بسم الله الرحمن الرحیم للأسف الشدید والحزن والألم العمیق! في عصر عولمة حوار الحرية وحقوق الإنسان والتسامح وفي الظروف التي أصبح العالم قریة صغیرة بسبب تأثير وسائل الإعلام الرائعة، نری أقلیة روهينغيا المشردة في بورما تتعرض لأروع المجازر وأبشع الجرائم بدل تمتعهم بالحقوق القانونیة والاحترام السیاسي وتلقي الدعم من الحکومة؛ هذه المجازر إنما ترتکب بحقهم بعد أن تعرضوا لشتی أنواع التحقير والاستبعاد والتمييز وهذه الإجراءات القمعیة والتعسفیة إنما تذکرنا بجرائم نیرون وجنکیز في عملیة إرهاب حکومي مفضوح وإبادة جماعية وإزالة جسدیة وطرد وقمع وأصبح مشاعر ملیاري مسلم وأحاسیسهم وقبلهم الإنسانیة وقیم التعایش لعبة مسلیة بید هؤلاء المجرمین. هذه الضراوة والقسوة والعسکریة الکریهة لدولة بورما في التعاطي مع شعبها وهذا الصمت اللاأخلاقي للمجتمع الدولي والأنظمة الدولیة المعنیة إنما تکشف عن السلوك المزدوجة والفقر الأخلاقي لهذا العصر وفي الوقت نفسه تلحق أضرار جسیمة بمصداقية المؤسسات الدولية والحامیة للسلم والعدالة وتجعل تربة العنف والتحامل أکثر خصوبة بحقن الضغينة وخيبة الأمل في جسد المجتمع الإنساني. فجماعة الدعوة والإصلاح إذ تدین بشدة هذه الجريمة الرهيبة والفظائع الدمویة معلنة عن تضامنها وتعاطفها مع مسلمي روهينغيا المضطهدة وعن تقدیرها من بعض الاحتجاجات التي خرجت في عدد من مدن العالم تدعو جمیع الدول والأحزاب والمنظمات الإقلیمیة والعالمیة خصوصا الحکام والشعوب المسلمة أن یعلنوا عن موقفهم أسرع وأكثر وضوحا تجاه هذه الکارثة غیر المسبوقة وهذا العدوان الصارخ استجابة لنداء ضمائرهم واقتضاء لمسؤولیتهم الإنسانیة والأخلاقیة ومواکبة مع الکرامة الإنسانیة للجیل الحاضر أمام الأجیال القادمة وأن یقوموا بإجبار دولة بورما وجیشها المجرمة بوقف العنف وإراقة الدماء والعودة إلی حلول سیاسیة وسلمیة والقانونیة. نأمل أن تخمد نار الظلم والعنف بجهود القوی المعتقدة بالحریة والعدالة والسلام وقبول الآخر ونری عیشة کریمة في ظل التنمیة الثقافیة والعدالة السیاسیة بدل الكراهية والعنف والذبح وما ذلک علی الله بعزیز. جماعة الدعوة والإصلاح 15 ذي الحجة 1438