مرّت خمسة و ثلاثون عاماً علی نجاح الثورة الإسلامية ضد الاستبداد والاستعمار... ثورة شعب ایران العظیم الباحث وراء تحقیق الحرية والکرامة الانسانية  والاستقلال للبلاد. وها قد جاء الربیع السادس والثلاثون في ظروف تنوعت فیها الفئات المناشدين والمشارکین في مسیرة الذکری السنوية للثورة الإسلامية واتسعت بشکل ملحوظ.

إن الشعب الإیراني قد اجتاز في مجری السنوات الخمسة والثلاثين الماضية علی الثورة عقباتٍ مختلفة؛ واليوم يعرف الجميع جیداً أن تحقیق الأهداف الأولیة للثورة إنما یتوقف علی تنفیذ کامل لکافة بنود الدستور و کذلک في مواصلة الحرکة الإصلاحية مصحوباً بالأمل و بالتأکيد علی المساهمة الإیجابية للفئات الاجتماعیة  والسیاسیة الموجودة في ‌البلاد.

بدون أي ‌مبالغة والتعتيم لابد من الاعتراف بأن البلاد خلال السنوات الثماني الماضية- مهما كانت الأسباب-  قد واجهتها صعوبات عديدة بسبب انتهاج سیاسات غيرحکیمة في قطاع التنفيذ.

إن الشعب الإیراني الفهیم والقوی السياسية للبلاد قد أدرکوا تلک الأوضاع وسایروا سیاسات النظام العامة والمعلنة  فوجدوا الظروف مواتية لتحقیق ملحمة سیاسیة و باختیار رئیس آخر من جنس الاعتدال. فأعربوا بذلک عن عدم رضاهم عن الوضع الراهن من ناحية؛  ومن ناحيه أخری عزمهم علی أن یعیدوا السلطة إلی اتجاهها الصحیح المتمحور حول حقوق المواطنة والمصالح الوطنية.

و في الفترة الحالية وبعد تلک الإنجازات التي تحققت بفضل الجهود الدبلوماسیة لحکومة التدبير والأمل علی الصعيد الدولي، فقد قوي الأمل في أن دائرة المشاکل الاجتماعية والاقتصادية ستتقلّص بتطبیع الأوضاع في البلاد؛ و بدأ المجتمع الإيراني يقترب إلی تحقیق کامل لحقوق المواطنة بدون النظر إلی الاختلافات الطبیعية والمذهبیة واللسانية والقومية ؛ ويتم تطبيق الدستور بما يتناسب وعظمة الشعب الإيراني وعزَّته.

و من الواضح أن الخطوة الأولی لحل المشاکل تتمثل في ‌الاعتراف بمبدأ وجودها أولاً وفي ‌المرحلة الثانية في عقد الإرادة الجادة المعنية بحلها و إدارتها في مجری و إطار سلميين. فإن الشعب الإیراني بصفته بلداً متجذراً في قدم التاريخ و متأثراً بالثقافات الإسلامية والقديمة والعالمية يستحق مکانة أعلی بکثير بين دول العالم مما هو علیه الآن. إن الوصول إلى مثل هذا الموقع يستلزم حل المشاکل الاقتصادية وتحقیق الرفاهية وإزالة الخسائر الاجتماعية ‌کما يتطلب مشارکة سياسية ومدنية وديموقراطية ومقنَّنة لجميع الفئات الموجودة علی الصعيد السياسي الداخلي.  من جانب آخر نشاهد أن لظی الخلافات الطائفية والمذهبية تهدِّد منطقة الشرق الأوسط والدول المحيطة بنا وفي ظل هذه الظروف الصعبة فإن تعزيز قواعد الإخاء في الداخل و توسيع العلاقات مع العالم الإسلامي: من شأنهما أن يعمقا موقع إيران باعتبارها حاملة الراية للأمة الواحدة أکثر من أي وقت مضى.

و أخیراً فإن جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية إذ تهنيء الذکری السنوية للثوره الإسلامية المجيدة لجميع المواطنين، تسأل الله تعالی المجد والعزة لبلدنا وتبذل مساعيها لخدمة تعزیز هذه الأخوة وإزالة المشاکل وتحقيق المواطنة.

جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية