بسم الله الرحمن الرحیم

في ظروف التي اجتاحت الفوضی والاختلاج المنطقة والعالم الإسلامي إثر سلسلة من الحروب المفروضة أن نبأ إعدام الشیخ نمر أدی إلی استیاء وأسف کبیر. وبغض النظر عن محتویات الدعوی القضائیة التي تسببت في اتخاذ هذا القرار الصارم لکونه طابعا قضائیا متخصصا، فمن الواضح أن تطبیق هذه العقوبة ضد شخص مع میزات اجتماعیة وهویة خاصة وذي مکانة دینیة خاصة بین أتباعه هو عمل متوتر وفي ظروف الإقلیم الحالیة لدیه قدرة کبیرة لجلب التوترات. نحن نعتقد أن العالم الإسلامي الیوم بحاجة إلی تغلیب صوت الاعتدال والعقل والتفادي عن التحیز والانقسام أکثر من أي وقت مضی وأن جمیع الحکومات والشخصیات والأحزاب مسؤولة عنها. وفي هذا الصدد أن جماعة الدعوة والإصلاح تدعو عامة المواطنین الشرفاء إلی ضبط النفس والتحرک في إطار القانون والقیم الأخلاقیة والإنسانیة.

في مشرق الأرض وخاصة في عدد من البلدان الإسلامیة قد یتم تجاهل حق حریة التعبیر وحق التمتع بمحاکمة عادلة ونزیهة خاصة في حق الناشطین الحقوقیین والحریات المدنیة والنشطاء المدنیین وقد یتم توجیه تهم زائفة إلی عدد منهم وتفرض في حقهم عقوبات صارمة في إطار عملیة مجهولة ومشبوهة.

ومن الأسباب الرئیسیة التي قد تسهم في خلق الاتجاهات المتطرفة والمدمرة في المنطقة هي تجاهل المطالب الحقیقیة المتعلقة بالهویات وإقصاء النشطاء الحقوقیین والمدنیین. ولا شک فیه أن تقدیس الأمراء والممارسات الحکومیة ورفض النقد وتحدید الخطوط الحمراء العدیدة قد یصعب الطریق أمام المعنیین والنشطاء السلمیین وفي نفس الوقت توفر المجال للمتطرفین والعنیفین.