مرة أخرى، كشفت المجازر الصهيونية بحق الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين العزل عن حقيقة الكيان الصهيوني الغاصب، وهي صفحة جديدة في سجله الإجرامي الوحشي، والتي زادت من الوعي العالمي بطبيعة هذا الكيان وسياساته اللاإنسانية.

لا شك أن العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة في شهر رمضان الفضيل، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، والأزمات الداخلية التي تعاني منها الدول العربية والإسلامية، يرمي إلى تحقيق أهداف خبيثة، إذ تختبر حكومة نتنياهو من خلال هذا العدوان وعبر استغلال هذه الأوضاع الإقليمية، إمكانية تنفيذ مشاريعها السابقة الفاشلة، علها تتمكن في ظل الأوضاع الإقليمية المتدهورة، والصمت الدولي المطبق، وانحياز الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني، من تنفيذ ما عجزت عن تحقيقها خلال السنوات المنصرمة عبر الحصار وحربي 2008 و2012.

ومن جانب آخر، لا يخفى على أحد أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني بعد المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أغضب حكومة نتنياهو، والتي هددت بأنها ستوظف كافة إمكانياتها لتدمير الوحدة بين الفلسطينيين، لذلك جعل رئيس الوزراء الصهيوني من قضية الإختفاء الغامض للمستوطنين العسكريين الثلاثة وقتلهم المشبوه في الضفة الغربية، ذريعة لتحقيق نواياه اللاإنسانية، حيث قصف أهالي غزة العزل بأكثر من 3 آلاف طن من المتفجرات، وارتكب جرائم إنسانية فضيحة خلّفت أكثر من 200 شهيدا وأكثر من 1600 جريحا وتشريد الآلاف. وكان يريد نتنياهو من خلال هذا العدوان السافر تقديم صورة مشرقة لنفسه أمام المجتمع الإسرائيلي اليميني المتطرف، لكنه واجه مقاومة شعبية بطولية في غزة من سكانها وفصائلها المجاهدة.

كما أن الأساليب النضالية المبتكرة للمقاومة أذهلت العالم برمته، وأثبتت أن قوى المقاومة الفلسطينية تعرف عدوها جيدا فرفعت قدراتها العسكرية، بالرغم القيود والحصار المفروض الشامل، حيث أعجزت الكيان الصهيوني من تحقيق الحد الأدنى من أهدافه ونواياه في هذا العدوان، وهو اليوم يبحث عن مخرج من هذه الأزمة التي صنعها بنفسه.

وفي هذا السياق، إذ تندد جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية بالجرائم الصهيونية الجديدة في غزة، تطالب المؤسسات الدولية الفاعلة بكسر صمتها إزاء هذه الجرائم، وإتخاذ موقف جاد حيال الإنتهاكات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقتل الفلسطينيين بلا رحمة. كذلك، يُتوقع من الدول العربية والإسلامية، وخاصة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها أمام الشعب الفلسطيني، وإتخاذ خطوات عملية جادة لإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل نهائي، والحد من حصار غزة، وسياسة تهويد القدس والإستيطان في الضفة الغربية والسياسات المجحفة ضد الفلسطينيين.

كما نناشد المسلمين كافة، ولاسيما أعضاء ومؤيدي الجماعة في هذا الشهر المبارك وليالي القدر الدعاء لخلاص الشعب الفلسطيني المظلوم، وجميع الشعوب القابعة تحت نيران الظلم والاستبداد والخلافات الداخلية والنعرات الطائفية، وتحمل مسؤولياتهم من خلال تقديم الدعم المالي والفكري للشعب الفلسطيني المسلم الذي يدافع عن القدس وقبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم.

جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية
16 يوليو 2014