ليس السعيد الذي دنياه تسعده.. إن السعيد الذي ينجو من النار.
نعم.. السعادة مطلب كل عاقل، ولكن كثيرين أخطئوا طريقها؛ فمنهم من طلبها بالمال فلم يجدها، ومنهم من طلبها بالفواحش فما زاده ذلك إلا همًّا، وآخرون بحثوا عنها في السفر إلى بلاد الغرب، فما وجدوا إلا العذاب في قلوبهم والحسرة والألم.
فيا تُرى من الذي وجدها؟
لقد وجدها المصلِّي في سجوده، حتى قال إمام المرسلين: «يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها» (صحيح الجامع برقم 7892).
لقد وجد السعادة قارئ القرآن.. لقد وجدها الصائم في صيامه.. لقد وجدها المؤمن في طاعته لربه.
هذا هو طريق السعادة، هذا هو طريق الحياة الطيبة؛ قال عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].
لتعلم يا عبد الله أنك كلما اقتربت من الله بفعل الطاعات، شعرت بحلاوة في قلبك وسعادة لا تعادلها شهوات الدنيا ولذائذها.
وأنك كلما أعرضت عن الله، أصابك من الهم والغم والألم في قلبك، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 124]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف:36].
والمؤمن في هذه الحياة في نعيم، فهو مطمئن البال منشرح الصدر يشعر بحلاوة في قلبه، ألا وهي حلاوة الإيمان ولذته، والمؤمن له نعيم آخر في قبره، فيأتيه من نعيم الجنة وهو في القبر.
أما النعيم الأكبر فهو دخول الجنة والنجاة من النار، فتلك هي السعادة الأبدية التي لا تزول ولا تتغير.
الآراء