هناك خلط كبير وشديد بين مضامين هذه المصطلحات الثلاثة: الجهاد.. والقتال.. والإرهاب.. وهذا الخلط هو أشد ما يكون في هذه الحرب السياسية والفكرية والدينية والإعلامية الكبرى التي تشنها دوائر غربية متنفذة ضد الإسلام وأمته وحضارته وعالمه.. ليس فقط منذ «قارعة» 11 سبتمبر سنة 2001م التي وقعت بأمريكا.. وإنما قبل هذه «القارعة» بعقود.. وربما قرون.. لكن هذه «القارعة» قد تصاعدت بهذه الحملة - ومن ثم بهذا الخلط بين مفاهيم هذه المصطلحات تصاعداً غير مسبوق، في تاريخ علاقات الغرب بالشرق والغربيين بالشرقيين. ولا أدل على سبق الريبة في مضمون مصطلح الجهاد الإسلامي، والخلط بينه وبين القتال والعنف الإرهابي - الذي يروّع الأبرياء والآمنين - لا أدل على ذلك من حذف قمة منظمة المؤتمر الإسلامي مصطلح الجهاد من بيانها الختامي - في «داكار» بالسنغال سنة 1412هـ/ سنة 1991م، وذلك مخافة الظلال السلبية التي ألحقها هذا الخلط بمصطلح الجهاد! ولأن النظر إلى «الآخر» من خلال «الذات» هو عيب شائع في الدراسات المقارنة بين الديانات والثقافات والحضارات، لأنه يؤدي إلى صب «الآخر» في قوالب «الذات»، وتجاهل - ومن ثم إلغاء - الفروق بين الديانات والثقافات والحضارات، وذلك بدلاً من التمييز بين «الأشباه والنظائر» التي تجمع النماذج الثقافية في موضوع الدراسة، وبين «الفروق» التي تمايز بينها.. كان هذا المنهاج الأحادي الجانب السبب في كثير من الخلط الذي يصيب مضامين العديد من المصطلحات. صحيح أنه لا مشاحة في استخدام المصطلحات من قبل أهل الحضارات المختلفة والديانات المتعددة والثقافات المتمايزة.. لكن هناك مشاحة أكيدة في المضامين والمفاهيم والمحتويات التي تُفهم - لدى كل فريق - من ذات المصطلحات.. فالمصطلحات بمثابة الأدعية، يستخدمها ويتداولها الجميع، لكن محتويات هذه الأوعية مضامين المصطلحات - تتفاوت وتتغاير وتتمايز.. بل وقد تتناقض - لدى أصحاب الأنساق الفكرية المختلفة، رغم وحدة المصطلحات. لقد استخدمت الدنيا - عبر تاريخها - ولا تزال تستخدم مصطلح «السياسة».. لكن هناك ثقافات وحضارات قد جعلت «القوة.. والغلبة» هي المضامين والمقاصد من وراء فلسفة السياسة وآلياتها.. بينما ربطت الثقافة الإسلامية هذه السياسة بمعايير الصلاح والقيم والأخلاق.. فرأتها «التدبير الذي يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد» (1). واستخدمت الدنيا - عبر تاريخها - ولا تزال تستخدم مصطلح «الدين».. لكن هناك الفلسفات الوضعية التي رأت في الدين إفرازاً للعقل البشري، ورأت في «التوحيد الديني» مرحلة متطورة من مراحل هذا الإفراز والإبداع البشري!.. بينما رأته الفلسفات الإيمانية - ولا تزال - وحياً سماوياً، ووضعاً إلهياً منذ فجر البشرية، لهداية الناس في المعاش والمعاد. واستخدمت الدنيا، منذ قرون طويلة ولا تزال تستخدم مصطلح «الإقطاع».. لكن هناك ثقافات وحضارات ومذاهب اجتماعية ترى فيه: تملّك إنسان للأرض وما عليها ومن