یعلن الموقع الإعلامی ل«الإصلاح» دخوله فی العالم المجازی وغایَتُه السعی لإیجاد أرضیة  مناسبة لطرح رؤی ملائمة مع الزمن الحاضر علی الصعید الدینی وإلقاء الضوء علی بعض الموضوعات فی الفکر الدینی و فی إطار اتجاه معتدل یهدف إلی الإصلاح و ذلک ضمن قراءة من قرائات أهل السنة و الجماعة عن الدین الإسلامی المبین.

والقائمون علی الموقع یحاولون کذلک أن یهتموا بالقضایا المهمة علی الأصعدة الثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة ولایغفلوا عنها ما استطاعوا.

تهدف کل هذه المحاولات إلی تهیئة أرضیة مناسبة لبناء حیاة یرضاها الدین معتمداً علی القرآن الکریم و السنة النبویة الصحیحة و نستفید من تجارب المسلمین علی مرّ تاریخ الحضارة الإسلامیة و   نأمل أن یسعنا المجال لنخطو خطوات - و إن کانت صغیرة - حسب المعاییر الخلقیة المهنیة لأداء رسالة نشر الدین و الخدمة للمجتمع.

ومن الواضح أن نشاطاتنا فی هذا المجال ستکون فی ظل المعاییر الخلقیة و الإسلامیة و سنهتم بأصلین هامّین و هما: «تقریر الحقیقة» و «تقلیل المعاناة»؛  مُرجحین الأول علی الثانی إذا تعارضا. و للنیل إلی الغایة نأخذ بعین الاعتبار المعاییر التالیة:

    • اتّباع الأدلة علی الصعید الفکری و العنایة التامة بتقدیم «مصلحة المنطق» علی «منطق المصلحة».
    • التأکید علی الوسطیة علی الصعید العملی و الاجتناب عن القیام  بأعمال أکثر من أن یکون لها أساس دینی تکون منبعثة من الحسرة علی الماضی المزدهر والمهیمن للحضارة الإسلامیة و الشعور بالکراهیة تجاه انحطاط المسلمین الحالی. لاشک أننا نری وجود هذه الهموم فی إطار العمل مبارکاً ما لم ینجرّ إلی الیأس و اتخاذ طریقة غیرصحیحة؛ «فلیکن مایکون»؛ أما إذا تم تبنّی هذه الهموم منطَلقا للعمل دون أن تُؤخذ بعین الاعتبار مقاصدُ الشریعة و الدراسات التاریخیة و معرفة الإجتماع  فسوف تزید الموقف تعقیدا و غموضاً.
    • ترجیح مصالح المسلمین علی المصالح المذهبیة و الحزبیة.
    • و فی ظل أصولنا الاعتقادیة نری أن تحقق  التقارب المتزاید بین أتباع المذاهب ضروری جداً و بناءً علی تعریفنا للتعددیة من الوحدة؛ لانری الاتحاد فی التوحید المذهبی  و الحزبی  – حیث لایمکن ذلک و لیس مطلوباً- بل فی إطار إستراتیجیة«یشدّ بعضهم بعضا» ونؤمن أن تعدد المذاهب والفرَق الفکریة تساعد علی بسط ثقافة الحوار ویعزز سلامة المجتمع؛
    • لذلک لا نری فی تعدد الأفکار و المذاهب الفقهیة و السیاسیة بعینها خلافا للوحدة والاتفاق کما نعتقد أن سبب التفرق هو التعصب المذهبی و العصبیة الحزبیة؛ لا المذهب نفسه و لا الحزب نفسه. و یبدو أن الاهتمام بهذا الأمر ینضوی تحت إطار معرفة النفس و علم النفس الاجتماعی أکثر من أن یکون قابلا للنقاش فی علم الاجتماع.
    • الاهتمام بالفقه المقارن و معرفة الآراء الفقهیة فی ظل السیرة النبویة و مقاصد الشریعة و قواعد الفقه؛ علی هذا مع تکریم المجتهدین من المسلمین و تکریم آراء کل المذاهب الإسلامیة و مع الاجتناب عما یسمی فی أصول الفقه بـ « تتبع الرُخَص» یسوغ لنا أن نختار من الآراء الفقهیة و ننتقی منها حسب المعاییر الآنفة الذکر.
    • العنایة بعمران و تزکیة الباطن و الظاهر.
    • و مع الإیمان بأن «الآخرة خیر و أبقی»، نؤمن أیضاً بأن الآخرة العامرة ترتبط بالدنیا العامرة و لاشک أن تحقق الحیاة الطیبة فی الدنیا یلزمها تشکیل و استمرار البُنی الاجتماعیة المناسبة التی تعزّز و تکرّس الحریة و العدالة جنباً إلی جنب و لیکن هذا نصب أعیننا.
    • السعی لإعلان وتحلیل الحوادث التی تقع فی البُقَع العمیاء فی دائرة الإعلام و کذلک الاهتمام بإعلان و تحلیل الآراء الفکریة الناشطة التی تمثلها أحزابٌ أو شخصیاتٌ.
    • و للنیل إلی النجاح فی هذا المجال من خلال الالتزام الکامل بکل الأصول الآنفة الذکر، نحتاج إلی النصح و النقد والمشارکة فی الرأی و الارتباط المستمر من قِبلِ جمیع المخاطبین المفکرین و سنستقبل آراءکم و رؤاکم البناءة بکل سرور و ترحاب.

ألله أکبر و لله الحمد