بسم الله الرحمن الرحیم الحمد لله الذی نزل الفرقان علی عبده لیکون للعالمین نذیرا وانزل فیه قصص الانبیاء و سیر اممهم لیکون ایة لمن اراد ان یذکر او اراد شکورا. وصلی الله وسلم وبارک علی رسوله الذی بشر وانذر وهدی الناس الی دین الحق فبنی انبل حضارة عرفها التاریخ وعلی آله واصحابه الذین بنوا صرح تلک الحضارة الشامخة بجهودهم وجهادهم واخلاصهم ودمائهم، فکان لهم الفضل علی کل من اهتدی بهداهم الی یوم القیامة.
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم
اللهم اصلح لنا دیننا الذی هو عصمة امرنا واصلح لنا دنیانا التی فیها معاشنا واصلح لنا آخرتنا التی الیها معادنا.
سعادة الإخوة والأخوات والأعضاء المحترمین للمؤتمر الرابع لجماعة الدعوة والإصلاح نرحب بکم جمیعا ونعرب عن جزیل شکرنا لله رب العالمین لما وفقنا لعقد هذا الاجتماع السعید حتی نستطیع مراجعة أداء الجماعة في السنوات الأربعة المنصرمة ونقوم بصیاغة الرؤیة المستقبلیة.
سعادة الإخوة والأخوات کما تعلمون أن التخطیط المتأني للمستقبل لا یمکن دون التحلیل الموضوعي الواقعي للتجربة الماضیة وتقدیر الوضع الحالي وبناء علی هذا ینبغي لنا أن نقوم بصیاغة خارطة الطریق نظرا للوضع الإقلیمي والعالمي وإعادة النظر إلی الحالة السیاسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
الوضع العالمي والإقلیمي
وفي سبتمبر 1998م قام الرئیس الإیراني الأسبق بتقدیم مشروع للجمعیة العامة للأمم المتحدة مطالبا تسمیة عام 2001م بعام "حوار الحضارات" لکي یمکن للعالم أن یجدوا مجالا للتفکر في نماذج أشد إنسانیة وأخلاقیة للحیاة العالمیة وتم ترحیب المشروع من قبل الأعضاء ومصادقتهم علیه ولکن في الشوط الثاني من عام 2001م فاجأ العالم بالحدث الهائل لـ 11 سبتمبر الذي خلق اتجاها جدیدا علی الصعید العالمي خاصة في علاقة الزعماء الغربیین مع العالم الإسلامي.
وهذا لا یعني أن نعتقد بتدخل عامل واحد في الوضع الراهن أو نقصر السلوک الحدیث للقوی العالمیة مع البلدان الإسلامیة نتیجة حادث إرهابي؛ إذ الحقیقة أن الجهود المتعددة الأطراف لسلسة من القوی المؤثرة من السیاسیین والمفکرین الغربیین منذ فترة طویلة وربما بعد انهیار الاتحاد السوفیاتي تمحورت حول إنشاء نموذج فکري جدید في إطار عدو أو منافس جدي لإکمال مشروعهم.
ومن جانب آخر أن الهاجس الرئیسي المتعلق بأمن إسرائیل وأمن الطاقة في خطاب الغرب خاصة الإمریکان قد أعلِن دوما مفتوحا وشفافا وبالطبع أن تحقیق کلا القضیتین کان یتطلب التغلب علی مصیر المنطقة. إن حادث 11 سبتمبر قد عمل کمحفز لتحقیق هذه الغایات واستخدمه دعاة الحرب والعنف کذریعة لتعزیز خطاب العنف والتصادم وأدخل تدریجیا معظم مناطق العالم الإسلامي في النزاعات والصراعات الدمویة والتدمیر الکارثي وتفشت نتائجها الثقافية والاجتماعية والسیاسیة والأمنیة حتی الاقتصادیة في الشعوب.
