لقد أظهرت تلك الدماء الزكيه التى اريقت اليوم حقيقة الجيوش العربيه و على رأسها الجيش المصرى و هى انها جيوش قامت ليس لسحق اعداء الامه او لحماية الشعوب و لكنها جيوش رضيت امريكا و قوى البغى العالميه بوجودها و مدها بالسلاح و العتاد لتنفيذ ما يطلب منها لخدمة تلك القوى ، الم يستخدم الجيش العراقى فى حرب ضد ايران ؟ ألم يستخدم ليدخل الكويت ؟ ثم بعد انتهاء دوره دخلت امريكا و ازالت ذلك الجيش من الوجود . جيش سوريه لم يطلق رصاصه على جيش اسرائيل فى الجولان المحتل منذ اربعين عاما و عندما انتفض الشعب ذبح الجيش الشعب السورى من الوريد الى الوريد . الجيش المصرى يمضى على نفس السياسه المرسومه له ، لم يطلق رصاصه على اسرائيل من اربعين سنه ، لم ينتقم لقتلاه من آن لآخر على يد اليهود على الحدود ، رضى ان يحاصر اخوان العقيده و العروبه بغزه ارضاءا لامريكا و اسرائيل ، اعلنت تسيبى ليفنى حربا على غزه بعد لقائها قائد القوات المسلحه الاعلى وقتئذ حسنى مبارك من القاهره و امام العالم اجمع ، و بعد اربعين سنه من عدم خوض حربا واحده ظل يحضر فيها الجيش اغانى المغنيات فى الحفلات و يحضر مباريات لكرة القدم بالمدرجات ، ركن الى حب السلطة و المال و لا يريد ان يشغل نفسه بالعسكريه و عندما وضع رئيس مصر الشرعى د. محمد مرسى له واجباته الحقيقيه و اراده ان يعيشها انقلب عليه و اخذ يذبح شعبه من الوريد الى الوريد و فضحت دماء الشهداء ما تقر قلوبهم ، و اراد الله لارواح الشهداء ان تكون سببا فى فضح حقيقتهم و تبيان زيف اعلامهم العسكرى من انهم خير اجناد الارض و انهم اصحاب معارك اسطوريه و هم شر اجناد الارض بقتلهم ابناء جلدتهم و معاركهم تلك خاضوها فى الخيال و هم ليسوا اسودا كما يصورون لنا لكنهم ارانب عند كل نزال ، و ماذا بعد ان تقوم لليهود دوله وسط تلك الجيوش و تستمر عشرات السنين تقوى يوما بعد يوم و تدنس مسرى الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و تلك الجيوش العربيه لا تحرك ساكنا و يقتلون و يعتقلون من يدعو لتحرير الاقصى الاسير .
اليس ذلك دليلا على دعارتهم العسكريه ، اليس ذلك دليلا على موالاتهم لليهود و عبادتهم لعجلهم سواء بسواء . انه من البديهى الا ترضى امريكا ان يكون هناك جيشا فى المنطقه اقوى من اسرائيل ، لا توافق على ان يسلح الجيش نفسه و تعمل على ازاحة رئيس منتخب عمل على ان تنتج مصر سلاحها بدلا من سلاح امريكى تعطيه امريكا لنا بشروط منها الا يستخدم ضد اليهود و ان يكون ليس سلاحا متقدما و الا يتم تطويره على يد من استوردوه و الا حجبوا المعونه و الا ليس هناك قطع غيار و يصبح السلاح خرده ، و ان يستخدم ذلك السلاح لاغراض امريكيه بيد عربيه و ان يسحق به الشعوب اذا ما انتفضت لتحصل على حرياتها . تلك حقيقه اراد المجرمون ان يخفوها و اراد الله ان يفضحهم و يفضح اجرامهم و فسادهم ببركة دماء الشهداء و بركة ارواحهم الطاهره . اما الشرطه فهى على نفس خطى الجيش ، لا تريد ان تزاول واجباتها الا اذا كان الشعب عبدا ذليلا لها ، غير ذلك يكونوا حربا على شعب مصر ، و هم و الجيش فى الاجرام و الفساد و الطغيان سواء بسواء . انظروا مع أى طرف يقف البلطجيه و انتم تعلمون عندئذ من الفئة الباغيه و من الفئة الناجيه . يقول شيخنا الامام محمد الغزالى طيب الله ثراه : ان المعركة بين الكفران و الايمان دائره و سينجلى غبارها يوما ما و ستتكشف عن شهداء و عن هلكى و عن مؤمنين قائمين بأمر الله و مشركين مدحورين بإذن الله . ان الحق لا بد و ان يعلو و ان يثوب اليه المضللون و المخدوعون على شرط ان يظل اهله اوفياء له حراصا عليه صابرين محتسبين .