دعا سماحة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الأمة الإسلامية إلى التوحد على الحق والعدل لمواجهة التحديات التي تواجهها، والوقوف لمن يعتدى عليها، حيث لا يجوز الاعتداء على مسلم والمسلمين صامتين. وفي خطبته من الجامع الأزهر الشريف قال رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين "نحن في خطبتنا من الجامع الأزهر ندعوا أمتنا الإسلامية إلى التجمع على قلب رجل واحد، وأن تعلن نفسها أمام العالم أنها أمة واحدة تجمعها العبادات الإسلامية – الصلاة والصيام والزكاة – وأن تقف كلها لمن يعتدى عليها، لا يجوز الاعتداء على مسلم والمسلمين صامتين، فيجب أن ندافع عن بعضنا البعض، فهذه أمة الإسلام". وأضاف فضيلته أن "إسرائيل الظالمة المستكبرة فى الأرض، اعتدت على غزة وقتلت الأبرياء، ولابد من التصدي لها". ولفت إلى أن "موقف مصر والرئيس مرسي وبعض الدول العربية ضد عدوان إسرائيل الفاجرة الكاذبة على غزة، موقف يستحق الإشادة". وقال "نحن أمة لا تقبل الظلم، والرئيس محمد مرسي لم يقبل هذا؛ فاستدعى السفير المصري وطرد السفير الإسرائيلي". وألقى العلامة القرضاوي خطبة الجمعة 2 محرم 1434هـ للمرة الأولى بالجامع الأزهر الشريف، بحضور عدد من كبار المسئولين المصريين وعلماء الأزهر، في حدث اعتبر تاريخيا. وقال القرضاوي في مستهل خطبته: "70 عاما أخطب في كبرى مساجد العالم، وهذه أول مرة أخطب في الجامع الأزهر، لا عجب أن أخطب في جامع الأزهر فقد درست فيه وتخرجت فيه، وليس مهم أن أخطب أيه الأخوة، والمهم أن أرى الناس ويرونني، فقد حرموني أن أخطب في الأزهر ومساجد مصر، لعشرات السنين". وأضاف: "الآن وضع الشئ في نصابه، وعدت إلى مكاني، وطلبت أن أصلي في مسجد الأزهر أيام العدوان الثلاثي وأرسلوا إلى في قريتي من يفاوضني، وقلت آت لأخطب شهرين أو ثلاثة فإذا هدأ الجو منعتموني من الخطابة؟.. هذا لا يليق"، واستطرد قائلا: "منبر الأزهر عاد منبر العالم الإسلامي السني، ومنبر القرآن". مصر الثورة واستحضر القرضاوي أحداث ثورة الـ25 من يناير التي أطاحت بالظلم وفتحت باب الحرية والكرامة، بقوله: "في ميدان التحرير علمت مصر العالم كيف تكون الثورات، وانتصرت ثورة مصر بأبنائها بمسلميها ومسيحيها بشبابها وشيوخها بكبارها وصغارها، مصر الثورة هى من أقامت هذا البلد، ولكن هناك من لا يريدون أن يعترفوا بثورات الربيع العربي، يريدون أن يستحوذوا على هذه البلاد، هكذا رأينا المستكبرين في الأرض في سوريا". ولفت إلى العمق الحضاري للشرق، بأنه مهد الحضارات الكبرى في العالم، الفرعونية والكلدانية والفارسية والبابلية، التي بدأت في الشرق، ثم انتقلت إلى الغرب، ثم عادت إلى الشرق مرة أخرى إبان الحضارة العربية الإسلامية التي نشرت النور في أنحاء العالم. وأضاف "نملك الوثيقة السماوية الوحيدة التي نزلها الخالق على خاتم الرسل وضمن لها الحفظ". وأشار القرضاوي إلى مكانة مصر في الإسلام، قائلا: "لا يوجد بلد في العالم ذكر في القرآن كما ذكرت مصر، هي بلد الإسلام والمسيحية، والشعب العظيم الذي علم العالم كيف تكون الثورات، التي تكون عطاء لا أخذ، وأن الثورة يعيش الإنسان فيها لوطنه ويموت شهيدا". وأكد على انتهاء عهد التوريث، لافتاً إلى أن الثورات لن يرثها المتجبرون في الأرض، ولكن سيرثها من يرثون الثورات، والثورة السورية سيرثها الشعب السوري. وأكد القرضاوي: " نحن أمة لا تهزم ولا تركع لغير الله.. نحن نعتبر العالم كله إخوانا لنا، ونقول تعالوا إلى كلمة سواء أن يعبد الله وحده لا شريك له, ندعو إلى مكارم الأخلاق، نحن نريد عالم يعيش على مكارم الأخلاق". وأضاف: "نقول لإسرائيل الدولة المستكبرة في الأرض، إن لك يوم قريب عند الله".
الآراء