إن احتلال دولتین حساستین في المنطقة (أفغانستان والعراق) وترکیز الجهادیین من شعوب وثقافات مختلفة تحت رایة النضال ضد الاحتلال أدت إلی سلسلة من أعمال العنف وذات الکلفة التي لم تؤد إلی إنهاء الاحتلال فحسب بل أثبتت حضور المحتلین المؤثر وشبه الدائم في إطار الاتفاقیات الأمنیة والمبررة. وفي بطن العالم الإسلامي أن التجربة التأریخية والتراث المعرفي فیهما نماذج قیمة للتسامح والتعایش السلمي وفي مختلف المناطق الإسلامیة قد عایش أتباع الدیانات الأخری مع المسلمین لقرون عدیدة وأن التوتر والتطرف والعنف لم یکن قاعدة الحیاة الاجتماعیة إلا في فترات معدودة نتیجة طموحات أحد الأطراف.
والیوم أن الصحوة الإسلامیة بالترکیز علی حرکة الإخوان المسلمین حاضرة دوما في الصعید الفکري والسیاسي للعالم الإسلامي في إطار خطاب الاعتدال ملتزمة بقواعد الحوار المنطقي واختارت القاعدة الشهیرة "نتعاون فیما اتفقنا علیه ویعذر بعضنا بعضا فیما اختلفنا فیه" کاستراتیجیة في تعاملها مع الآخرین. ولا ننکر أنه قد ظهرت أحیانا حالات نادرة وصاخبة من التطرف والعنف في الفکر والعمل في العالم الإسلامي ولکنه لم تحظ بقبول عام وفي داخل حرکة الإخوان لم یحظ أتباع الاتجاهات المفرطة القلیلین بالغایة بقبول ولهذا قد حدثت انشقاقات في داخل الحرکة علی مر التاریخ.
وفي العقود الأخیرة من الألفیة الثانیة أن المظالم الواضحة للقوی الاستکباریة خاصة في احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفیاتي السابق وبالتالي تجمع الشبان الحماسیین لمناهضة الاحتلال من کثیر من البلدان الإسلامیة في تلک البلاد أدت إلی تعزیز الاتجاهات المفرطة حول مصطلح الجهاد؛ ومنطق مکافحة العدو المحتل تحول إلی الخطاب الإعلامي لکثیر من تلک المجموعات في داخل الأمة حتی بعد خروج المحتلین منها کما یعبر عنه الأستاذ راشد الغنوشي قائلا: "إن المجاهدین وصلوا إلی فترة إعادة الإعمار والإدارة مع الأدوات الحربیة وروح الحرب والتدمیر وفشلوا طبعا بسبب عدم تمتعهم بالمنطق الصحیح والأسس الفکریة اللازمة في هذا المجال".
وفي غضون ذلک وبسبب الطابع الخاص لأعمال العنف والإرادة المترکزة علی جلب التوتر نظرا إلی المجالات المذکورة أعلاه تم تعزیز صوت أقلیة معدودة ومفتقرة إلی العمق الاجتماعي الحقیقي إلی حد تغلَبَ علی الخطاب المعتدل والأکثري والرئیسي للمجتمعات في وسائل الإعلام علی الأقل؛ کأن الغرب کان یرجح عدوا جدلیا ولکن صغیرا – الذي یمکن إزالته أو إدارته أکثر سهولة - علی التعامل الاستراتیجي مع الممثلين المعتدلین والأصیلیین للشعوب.
وبعد عقد من الزمن أظهر نهوض شعوب المنطقة بریق الأمل لأنهاء الاضطرابات المتعلقة بالاستبداد الداخلي للحکام والتزامهم الخارجي في أفق المجتمع وفي سیاسة دول شرق الأوسط وشمال إفریقیا. ولکن الإرادة القویة لدی المتساقطین للعودة إلی الحکم إلی جانب بعض أخطاء التیارات الثوریة وعدم وجود الإطار الاجتماعي والروحي اللازم في کثیر من تلک المجمتعات والأفق الضیق للمتنافسین وتغلب عدم قبول الآخرین أدت إلی حشد الثورة المضادة ضد موجة من الإصلاحات وإجهاض التجربة في الخطوة الأولی علی الأقل.