عليها.. بينما رأته الثقافة الإسلامية وتراثها وتاريخها الحضاري: مجرد تمليك منفعة، لإحياء الأرض الموات، لأن مالك الرقبة - المالك الحقيقي - للأرض وجميع الثروات هو الله سبحانه وتعالى، والناس مطلق الناس مستخلفون ونواب ووكلاء في هذه الأرض، وما فيها وما عليها من الأموال والثروات (2). وكذلك الحال مع مصطلحات الجهاد.. والقتال.. والإرهاب.. حدث هناك خلط كبير وشديد بين مفاهيمها ومضامينها ومحتوياتها، على النحو الذي نشكو منه هذه الأيام. الحرب الدينية المقدسة: باستثناء قطاع محدود من العلماء الغربيين، الذين درسوا الإسلام وحضارته وتاريخه وفق موضوعية الدراسات المقارنة، والذين تحررت ضمائرهم من قيود المقاصد «الإمبريالية» الغربية، فإن الكثيرين من الذين قاموا بدراسة الحضارة الإسلامية وتاريخ المسلمين - سواء بسوء فهم أو سوء نية - قد وقعوا في خطأ النظر إلى «الذات الإسلامية» من خلال منظار «المعايير» التي حكمت مسيرة الحضارة الغربية، والكهانة الكنسية للنصرانية الغربية، والتاريخ الحضاري العربي، وما شهده من صراعات. فإذا ذُكرت الخلافة الإسلامية - وهي دولة مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية - قفز إلى مخيلتهم كهانة الدولة الكنسية الأوروبية التي حكمت بالحق الإلهي والتفويض السماوي... وإذا ذُكر الحق في المواطنة، لم يتصوروه إلا قائماً على أنقاض الدين وشريعته، وفي ظلال العلمانية واللادينية. وإذا ذُكر الدين، لم يتصوروه إلا علاقة فردية بين الإنسان وخالقه، تقف عند خلاص الروح ومملكة السماء، لا علاقة لها بهذا العالم، لأنها تدع ما لقيصر لقيصر، مكتفية بما لله. وانطلاقاً من النظر إلى «الآخر الإسلامي» من خلال منظار «الذات الغربية»، حسب هؤلاء الغربيين ومعهم مثقفينا المتغربين، الجهاد الإسلامي «حرباً دينية مقدسة» ضد أصحاب الديانات الأخرى، تكون معايير البراء والعداء والصراع فيها هي الاختلافات في المعتقدات. ولقد كانت الحروب الصليبية، التي شنها الغرب النصراني على الشرق الإسلامي، والتي دامت قرنين من الزمان (489 - 690هـ/ 1096 - 1191م)، والتي غلقتها الكثير بالدعاوى الدينية الخالصة لتحجب مقاصدها «الإمبريالية».. كانت هذه الحروب الدينية المقدسة هي النموذج الذي قاس عليه هؤلاء الغربيون.. والمغربون.. الجهاد الإسلامي، فكان خلط الأوراق والمفاهيم الذي نشكو منه حتى هذه اللحظات. لقد شنت الكنيسة الأوروبية حربها الدينية المقدسة - الصليبية - ضد الإسلام وأمته وعالمة باعتبارها حرباً ضد «الكفار»، لتخليص «قبر الله - المسيح» بزعمها من أيدي هؤلاء الكفار، معلنة أن هذه الحرب المقدسة هي حرب إلهية، لذات الله، وفي ذات الله، وأن فرسانها إنما يحملون «مفاتيح» مع أدوات القتل والقتال! وعن هذه الطبيعة الدينية لهذه الحرب - التي غلقت مقاصدها «الإمبريالية» - جاء في خطاب البابا الذهبي «أوربان الثاني» (1088 - 1099م) الذي دعا فيه فرسان الإقطاع الأوروبي إلى هذه الحرب المقدسة: «يا