لقد أنجب الشعب الكردي منذ أن دخل في الإسلام علماء عظماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ومؤرخين قدموا خدمات جلية للحضارة الإسلامية، واستمر هذا العطاء في العصر الحاضر، ومن الرجال العظماء الأستاذ الشهيد (ناصر سبحاني) الذي أوقف حياته لخدمة كتاب الله الذي كان ذكر لسانه ومرجع دروسه وزاد يحوثه ومنهج حركته ومحور تفكيره.
ولد الشهيد عام 1951 في قرية (دوريسان) التابعة لمدينة (باوه) في كردستان إيران، وبعد إكمال دراسته المتوسطة تحول إلى دراسة العلوم الشرعية ودرس على يد العلماء الكبار في إيران وحصل على الإجازة العلمية.
عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران زار الشهيد قادة الثورة عدة مرات وأوصلهم مطالب الشعب الكردي.
كان الشهيد من كبار المفسرین، وهو يعتبر من كبار روّاد الصحوة الإسلامية المباركة ومن الذين زرعوا دعوة للإخوان المسلمون في إيران (جماعة الدعوة والإصلاح في إيران) بمعاونة عدد من الدعاة في كردستان العراق وکردستان إیران. وقد ساهم في نشاطات إسلامية كثيرة فی إیران آنذاک.
قدم الأستاذ سبحاني إلى الفكر الإسلامي نظريات وآراء واجتهادات لا تأتي إلا من المجددين القلائل، فقدم إلى مكتبة تفسير القران ذخرا كبيرا من النظريات والبحوث تعتبر فريدة من نوعها، كما قدم إلى منهج الفكر الدعوي والحركي بحوثا تعتبر حلقة جديدة ومكملة لسلسلة جهود الدعاة الكبار، كما فصل أسسا كلية وقواعد جديدة لدراسة علوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الفقه تعبر من نوادر ما قيل في تلك المجالات بشهادة رموز وعلماء معاصرين. حقيقة العلامة سبحاني هو شخصية عبقرية في العلم والتزكية وأقر بوجود ملكة الاجتهاد فيه كثير من العلماء الدعاة الثقات مثل الأستاذ محمد أحمد الراشد [1]
سافر إلى خارج إيران عدة مرات، منها سفره إلى تركيا عام 1988 حيث شارك في المؤتمر التأسيسي لمنظمة (الرابطة الإسلامية الكردية) التي عقدت في إسطنبول والتي يترأسها حتى الآن الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي.
الاعتقال والشهادة
كان رمز الجهاد والصمود، ونموذج الصبر والثبات، ومعلم العزم والغيرة على الإسلام وقضايا المسلمين، كان رغم كونه مختفيا مطاردا طيلة عقد من الزمان يدعو إلى الله عن كثب، ويجمع الشباب، وينتقل متسترا من مدينة إلى أخرى يتابع أمر الحركة الإسلامية المتنامية، إلى أن اعتقل في حزيران 1989 في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان إيران وبقي في السجن قرابة عام. تواترت الأنباء بأنه كان طيلة بقائه في السجن صابرا محتسبا مقاوما مدافعا عن آرائه واجتهاداته، إلى أن أعلنت السلطات الإيرانية خبر استشهاده محكوما بالاعدام في يوم عيد الأضحى المبارك 1990، وباستشهاده تحققت أمنيته التي طالما رددها "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".
من مؤلفاته
-فتاوای معاصرة حول المستجدات الراهنة في إيران والعالم كله.
-شرح تهذيب مدارج السالكين لابن القيم الجوزية.
-الولاية والإمامة بلغتي العربية والفارسية.
-مذكرة في علوم الحديث
-رسالة الآلام من أرض البلايا إلى معشر الأنبياء والمرسلين
-زبدة كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي.
-تلخيص التهذيب.
بالإضافة إلى مئات الأشرطة الصوتية التي ضمنها أفكاره وأطروحاته واجتهاداته، وهناك الآن محاولات لتحويل هذه الأشرطة إلى كتب.
المراجع:
1-محمد أحمد الراشد أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة الإسلامية
2- مرکز الدراسات التاریخیةویکیبیدیا الإخوان المسلمین
الآراء
مجهول
05 آذر 1392 - 04:47رحمه الله ورضي عنه حيث انه اخذ بالعزيمة ولم يأخذ بالرخصة. استفدنا من علمه وتقواه و كان معلمي الناس الخير. جزاه الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. آمين