ویمکن أن نفهم بوضوح أن دور التیارات العلمانیة في کثیر من الأحیان ومزاعم المثقفة وفي بعض الأحیان الادعاءات المذهبیة للذین یدعون متابعة رسول الله صلی الله علیه وسلم معتمدا علی الأموال التي قد ضخت من البلدان القلقة من وصول ریاح التغییر إلی أراضیهم إلی جانب المحور الرسمي للثورة المضادة ودعم القوی الغربیة، لها آثار مدمرة وکارثیة جدا. وهذا التحالف المشؤوم حمل مجموعة من التغییرات من الانقلاب العسکري الرسمي إلی جلب التوتر والشغب علی الصیغ المختلفة للربیع العربي وفي هذه الأثناء یمکن القول أن إسرائیل الغاصبة هي الناجحة الوحیدة لهذه اللعبة المرة التي تشاهد – طبعا دون أي تکلفة أو مداخلة مباشرة - تدمیر البنی التحتیة للبلدان التي کانت بإمکانهم أن یکون لهم دور هام في خلق توازن إقلیمي جدید علی أسس الحریة وحمایة حقوق الشعوب خاصة الشعب الفلسطیني.
وهذه التجربة علاوة علی الطابع الحقیقی للتیارات الآنفة الذکر أبدی عن بعض أوجه القصور للتیارات المعتدلة وینبغي أن یهتم إلیها المعنیون والخبراء من وجهات النظر المختلفة الثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة دون انحیاز محتویا علی النهج المعرفي. وقبل الدخول في النقاش في الوضع الداخلي للبلاد أود أن أشیر إلی نقطة حول التصور المحتمل من التعابیر المکررة المذکورة خاصة ما یتعلق بالغرب وأقول بصراحة: لا یمکن أن نتصور الغرب ککل متکامل ومتشابک ونحکم علیه بحکم واحد؛ علینا أن نعرف الغرب دون انحیاز ودون حقد أو حب؛ إذا کان مظالم الغرب واضطهادهم باتت أمرا جلیا وأن اتجاههم الاستعماري هو واقع غیر قابل للإنکار، ففي نفس الوقت أن انجازات حضارة الغرب القیمة في مجال العلم والتقنیة وفي صعید مفاهیم الإنسان الإستراتجیة هي جدیرة بالاهتمام ولا ینبغي أن نختلط هذین الصعیدین.
انتخابات 1434هـ والتغییر الواعد
کانت الانتخابات الرئاسیة الحادية عشر هي حادث مؤثر وحاسم في الصعید السیاسي للبلاد وهذا الحادث حدث نتیجة تلاقي مجموعة واسعة من القوی الاجتماعیة والسیاسیة المؤثرة منها الأحزاب والفرق التقدمیة والشخصیات الوطنیة ومواطني أهل السنة والهویات العرقیة المختلفة في البلاد وهم یتبعون أهدافا مشترکة منها انفتاح الفضاء السیاسي والاجتماعي وتصحیح الاتجاهات الاقتصادية المعللة والقضاء علی الأخطار وإزالة العقوبات العالمیة والخروج من العزلة الدولیة. والاعتدال والتدبیر والأمل کشعارات محوریة لحملة الرئیس روحاني ووعوده وبرامجه کانت محل اهتمام عقلاء المجتمع من الیساریین والیمنیین المعتدلین وأدت إلی المشارکة الواسعة وتصویت الشعب الحاسم؛ وحمایة الآراء کحق من حقوق الناس من قبل المسؤولین مع توصیات القیادة من أهم وظائف القوة التنفذیة.
ولعل من أهم انجازات هذه الحکومة في السنتین الأخیرتین من عمرها هي الجهود الرامیة التي بذلتها في سبیل الحوار مع القوی العالمیة وإحیاء العملیة الدبلوماسیة للعلاقة المنطقیة والبناءة مع المنطقة والعالم؛ وهذا النجاح علاوة علی تحسین الوضع الاقتصادي نتیجة رفع القعوبات وتیسیر التجارة مع العالم، توفر المجال لعودة البلاد إلی مکانتها العالمیة الطبیعیة. وفي الصعید السیاسي أن اهتمام الحکومة بشؤون الأحزاب هو أمر واعد ومرضي؛ إن الأحزاب لم تکن لها نشاط منذ سنین وکأنها منحلة؛ ومن المؤمل أن تتقلل أوجه القصور في النشاط الحزبي بالإدارة الصحیحة والسلیمة والمرافقة الأقصي مع الأذواق المختلفة.
