الحكمة هي وضع الأمور في نصابها، يقول راغب اصفهاني (( حَكَمَ، اصله مَنَعَ منعاً لاصلاحٍ  و هي اصابة الحق بالعلم و العقل )) والحكمة تحصل من اكتساب العلم و الفهم من التعلم و التفكر أو من التجارب الحياة و يقاربها في المعنى، كلمةُ الخبرة، و قد شهد تاريخ الإنسانية العديدَةَ من الحكماء العبقرية و الحكمة هي علم حقائق الاشياء و هي علم يغسل النفوس من وسخ الطبيعة و الحياة، و إذا عرفت النفسُ الحكمة َحنت و اشتاقت إلى عالم المعاني والافكار القيمة و عالم الأرواح، و مالت عن الشهوات الجسمانية المميتة للنفس الحية والزكية و نجت من أثر الشهوات و حبالاتها التي قد تعلق أهل الجهل بها.و الحكمة تكبر و تنمو من الاتصال بالله ليس فقط كمسلم أو مسيحي و لكن في أي دين أو اعتقاد. و قد عرف بعضهم الحكمة بأنها : عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي هناك، حِكمٌ تصلح للتطبيق في مختلف العصور فتكون عميقة خالدة و منها ما لا يصلح إلا لزمان من الأزمنة فتكون سطحية قليلة الأثر و تأتي الحكمة في كل الحياة كالعبادة و السياسة و الثقافة و الاقتصاد و في النثر و الشعر.  

  و الحكيم هو الله تعالى. قال الله تعالى: ( يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) { البقرة :الآية 269 } و قال الله تعالى :( و لقد اتينا لقمان الحكمة ) [ لقمان :الآية 12]

 الحكيم هو ذو العقل الراجح الذي يضع الأمور في نصابها. الحكمة تتكوّن من حسن استخدام المعرفة المتاحة و القرارات، والحكمة ربما تحدث بعدم استخدام معلومات كاملة. عكس الحكمة الحماقة و السفاهة. الحكمة هي وصف يخضع لوجود الدلالة المعروفة عليه. قيل عن الحكمة: الحكمة هي عصارة التجارب الحياتية و افراز للحوادث و النوازل و إلهام بعد تفكير و تدبر للامور. و الحكمة هي نتيجة قناعة راسخة. و الحكمة هي نظر في المآل و استخلاص للعاقبة بعد استشراف للمستقبل و معرفة للمقصد. قال النبي أيوب عليه السلام: "وأما الحكمة فأين توجد؟ والفطنة أين مقرها؟ لا يعرفُ الإنسان قيمتها".قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الحكمة هي ضالة المؤمن، فخذوا الحكمة و لو من أهل النفاق".بالحكمه نطق سلمان الفارسي حين قال:"ثلاث أفزعتنى وأضحكتنى:مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس يُغفل عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه". عن ابن عباس ما قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهم علمّه الحكمة" {رواه البخاري} 

          قال فيلسوف المشائي الشهير أرسطو: " الحكمة رأس العلوم و الأدب و الفن، هي تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان".قد قال أفلاطون حول  الفضائل الانسانية: " الفضائل الأربعة هي الحكمة و العدالة و الشجاعه و الاعتدال" و يقول أيضا: " نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، و متعصبون إذا لم نرد أن نفكر، و عبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر".قال فيلسوف الشهير الآلماني، هيجل: "الحكمة هي أعلى المراتب التي يمكن أن يتوصل إليها الإنسان فبعد أن تكتمل المعرفة و يصل التاريخ إلى قمته متی تحصل الحكمة، و بالتالي فالحكيم أعلى شأنًا من الفيلسوف، و الحكمة هي المرحلة التالية و الأخيرة بعد الفلسفة. إنها ذروة الذرى و غاية الغايات و هنيئًا لمن يتوصل إلى الحكمة و الرزانة". سُئل فيلسوف الكبير، سقراط:" لماذا اختيرت أحكم حكماء اليونان؟",فقال:"ربما لأنني الرجل الوحيد الذي يعترف أنه لا يعرف".


موقع الحكمة مع تصرف قليل