بسم الله الرحمن الرحیم
(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن کُنتُم مُّؤْمِنِینَ) {آل‌عمران: ۱۳۹}


صباح يوم الأربعاء 14 آب 2013 قام الجیش المصري و القوی الأمنية المصرية اللذان یعيشان حالة الانصياع و التحالف منذ أربعين سنة (حرب 1973) تجاه العدو الصهيوني، و أمام مرأی کل من العالم، القوی الکبری، البلدان العربية و الإسلامية و مؤسسات حقوق الإنسان، باستجماع کل ما يملک من قوة ضد المتظاهرين المسالمين العزل الذين جعلوا مخالفة الانقلاب و المطالبة بالأمن و الديمقراطية شعارهم الأساسي فبادر بعملية وحشية راح ضحيتها آلاف البشر الأبرياء.

إن ما جری في ميادين حراسة العزة و الکرامة بالقاهرة و باقي المدن المصرية،‌ يشهد من جهة‌ علی شجاعة و أنفة رجال و نساء لم یکونوا یطالبون منذ شهر و نصف من الاعتصام السلمي إلا بعودة الشرعية و النظام إلی المسار الديمقراطي و عزل الانقلابيين و ذلک بأيد خالية من السلاح و قلوب راجية للتغيير و مليئة بالإيمان بالله تعالی و من ناحية أخری أرانا نهاية القسوة التي يمکن أن يمارسها جيش ضد شعبه حيث زاد عدد ضحايا الساعات القليلة للهجوم علی ميداني العاصمة مجموعَ عدد ضحايا حرب اسرائيل (22 يوماً) علی غزة، ما يکشف مدی ارتباک الانقلابيين الفظاظ و حقارتهم.

ثم لاشک في أن ضمير البشرية الواعي سيراقب تحالف العسکر المنحوس مع بعض القوی المنادية للیبرالية و الإنسانية و بعض ممثلي المنطقة المرتجعين و جزء من القوی العالمية کما أنه سوف يحملهم جميعاً المسؤولية عن الدماء الطاهرة و أرواح الشهداء الزکية . أما الأمر الذي يؤسف أکثر هو أن بعضاً من أدعیاء التدين الحقيقي ممن کانوا يعتبرون -حتی أمس القريب - التحزب و النشاط السياسي مقولة شيطانية و من طراز المحرمات،‌ فور إشارة من رؤسائهم في المنطقة قد اصطفوا وراء أقزام الانقلاب و هم اليوم يصدرون بيانات الشجب و الاستنکار و الأسف ضد المجازر!

لا شیء يمکن أن يعصم شرکاء الانقلاب ضد الشرعية و الديمقراطية و الجرائم المتتالية بعده من لعنة الله و لعنة التاريخ لا هذه البيانات التافهة و لا تلک الاستقالة المتأخرة وعدیم الفائدة لمحمد البرادعي و لا ادعاء شيخ الأزهر المضحک المبکي بعدم الاطلاع من حقيقة الأمور.

إن جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية إذ تندد بهذه الجريمة البشعة، تعبر عن تعاطفها الکامل مع أسر الضحايا و تحيي ذکری شهداء سبيل الحرية و العدالة سائلة المولى الغفور الغفران و الدرجات العلا لهم و عودة الهدوء و الاستقرار و الديمقراطية لشعب مصر.

إن ربّک لبالمرصاد
والله غالب علی أمره ولکنّ أکثر الناس لایعلمون
إنا لله وإنا إلیه راجعون
جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية
19 آب 2013