توالت الردود العربية والدولية المرحبة بفوز مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي برئاسة مصر, ليكون أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وحسب رويترز, فقد حظي فوز مرسي على القائد السابق لسلاح الطيران وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق باهتمام كبير في مختلف دول العالم, حيث اعتبر ذلك وعلى نطاق واسع حدثا تاريخيا له نتائج بعيدة المدى تتجاوز حدود مصر. وفي هذا السياق, قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم إن الشعب المصري لم ينتخب رئيسا لمصر فقط ولكن للأمتين العربية والإسلامية أيضا. وأعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عن أنها مع خيار الشعب، وقال أمين سر المجلس الثوري للحركة أمين مقبول "نتمنى للشعب المصري كل التوفيق والاستقرار وما يقبله الشعب المصري نحن معه". أما إسرائيل, فقد أعربت عن احترامها لفوز مرسي و"العملية الديمقراطية", وحثت الحكومة الجديدة في القاهرة على الحفاظ على اتفاقية السلام التي حافظ عليها الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال 33 عاما. وقد أعربت الصحف الإسرائيلية عن قلقها بعد فوز مرسي, وعنونت صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر انتشارا صفحتها الأولى "الظلام في مصر". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل قلقة من وصول الإسلام المتطرف إلى الحكم في مصر"، وذلك على الرغم من تعهد مرسي باحترام المعاهدات الدولية لبلاده. من جهة ثانية, وضعت الكثير من ردود الفعل انتصار مرسي في إطار ثورات الربيع العربي التي أطاحت برؤساء تونس وليبيا واليمن ومصر أيضا. وفي هذا الإطار, رحبت الولايات المتحدة -التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر- بنتيجة الانتخابات الرئاسية ولكنها أكدت أنها تتوقع من مرسي أن يعمل على ضمان الاستقرار "وألا ينجرف نحو المغالاة". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان "نعتقد أن من المهم للرئيس المنتخب مرسي أن يتخذ خطوات في هذا الوقت التاريخي للنهوض بالوحدة الوطنية بالتواصل مع كل الأطراف والقوى في مشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة". ودعا المتحدث الزعيم الجديد إلى ضمان أن تبقى مصر "دعامة للسلام والأمن والاستقرار الإقليمي". كما أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري الجديد لتهنئته, حيث أوضح البيت الأبيض أن أوباما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم تحول مصر إلى الديمقراطية وستقف بجانب الشعب المصري وهو يحقق أهداف ثورته. وأعرب أوباما عن رغبته في العمل مع الرئيس المنتخب مرسي على أساس من الاحترام المتبادل. كما أجرى الرئيس الأميركي اتصالا هاتفيا بمنافسه الخاسر في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق وشجعه على "الاستمرار في القيام بدور في الحياة السياسية المصرية من خلال دعم العملية الديمقراطية والعمل على توحيد الشعب المصري". كما أثنت إيران على "شهداء الثورة المصرية"، وقالت إنهم المسؤولون عن توجيه البلاد "لرؤية رائعة" للديمقراطية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "حركة الشعب المصري الثورية في مراحلها النهائية للصحوة الإسلامية وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط". على الصعيد الأوروبي, قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون إن الانتخابات تمثل حدثا مهما في التحول الديمقراطي لمصر، وإنها تأمل أن يكون الرئيس الجديد "ممثلا للتنوع في مصر". وفي بيان كرر بشكل كبير ما ورد في بيانات صدرت عن دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بفوز مرسي، وحثه على بناء الجسور والحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات الدينية خاصة. كما قالت تركيا إن فوز مرسي يعكس رغبة الشعب ولكنها أكدت أن أمامه الكثير. وقالت الخارجية التركية في بيان "تنتظر الرئيس الجديد اختبارات مهمة ليقود الشعب المصري إلى الديمقراطية الحرة التعددية التي يستحقها". ترحيب عربي على الصعيد العربي، أعربت دولة قطر عن "تهنئتها لجمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبها العزيز ورئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسي على نجاح النهج الديمقراطي في أول انتخابات رئاسية لمصر". كما أعربت قطر عن تقديرها لدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقضاة مصر في صون التجربة وإنجاحها. وبعث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ببرقيتي تهنئة إلى مرسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأبرق أمير الكويت لمرسي مهنئا. كما هنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر حسن البشير الرئيس الجديد. ورحبت الإمارات وسلطنة عُمان بنتائج الانتخابات المصرية. كما هنأ رئيس المجلس الوطني الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل الدكتور محمد مرسي بانتخابه رئيسا لمصر. وهنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الدكتور مرسي بفوزه برئاسة مصر. وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا مرسي بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر. وفي ليبيا أيضا هنأت جماعة الإخوان المسلمين نظيرتها في مصر، وقال مسؤولها بشير الكتبي إن الشعب المصري بانتخابه مرسي رئيسا له قد انحاز إلى ثورته.
الآراء