إننا في زمان يفيضُ فيه الخطّاؤون فَيْضاً، ويَغيض فيه الناصحون غيْضاً، وكلما تكاثر أهل الوزر والخطيئة، تضاءل أهل الوعظ والنصيحة.
إن النصيحة خُلُق كريم من أخلاق القرآن، وقَبَس مضيء من هدي الإسلام، ومن كانت هذه وظيفته كان من أنفع أهل الإيمان، وأكثرهم حِلماً وصبراً، وأعظمهم ثواباً وأجراً.
كان نبيُّنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته وصفاته المثَلَ الأَكمل في سماحة النفس ولين الجانب، والله عز وجل وصَفه بقوله: {فَبِما رَحْمةٍ من الله لِنْتَ لهم ولو كنتَ فَظّاً غليظَ القَلْبِ لَانْفَضّوا من حَوْلِكَ} آل عمران – 159.
ما على وجهِ الأرض بَشرٌ يَنجو من البلاء ويُعْصَم من الابتلاء ولو كان من الرّسل الأَصفياء، ومن أولي العَزم من الأنبياء.. فالدنيا دارُ عملٍ ليست بدار حساب، ودارُ امتحانٍ ليست بدارِ جَزاء!
أين السَّماحةُ واليُسْر؟
إن أنظارَ الناس تتوجّه تَبَعاً لسُنن الحياة، تارةً نحو سادة الناس وقادتهم، وطوراً صَوب علمائهم ودعاتهم! وربما حكم الناسُ في زمن الفساد وفي أيام البوار والكساد، فرأوا المجتمع قد بات خَلْواً من الرجال الصالحين والأبرار المتقين.
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة