(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا إسراء:٣3]؛

إنها أخبار مؤلمة تأتينا هذه الأيام عن عمليات القتل و النهب ببعض المناطق العراقية خصوصاً تلک التي تجري بناحية سنجار من إقليم کوردستان التي یسکن بها الیزيديون و يتألم بسماعها أصحاب الضمائر الحية.

إن التاريع يشهد بأن استغلال الدين لتبرير العنف جسدياً کان أو ثقافياً أو سياسياً، ظاهرة تشوّه صورة الدين ذاته بالدرجة الأولی و تحمّل المسؤولية الکبری إزاء تلک الأعمال علی عاتق مرتکبيها الذين لابد أن يقفوا مسؤولين أمام الله تعالی و کذلک أمام الدين و التاريخ .    

مع الأسف خلال السنوات الأخيرة اجتاحت موجة شديدة من التطرف والتعصب الديني دول المنطقة و خصوصاً العراق و أوجدت غضباً وانتقادات جادة لدی المواطنين السنة من العرب والکرد و جزء واسع من الشيعة و کذلک من غير المسلمين مما أدی تدريجياً إلی تعميق فجوة الهوية بين أبناء هذا البلد. ثم إن الترحيل القسري لمسيحيي الموصل و تخريب الأماکن والمزارات الدينية هو انتهاک سافر لحقوق الأقليات الدينية المعترف بها في الإسلام و من شأنه أن يخلق ثغرة بين المسلمين وغيرهم.​

إن جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية إذ تعرب عن تعاطفها مع سکان هذه المناطق المظلومين، تجدد تمسکها بمبادئها الفکرية و تستنکر اللجوء إلی العنف معلنة دعمها الکامل عن أي إجراء إنساني يرضي الله ويؤدي إلي تقليل آلام هؤلاء اللاجئين و مصائبهم. إن الجماعة تقتنع بأن الاختلافات الدينية و المذهبية و القومية في حد ذاتها لايمکن أن تتخذ أساساً لانتهاک حقوق المواطنة.  

و علی الصعيد السیاسي العراقي نأمل أن يسفر انتخاب الرؤساء الجدد للجمهورية و البرلمان و تکليف رئیس الوزراء الجديد عن اتخاذ خطوات عملية في مسيرتشکيل حکومة موحدة تشمل مافة الأطراف والتمهيد لعودة الثبات والاستقرار حتی يحظی جميع المواطنين بحقوق متساوية.

جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية.