بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ «وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ» مرة أخری ونحن علی أعتاب العید الأضحی المبارک عید المسلمین الأعظم نتذکر إخلاص نبي الله إبراهیم وشجاعته؛ لو کان عید الفطر موسم فرحة للإصلاح وتزکیة النفس وأوان التوفیق بین المصالح ورسالة الدین، فإن عید الأضحی هو تجسید لمفهوم التوحید الاجتماعي وتأکید لضرورة خلق أرضیة مناسبة للدین وإقامة الحرية والعدالة في المجتمع حتی یتوفر المجال للعباد الناجین من الشهوات النفسیة والسائمین من عبادة غیر الله للحضور وللنشاط البناء . إن عید الأضحی المبارک قبل أن یکون شعیرة ثقافیة هو رسالة الصحوة يتضمن جوهر التدين وهو بمعنی الاستعداد للتفاني وتفویض الأمر إلی الله وبذل الغالي والنفیس کإبراهیم الخلیل علی نبینا وعلیه السلام؛ بمعنی إخراج الناس من عبادة المخلوق إلی عبادة الخالق وإلغاء النظرة الخرافیة للصابئین والتعرف علی فاطر السموات الأرض کالمدبر الوحید للکون: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴿٨١﴾ عید الأضحی یذکرنا بوجوب الدعوة والإصلاح؛ الدعوة إلی الله وبذل الجهود لإقامة التوحید والحریة والعدالة ومن ثم الإصلاح الثقافي والاجتماعي في ظل القیم التوحیدیة حتی یتیسر لأبناء البشر أن یتبعوا ازدهارهم وتنمیتهم وأنشطتهم الثقافیة والحضاریة الملائمة مع شؤونهم الإنسانیة بفضل تطور شخصیتهم و ملائمة السیاق الاجتماعي في جو خال عن الظلم ومزین بالعدل والقسط: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ». وأعرب عن خالص التهانئ للأمة الإسلامیة وعامة المواطنین الإیرانیین خاصة أعضاء جماعة الدعوة والإصلاح بهذه المناسبة العظیمة وهذه الخاتمة الحسنة لشعیرة الحج العالمیة راجیا من الله تعالی أن ینجح الأمة الإسلامیة في مسار الاحتواء علی القمع والفقر والعنف وبذل الجهد لإقامة الحریة والعدالة وتوفیر الأرضیة المناسبة للعبادة الخالصة للخالق وتقدیم الخدمة للمخلوق. آمين يا ربّ‌‌العالمين! عبد الرحمن بیراني الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح