حضر الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبد الرحمن بیراني في اجتماع المجلس المرکزي یوم الخمیس 27 رجب وأکد علی مراعاة الاختلاف الثقافي. نص کلمة الأمین العام کما یلي:
بسماللهالرّحمنالرّحیم الحمدلله و الصلاة و السلام على رسولالله و على آله و أصحابه و من والاه
رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَدا
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
تحیتي لأعضاء المجلس المرکزي متمنیا لکم دوام الصحة والسعادة وكل النجاح والنیل بالعبودیة الواعیة والخالصة.
علی أعتاب السنة الشمسیة الجدیدة نسأل الله تعالى أن يفتح أبواب الخیر لأبناء وطننا الأعزاء الذين يمرون بأوقات عصيبة ومن المؤمل أن يكون العام الجديد عام التخلص من فيروس كورونا ومصاعب الحياة مليئا بالسلام والازدهار والصحة. أبدأ کلمتي بمقدمة: لطالما افتخر المسلمون بالأخوة الشاملة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بعد دخولهم المدينة المنورة. الأخوة الإیمانیة بناء على وحدانية الله والتغلب على الفروق اللغوية والإقليمية والاجتماعية التي أبطلت التحيزات الجاهلیة والامتيازات الطبقية. وهذه الأخوة کانت حلقة وصل بین الضعیف والقوي والفقیر والغني والأبیض والأسود والعبد والحر وغلبت على الإجحاف والتمييز الظالم والقاسي كما حلت محلها القيم الإسلامية والكرامة الإنسانية والتعاون والوئام والعدالة.
"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"(الحشر/٩)
ومما لا شك فيه أن أنصار المدينة كانوا أفضل مثال لما قال تعالی:
"إِنَّمَا کَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْکُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"(النور/٥١)
بعد هذه المقدمة ، سأركز على النقطة الرئيسية وهي أن التنوع والاختلاف سنة إلهیة جاریة في الکون لذلك فإن وجود التيارات والأحزاب والجماعات الثقافية والسياسية والعلمية والتعليمية والخدمية هو أمر طبيعي ومفهوم ومقبول خاصة عندما یدل وجودهم على التنوع والتعدد ولا الصراع ویسعی كل منهم في تحقيق الأهداف بطريقته الخاصة ویقوم بتلبية جزء من احتياجات ومتطلبات المجتمع وملء الفراغ ویکمل بعضها البعض في تکمیل أدوارها.
في الحقیقة يجب اعتبار وجود تيارات ومجموعات وأحزاب مختلفة وظهورها شيئًا طبيعيًا في العصر الحاضر وأن وجود تيار لا يعني عن تيارات أخرى. من الواضح أنه لا يوجد حزب أو جماعة أو حركة في العالم الإسلامي تستطيع وحدها تلبية جميع الاحتياجات والمتطلبات وإدارة شؤون المسلمين بشكل كامل وشامل وبناء مستقبلهم الحضاري. بالرغم من الظروف والقدرات التي يمتلكها ، فهو ليس مستغنیا عن وجود الآخرين. إن التاريخ الماضي والوضع الراهن للدول الإسلامية خير دليل على هذا الادعاء.
وبالرغم من الخدمات والتأثيرات القيمة للتیارات والأحزاب والجماعات خاصة في العصر الراهن إن لديها عيوب وآفات ومشاكل كبيرة ینبغي للقادة والمسؤولین بشكل خاص القضاء عليها وتحسينها ، بما في ذلك:
1- غالبية التيارات تمتنع عن أي عمل يؤدي إلى التعاون والتوحيد والتقارب والأخوة والتشاور في الشؤون.
2- تدعو معظم التيارات والأحزاب والمجتمعات أعضاءها وأنصارها ، وخاصة الوافدين الجدد ، إلى الخلافات والعداوات والبعد عن التيارات الأخرى ، والتعبير عن عيوبهم وانحرافاتهم عن وجهة نظرهم.
3- للأسف إن بعض المذاهب الفكرية والفقهية والأحزاب والتيارات تعتبر تصوراتها واجتهاداتها نفس الدین وتجعلها معيارًا ومقياسًا للحكم على الآخرين.
الآراء