وهذا المهم إلی جانب إعادة فتح العمل المسرحي وتوفر المجال لنشاط المسرحیین هي علامة اهتمام الحکومة بالقدرات المدنیة. ومن جانب آخر أن مبادرة الرئیس في إنشاء معهد المساعد الخاص في شؤون الأقلیات تنبئ من اهتمامه في السعي لتحقیق حقوق المواطنة للعرقیات والأقلیات وأتباع المذاهب المختلفة. وفي هذا المجال نری مشاکل عدیدة مع الأسف ومع أنها اتخذت خطوات إیجابیة ولکن لایزال هناک مسافة کبیرة حتی الوصول إلی الظروف الملائمة. إن مواطني أهل السنة بعد إدلاء ستة ملایین صوت لصالح الرئیس الحالي علیهم أن یتوقعوا تحقیق المزید من وعوده المطروحة في بیان المتعلق بحقوق الأعراق والمذاهب؛ والاتجاه الأمني والإیدئولوجي لطائفة من المدراء بدل النظرة المدققة بقضایا أهل السنة أدت إلی أن تتحول أبسط القضایا في هذا الجزء من المجتمع إلی القضایا المعقدة خاصة في المحافظات الحدودیة وهذا قد تؤدي إلی انتماء الشباب إلی العنف.
وضع البلاد الاجتماعي
والمجتمع الإیراني مع سابقة الحضارة الرائعة یتکون من الثقافات والهویات المختلفة التي تعرف في إطار الثقافة الإیرانیة وإیران بعد اعتناق الإسلام لعبت دورها المصیري في تنمیة الثقافة والحضارة الإسلامیة لأنها قدمت مئات من الشخصیات المؤثرة من المفسرین والمحدثین والفقهاء والمؤرخین والمتکلمین حتی الفلاسفة والشعراء والأدباء والأطباء والمنجمین.
وإیران الیوم مع تمتعها بالتکثر الفکري والثقافي والدیني والعرقی ووجود المفکرین في مختلف المجالات وتقدیم المناقشات الجادة في القضایا الإسلامیة ونشر عدید من الکتب وعدد کبیر من الطلاب والمتخرجین والنشاط الشبابي والنسائي والتمسک بثقافة الدینیة ومشارکة المواطنین السیاسیة ونشاط عدد کبیر من الأنظمة الأهلیة، لها مکانة مرموقة.
وفي نفس الوقت أن مجتمعنا یواجه کثیر من الأضرار الاجتماعیة؛ وجماعة الدعوة والإصلاح کمنظمة مدنية وتماشیا مع رسالتها وغایاتها تری من الضروري التعرف علی هذه الأضرار وتوصیفها وتحلیلها. إن الفقر والبطالة وانتشار إدمان المخدرات ونمو العنف الاجتماعي والأسري وضعف التمسک بالقواعد الأخلاقیة والإطارات القانونیة وتأخر الزواج وکثرة الدعاوي القضائیة وانعدام الثقة بین الناس وضعف الثقة بعض المؤسسات الرسمیة والنمو المتزاید للفردیة بین الطبقة الوسطی الجدیدة خاصة في المدن الکبیرة والنفور من الدین وعدم قبول الآخر وانتشار الأنواع الناشئة من التصوف والتطرف وانتشار عدة ظواهر غیر أخلاقیة کالکذب والریاء والتملق والمعتقدات الخرافیة وتراجع مؤشرة أمل الحیاة والتمییز الدیني والعرقي هي من أهم المشاکل التي یواجهها المجتمع الإیراني في الصعید الثقافي والاجتماعي وهذا لا یعني إطلاقیتها بل أن جزءا من المجتمع تعاني منها.