من كنتم لصوصاً كونوا اليوم جنوداً، لقد آن الزمان الذي فيه تحوّلون ضد الإسلام تلك الأسلحة التي أنتم لحد الآن تستخدمونها بعطفكم ضد بعض.. فالحرب المقدسة المعتمدة الآن - هي .. في حق الله عينه.. وليست هي لاكتساب مدينة واحدة.. بل هي أقاليم آسيا بجملتها، في غناها وخزائنها العديمة الإحصاء. فاتخذوا حجة القبر المقدس، وخلصوا الأراضي المقدسة من أيادي المختلسين وأنتم املكوها لذواتكم، فهذه الأرض - حسب ألفاظ التوراة - تفيض لبناً وعسلاً.. ومدينة أورشليم هي قطب الأرض المذكورة، والأمكنة المخصبة المشابهة فردوساً سماوياً.. اذهبوا وحاربوا البربر (يقصد المسلمين!) - لتخليص الأراضي المقدسة من استيلائهم.. امضوا متسلحين بسيف مفاتيحي البطرسية - (أي مفاتيح الجنة التي صنعها لهم)! - واكتسبوا بها لذواتكم خزائن المكافآت السماوية الأبدية، فإذا أنتم انتصرتم على أعدائكم، فالملك الشرقي يكون لكم قسماً وميراثاً.. وهذا هو الحين الذي فيه أنتم تفدون عن كثرة الاغتصابات التي مارستموها عدواناً.. ومن حيث إنكم صبغتم أيديكم بالدم ظلماً، فاغسلوها بدم غير المؤمنين» (3)! ولذلك، لم يقف دور رجال الكهنوت الكنسي الأوروبي في هذه «الحرب المقدسة» عند التنظير والتحريض للعامة والدهماء، والترغيب لفرسان الإقطاع «بمفاتيح الجنة»!.. وإنما وجدنا كرادلة الكنيسة يشاركون - هم أنفسهم - في مجازر هذه «الحرب المقدسة»، معتبرين ذبح المسلمين أعظم القربات التي يتقربون بها لإرضاء الرب! فالصليبيون الذين غزوا القدس (492هـ/ 1099م) قد ذبحوا وأحرقوا كل من وقع في أيديهم من المسلمين، حتى الشيوخ والنساء والأطفال، ذبحوا سبعين ألفاً، في سبعة أيام! حتى الذين احتموا بمسجد قبة الصخرة مسجد عمرو بن الخطاب ذُبحوا، وسبحت خيول الصليبيين في دمائهم إلى لجم الخيل، كما نُقل ذلك عن شهود العيان رجل الدين النصراني صاحب كتاب «تاريخ الحروب المقدسة في الشرق» (4). ولقد كان رجال الدين النصارى - نعم رجال الدين! - في مقدمة الذين اجترحوا هذه الفظائع والسيئات.. ولقد وصف المؤرخ الأوروبي «ميشائيل درسيرر» صنيع «البطريرك نفسه في هذه المذبحة عندما كان يعدو في أزقة بيت المقدس، وسيفه يقطر دماً، حاصداً به كل من وجده في طريقه، ولم يتوقف حتى بلغ كنيسة القيامة وقبر المسيح، فأخذ في غسل يديه تخلصاً من الدماء اللاصقة بها، مردداً كلمات المزمور: «يفرح الأبرار حين يرون عقاب الأشرار، ويغسلون أقدامهم بدمهم، فيقول الناس: حقاً إن للصديق مكافأة، وإن في الأرض إلهاً يقضي» (المزمور 58: 10 – 11). ثم أخذ - البطريرك - في أداء القداس قائلاً: «إنه لم يتقدم في حياته للرب بأي قربان أعظم من ذلك ليرضي به الرب»(5). فهي حرب دينية مقدسة.. في ذات الله.. ولعين الله.. يحمل فرسانها مفاتيح الجنة.. وذبحهم للمسلمين فيها هو أعظم القربات التي يتقدم بها هؤلاء الصليبيون إلى الله! كذلك، جعلت الكنائس الغربية - الكاثوليكية.. والبروتستانية - صراعات شعوبها وأمرائها