بسم الله الرحمن الرحیم "... وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" [النساء : 100]. إن کارثة منی المؤلمة التي أدت إلی وفات مئات من الحجیج وإصابة آلاف الآخرین بجروح، أدخلت الحجیج والأمة الإسلامیة عامة في حالة من الحزن والحداد في ظهیرة یوم العید الأضحی. ولهذا نقدم تعازینا الحارة لعائلات الناجین من هذه المأساة المریرة ولجمیع المواطنین. وبناء علی الحدیث النبوي "مَنْ حَجَّ فَلَمْ یَرْفُثْ وَلَمْ یَفْسُقْ رَجَعَ کَیَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"[البخاری ومسلم]، أن هؤلاء الضحایا لقوا حتفهم في زمان ومکان أعظم قداسة من غیرهما وفي أطیب الحالات الروحیة ملبین أمر خالقهم وهؤلاء بإذن الله في جنات النعیم في صحبة الأنبیاء والصدیقین والشهداء والصالحین. ولکن هنا تجدر الإشارة إلی أنه من الناحیة القانونیة أن الإدارة الکلیة للمناسک وحمایة الحجیج علی عاتق البلاد المضیف وبناء علی هذا من الضروري أن تقوم الجهات المعنیة بأبحاث مفصلة وحیادية للکشف عن سبب الحادث والوقایة من أحداث مماثلة ورفع مستوی مؤشرات الإدارة الرشیدة لهذا الاجتماع الکبیر. وفي نفس الوقت أن مستوی ونوع التعامل لبعض من الوسائل الإعلام في نمط تحلیل القضیة وتقییمه قد خرج عن الاعتدال وصولا إلی التباعد وتأجیج الحملات الإعلامیة في خضم الاختلاجات المدمرة في منطقة الشرق الأوسط وأن تعمیق الفجوات القائمة لیس بمصلحة أي فریق أو تیار أو مذهب معین في العالم الإسلامي. وفي الختام ولمرة أخری نتوجه بأحر التعازي للعائلات المفجوعة سائلین لهم من الله تعالی الصبر والأجر الجزیل والمغفرة لکافة الموتی والشفاء للجرحی. جماعة الدعوة والإصلاح