ومما لا شک فیه أن دینامیکیة المجتمع وتطوره مرهونة بمشارکة کافة القوی الاجتماعیة وفي الظروف الراهنة أن انخفاض المؤسسات المدنیة والخاصة إلی جانب الحیازة الأقصی للحکومة قد تأثرت سلبیا في نجاح الحکومة في مواجهة الأضرار الآنفة الذکر.
ومن أهم الخطورات التي بإمکانها أن تهدد النشطاء الاجتماعیین هي الافتقار إلی المعرفة الدقیقة والواقعیة لهذه القضایا والأضرار وبناء علی هذا أنه من الضروري أن تطور الجماعة کمنظمة مدنية اتجاهها الاجتماعي مع التحلیل الصحیح للقضایا والأضرار الموجودة بالنظر إلی القدرات الثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة في الصعید الداخلي والوطني وتبلغ الحلول المناسبة لتصحیح الوضع الحالي.
وضع البلاد الاقتصادي
وبالنظر إلی أهمیة الاقتصاد ومکانته وتأثیره المباشر علی نوعیة حیاة المواطنین، أن هذه القضیة ما زالت محل انتباه الجمهور والنشطاء التجاریین والفرق الاجتماعیة والأحزاب والدول. وبنظرة سریعة إلی العقد الماضي تبین لنا أن الوضع الاقتصادي للبلاد قد أمضی اتجاها مثیرا للقلق حیث أن معدل النمو الاقتصادي في هذا العام قد انخفض إلی 8/5 بالمائة سلبیا ومعدل التضخم بلغت إلی 30 بالمائة؛ ولکن حکومة التدبیر والأمل وجهودها في تسویة النزاع النووي والنهج الجدید في صعید الإدارة الاقتصادیة قد ساهمت في تحسین مؤشرات البلاد الاقتصادیة حیث أن معدل النمو الاقتصادي لعام 1434هـ وصل إلی 9/1 بالمائة سلبیا وأن معدل التضخم الذي کان یتوقع أن یصل إلی 40 بالمائة لکنه وصل إلی 7/34 في نهایة العام.
وفي إطار هذا المسار أن معدل النمو الاقتصادي بلغ إلی 3 بالمائة ومعدل التضخم انخفض إلی 6/15 بالمائة. والتدقیق لسائر الإحصائیات في التکلفة والإیرادات والتوظیف في الأسر تنبئ عن وضع مأساوي في حیاة الشعب وعجز الموازنة في الأسر یظهر بوضوح. ومما لا شک فیه أن الحکومة لها مسؤولیة ثقیلة للحصول علی الدخل والإنتاج وتوفیر فرص العمل المناسبة وهذه المهمة تحتاج إلی التعاطف والتعاون بین کافة المؤسسات والمواطنین.
إن تنفیذ اتفاقیة برجام (البرنامج الشامل للعمل المشترک) تساعد بتحسین المعدل الاقتصادی للبلاد رغم أن انعدام الإدارة السلیمة للأموال المفرجة عنها بإمکانها أن تؤثر في زعزعة الاستقرار. وفي هذه الحالة أن إدراک الحکومة والمداراء الأقتصادیین لاستخدام الفرص المتاحة لتخفیف العقوبات أمر ضروري أکثر من أي وقت مضی وفي هذه الأثناء الاهتمام الخاص إلی المناطق الأقل تقدما واستغلال الظروف الاقتصادیة والقوی البشریة في المناطق العرقیة والدینیة للبلاد قادرة علی أن تلعب دورا هاما في التنمیة المتوازنة للبلاد.
ومن جانب آخر أنه من الضروري للعماء والنخب والنشطاء المدنیین والاقتصادیین في مناطق أهل السنة أن یغتنموا الفرصة المتاحة ویحرضوا المجتمع السني للمشارکة في الفعالیات الاقتصادیة من أجل تحقیق المزید من الرخاء والازدهار.
