نتيجة ‌ضرورية للإيمان بالرسالة الخالدة التي جاء بها خير الرسل و من البديهي أن يکنَّ محبته جميع المؤمنين برسالته و أن لايتحملوا أي إسائة لساحته و من الطبيعي أن يقابل مثل هذه الممارسات بردات فعل من طراز الحزن و الغضب لدی کافة المسلمين.

3-لا شک في أن الحزن و الغضب ردتا فعل بشريتان قد تسببان في دمار عظيم إذا لم يتم تدبيرهما و توظيفهما بعقلانية سليمة. و للأسف شاهدت عيوننا مشاهد ممزوجة بالدخان و النار و رشق الحجارة و تخريب الممتلکات العامة کما شاهدنا مخالفات للدستور و النظام في هذه الحالة و في الحالات المماثلة لها لاسيما خلال العقدين الأخيرين.

4-السؤال الأساسي هنا هو: هل قدّم المسلمون خدمة مخلدة لساحة الرسول الکريم صلی الله عليه و سلم و رسالته الإلهية من خلال هذه الطريقة من الاحتجاجات؟ أم إنما ساعد ذلک في ذياع صيت المسيئين و عولمة صور کارتونية و تداول عالمي لمقطع من فيلم مهين و صور لقس أمريکي غير معروف و زد علی ذلک بث الفوضی و الاضطراب في مسار حياة المسلمين لأيام عديدة و علی مختلف الأصعدة الاقتصادية و التجارية و الثقافية و الإعلامية علاوة علی تدمیر ممتلکاتهم و في بعض الحالات سقوط قتلی و إصابات في صفوفهم؟

ثم إن اقتحام القنصليات القانونية للبلدان الأجنبية‌ و قتل السفير و العاملين فيها – بغض النظر عن الانتقادات الموجهة لتلک البلدان- يتعارض مع التعاليم الدينية.

5-في اعتقادنا إن الدفاع عن الساحة المقدسة للنبي الکريم –عليه و علی أهله و صحابته أطيب الصلوات- يستوجب التخطيط لبرنامج إستراتيجي، يتحلی بالحکمة و الشمولية الکافية‌ حتی يقدم للمسلمين أنفسهم أولاً ثم للآخرين، سيرة تلک الأسوة الحسنة بکل سماتها المتألقة.

إن هذه الممارسات العنيفة من قبل المسلمين من شأنها أن تمهِّد لاستغلال عواطفهم و تطلق أيدي الأشرار لخلق مشاهد النزاع و الدمار؛ لذلک يجب توفير و تأصيل مستوی من الوعي لدی المسلمين يمکّنهم من السیر و السعي‌ في مسار نشر الرسالة المحمدية وفق الزمان و الأسلوب الذين يختارونهما بإنفسهم و ليس بحسب أهواء الفاسدين و إثر تحريضهم.

6-و أما النقطة المهمة التي لاينبغي إهمالها هي تلک المساحة الإعلامية الضخمة التي يحتلها مثل هذه الاحتجاجات و التي من شأن الترکيز عليها أن يحول الأفکار و يشغلها من القضايا الهامّة و لو لزمن وجيز مما قد يوسّع الفرصة للمجرمين حتی يواصلوا مشاريعهم بسهولة أکبر.

اللجنة الإدارية لجماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية
2 ذو القعدة 1433