ضد بعضهم بعضاً، حروباً مقدسة، هدفها الإكراه على تغيير الاعتقاد الديني.. متقربين بمجازرها إلى الله، ويقيمون الصلوات والقداديس في ذكر المجازر التي ارتكبوها فيها، شكراً لله! لقد غدت هذه الكنائس التي تنازعت النصرانية والأناجيل وطبيعة المسيح عليه السلام ديانات مستقلة، لكل كنيسة منها «قانون للإيمان»، يحتكر الدين والخلاص الديني لأبناء المذهب دون سواهم، مستقلة، ويتخذ من هذه الحرب الدينية المقدسة سبيلاً من العنف القتالي لإبادة المخالفين في المذهب، أو إكراههم على تغيير عقيدتهم الدينية. وفي هذه الحروب الدينية المقدسة - التي دامت أكثر من قرنين من الزمان - بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي اشتهر منها إحدى عشرة حرباً في (1562 - 1563م)، و(1567 - 1568م)، و(1569 - 1570م)، و (1572 - 1573)، و(1574 - 1576م)، و(1576 - 1577م)، و(1580م)، و(1585 - 1594م)، و(1586) و(1621م)، و(1625 - 1629م).. والتي أبيد فيها 40% من شعوب وسط أوروبا! في هذه الحروب ذبح الكاثوليك - على عهد «تشارلس التاسع» (1550 - 1574م) وحده - أكثر من عشرين ألفاً من البروتستانت! ويومئذ انهالت التهاني على الملك، وكان الباب «جريجوري الثالث عشر» (1572 - 1585م) يطير فرحاً بهذه المذابح المقدسة وضحاياها! حتى إنه أمر أن تُسك أوسمة لتخليد ذكرى هذه «المجازر المقدسة» وتوزع على الشعب والأعيان.. ولقد رسمت صورة البابا على هذه الأوسمة، وإلى جانبه صورة الملك «تشارلس التاسع» وهو يضرب بسيفه أعناق الملحدين – البروتستانت! وكتب على هذه الأوسمة عبارة «إعدام الملحدين»! كذلك، أمر البابا - لمزيد من الاحتفال بهذه المجازر المقدسة - بإطلاق المدافع، وإقامة القداديس في شتى الكنائس، ودعا الفنانين إلى تصوير مناظر المذابح على حوائط الفاتيكان(6)! كذلك كانت محاكم التفتيش التي أقامتها كل كنيسة غربية ضد مخالفيها في الاعتقاد.. والتي أقامتها ضد المسلمين اليهود عقب إسقاط «غرناطة» (897هـ - 1492م) واقتلاع الإسلام من الأندلس، كانت محاكم التفتيش هذه - والتي دامت ثلاثة قرون! - حروباً دينية مقدسة، أرادت من ورائها الكهانة الكنسية الغربية، «خلاص» المخالفين «بتخليصهم من الحياة»! «فالذين لا يذعنون للكنيسة، ويعتقدون بصدق نظرياتها، تحيق بهم اللعنة الأبدية لا محالة.. ويصبح إنقاذ الدنيا منهم واجباً مقدساً! وحتى الطفل - على براءته وخلو ساحته من الخطايا متى مات من غير تعميد على المذهب الكاثوليكي قضى بقية حياته في جهنم! ولذلك كان طبيعياً في ظل هذه العقيدة للخلاص، وهذا الدستور لاضطهاد المخالفين أن يتعرض المتهمون لأشد صنوف العذاب»(7). ولقد توطد وشاع نظام محاكم التفتيش هذه حتى غطى كل أنحاء العالم المسيحي بشبكة لا سبيل إلى اتقائها.. تعاون فيها وعليها البابوات والقساوسة والرهبان والملوك والأمراء والعامة والدهماء.. وشهدت إنجلترا - في عهد الملك «هنري الرابع» (1396 - 1413م) والملك «هنري الخامس» (1413 - 