الجماعة في الأعوام الأربعة المنصرمة
إن جماعة الدعوة والأصلاح منظمة مدنیة مع مرجعیة القرآن والسنة ذات الاتجاه الإصلاحیة والمعتدلة التي تشدد علی النظرة المقاصدیة والاجتهاد الجماعی الحیوي والتسامح وقبول الآخر وتلعب دوره وفقا لوثیقة مهمتها بغیة تحقیق الأهداف القانونیة.
والجماعة في الفترات الماضیة إلی جانب بعض من القصور وأوجه الضعف، لها نجاحات وانجازات هامة ومنها یمکن الإشارة إلی:
تعزیز العلاقة المثمرة والدینیة مع کافة مناطق أهل السنة رغم الخلافات العرقیة والثقافیة ونشر ثقافة اهتمام بالحقوق والحریات في إطار القانون وتعزیز ثقافة التسامح والتعامل الحکیم مع الأحداث والتجنب من التحیز والدغمائیة وبسط العلاقات مع المؤسسات الحکومیة من أجل المزید من التفاهم والتعریف الصحیح للجماعة والتشدید علی حقوق المواطنة ومطالب أهل السنة والمزید من الاهتمام بالعقل الجمعي ومبدأ الشورا وثقافة العمل الجماعي وبسط العلاقات مع الأحزاب والشخصیات والتواجد المتزاید للأخوات ومشارکتهن في فعالیات الجماعة وتوسیع الحضور الإعلامي للجماعة وبسط الخدمات الاجتماعیة والتأثیر علی أهل السنة للمزید من المساهمة في الصعید الاجتماعي والسیاسي وتعزیز العلاقات مع الأحزاب والشخصیات في العالم الإسلامي. سعادة الإخوة والأخوات الإیمانیة نظرا للقضایا التي أشیر إلیه حول الوضع السیاسي والاجتماعي وانجازات الجماعة وبغیة وضع أفق أکثر إشراقا من مستقبل الجماعة أنه تم تعیین شعار الکرامة الإنسانیة والمعنویة الإسلامیة والهویة الإیرانیة لهذا المؤتمر.
وأنتم تعرفون جیدا أن الکرامة الإنسانیة بحاجة إلی احترام الحریة وحقوق الإنسان وحقوق الأقلیات الدینیة والعرقیة واهتمام بالدیموقراطیة والتجنب من القراءات التي تتنافي مع کرامة الإنسان في الإسلام. ومن أجل الوصول إلی المعنویة الإسلامیة نحن بحاجة إلی الفهم الصحیح من القرآن والسنة والإیمان العمیق والعقلاقة الوثیقة مع الله تعالی والعمل الدؤوب والتجنب من الإفراط والتفریط والانتباه إلی الأخلاق والحداثة. الهویة الإیرانیة هي الرابطة والنطقة المشترکة لجمیع هویات إیران الثقافیة المتلخفة والمتکثرة منها الدینیة والعرقیة والحضاریة وهذه الهویة لکافة المواطنین بالتساوي.
والجماعة کمنظمة مدنیة جعلت الذوذ عن الحقوق الدینیة والعرقیة کوظیفة لها في إطار التضامن وتحقیق الأخوة والتعاطف الاجتماعي. وفي الختام أقدم خالص شکري وتقدیري لأعضاء المحترمین للمجلس المرکزي واللجنة الرقابة والتحکیم ومسؤولي اللجنة التنفیذیة واللجان المرکزیة الطاقم الإداري ولجنة الانتخابات وجمیع الأطراف المعنیة لعقد المؤتمر الرابع لجماعة الدعوة والإصلاح، وأتمنی التوفیق والنجاح للمجلس المرکزي والأمین العام والمسؤولين الآتيین للجماعة.
وأسأل الله تبارک وتعالی أن یوفق هذا المؤتمر لاتخاذ القرارات الصحیحة وانتهاج السیاسات الملائمة مع الاحتیاجات والأولویات المرحلة القادمة وأن یوفق کافة الشعب الإیراني للسیر علی طریق الخیر والصلاح والتنمیة والتطویر. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
الآراء