1422م) موجة من الإعدامات للمخالفين بواسطة الإجلاس على الخازوق! ولم يلغ هذا الأسلوب نهائياً إلا في سنة 1676م! أي أن الإعدام بالخازوق المقدس قد دام ثلاثة قرون! أما في إسبانيا، فلقد بدأت محاكم التفتيش في عهد الملكة «إيزابيلا» (1451 - 1504م) والملك «فرديناند» (1452 - 1516م) - بمباركة البابا «سكتوس الرابع» (1471 - 1484م).. وشملت حتى المستعمرات التي حكمتها إسبانيا.. وطبعت على المسلمين واليهود المهزومين، رغم عهد الأمان الذي حصلوا عليه.. فأجبر على التنصير منهم من ضعف عن تحمل العذاب.. وفر من إسبانيا من آثر التمسك بدينه.. وغرقت البلاد في حمام من الدم الذي سفكته محاكم التفتيش. وكان المبدأ العام الذي يحكم محاكم التفتيش هذه - وفق «فرمان الإيمان» - يقول: «لأن يُدان مائة بريء زوراً وبهتاناً ويعانوا العذاب ألواناً، خير من أن يهرب من العقاب مذنب واحد»(8)! وعند تنفيذ أحكام هذه المحاكم، فكل من ساهم في تقديم الوقود الذي يحرق به المحكوم عليه، فقد استحق المغفرة لما قدم من الذنوب»(9)! هكذا عرف اللاهوت الكنسي الغربي تلك الحروب الدينية المقدسة.. ضد الإسلام والمسلمين.. وضد الكنائس المخالفة في الاعتقاد، وضد الأفراد الذين اتهموا بحرية التفكير والبحث العلمي خارج الإنجيل. وانطلاقاً من هذا النموذج «الحضاري» و«التاريخي»، ومن خلال هذا المنظور الغربي نظر كثير من المستشرقين الغربيين إلى الجهاد، الذي تحدث عنه القرآن الكريم، والذي جعلته السنة النبوية ذروة سنام الإسلام. الهوامش: (1) انظر: ابن القيم: "إعلام الموقعين عن رب العالمين" ج4، ص 372، 373، 375، طبعة بيروت سنة 1973م، و"الطرق الحكمية في السياسة الشرعية"، ص 17 - 19، تحقيق: د.جميل غازي، طبعة القاهرة سنة 1977م. (2) انظر في ذلك - وأمثاله - كتابنا "معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام"، ص 3 - 12، طبعة دار النهضة، مصر، القاهرة، سنة 2004م. (3) مكسيموس مونروند: "تاريخ الحروب المقدسة في الشرق المدعوة حرب الصليب"، المجلد الأول، ص 413، ترجمة: مكسيموس مظلوم، طبعة أورشليم، سنة 1865م، ولقد حافظنا على أسلوب الترجمة كما هو رغم ركاكته. (4) المصدر السابق، المجلد الأول، ص 172، 173. (5) سيجريد هونكه: "الله ليس كذلك"، ص 22، ترجمة: د. غريب محمد غريب، طبعة دار الشرق، القاهرة سنة 1995م. (6) د. توفيق الطويل: «قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام»، ص 97، 98، طبعة القاهرة، سنة 1412هـ - 1991م. (7) المرجع السابق، ص 73. (8) قارن ذلك بالقاعدة الإسلامية - التي أوردها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (450 - 505هـ / 1058 - 1111م)، في كتابه «الاقتصاد في الاعتقاد»، ص 143، والتي تقول: «ينبغي الاحتراز من التكفير ما وجد الإنسان إلى ذلك سبيلاً، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم». (9) «قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام»، ص 81 - 83.