أولًا: الإسلام دين السلام:

1) من أسماء الله تعالى الحسنى: السلام “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ” (الحشر: 23)، قال ابن منظور: السّلام الله عزّ وجلّ، اسم من أسمائه (الحسنى) لسلامته من النّقص والعيب والفناء، وقيل معناه: أنّه سلم ممّا يلحق الغير من آفات الغير والفناء، وأنّه سبحانه الباقي الدّائم.

2) إفشاء السلام في مقدمة دعوته – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ؛ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» سنن ابن ماجه/ صحيح.

3) اسم الإسلام نفسه مشتق من صميم هذه المادة مادة السلام. 4) تحية أهل الإسلام فيما بينهم: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

5) لا يجوز لكم أيها المؤمنون أن تدخلوا بيوتًا ليست لكم إلا بعد أن تطلبوا الإذن من ساكنيها، ويُسمح لكم بالدخول، وبعد أن تلقوا تحية السلام على ساكنيها، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” ( النور: 27).

6) عند ختام الصلاة: سلام على اليمين، وسلام على اليسار.

7) أنزل الله تعالى القرآن الكريم في ليلة كلها سلام، تحف به الملائكة: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ “(القدر: 1- 5).

8) ولن يتأخر المسلم عن الاستجابة لدعوة السلام ولن يردها أبدًا: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (الأنفال:61)، وقال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا” (النساء:94).

ثانيًا: التعايش السلمي:

وهو لا يقوم بين بني الإنسان إلا على أُسس راسخة، وقيم عظيمة، تُبنى لمصلحة البشر، ولا يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون السماء الذي أرسل به خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمّد – صلى الله عليه وسلم-، فهو قانون يهدف إلى صون البشرية جمعاء، وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس، ومن عظمة الحضارة الإسلامية ما قام به الرسول – صلى الله عليه وسلم – لتحقيق هذا التعايش بعد هجرته المباركة، بكتابة وثيقة المدينة المنورة أول دستور في الإسلام؛ حيث حقق التعايش بين كل مواطني المدينة.

ثالثًا: الإخوة الإسلامية والرابطة الإنسانية:

فالمؤمنون بالله ورسوله جمعَ الإيمان بين قلوبهم، ويجمع الناس جميعًا الرابطة الإنسانية، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (التوبة: 71)، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ( النساء:1)، ومن حقوق هذه الإخوة ما يلي: تفريج الكرب، التعاون على البر والتقوى، إغاثة الملهوف، نصرة المظلوم، التيسير على المعسر، قضاء الحوائج.

رابعًا: التراحم:

فالإسلام شريعة السلام، ودين الرحمة، ما في ذلك شك، لا يخالف في هذا إلا جاهل بأحكامه، أو حاقد على نظامه، أو مكابر لا يقتنع بدليل، ولا يسلم ببرهان، والرّحمة في الإسلام عامّة وشاملة، لا تخصّ أحدًا دون أحد، ولا نوعًا دون نوع، الجنّة هي دار الرّحمة لا يدخلها إلّا الرّاحمون برحمة الله، إشاعة الرّحمة بين أفراد المجتمع ترفع من مستواه وتجمع شمله.

خامسًا: تفريج الكرب عن أصحاب الكرب:

فمن فروض الكفاية كشف الهم، وإذهاب الغم، ورفع الضرر عن أصحاب الكرب، وخاصة المرضى، وفي مقدمتهم الأطفال المبتسرين، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» البخاري، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-: “من أراد أن تُستجاب دعوتُه، وأن تُكْشَف كربتُه، فليفرِّجْ عن مُعْسِر” أحمد.

سادسًا: الجمعية الشرعية..

نموذجًا عمليًّا: تقدم الجمعية الشرعية خدماتها الطبية بالمجان لغير القادرين، وفي مقدمة هذه الخدمات الطبية: مراكز رعاية الأطفال المبتسرين، ومراكز الأشعة التشخيصية، وغيرها، ومن أفضل مواضع الصدقات الجارية: إنفاقها في هذه المراكز الطبية. وحرصًا من الجمعية الشرعية على أن تظل هذه المراكز الطبية تعمل بالمجان لخدمة غير القادرين: تقوم الجمعية في هذه المرحلة بحملة لجمع المال بتصريح من وزارة التضامن رقم 39 لسنة 2017 م، في الفترة من 15 / 4 / 2017م إلى 14 / 10 / 2017م، عبر فوري، ومصاري، وميجا خير، ورسالة فارغة لرقم 9599 بمبلغ 5 جنيهات، أو على حساب رقم/ 31 – 31 882 ببنك البركة، ويتم التحويل عليه من جميع بنوك مصر.

سابعًا: وصايا عملية:

1) طلاقة الوجه واستقبال النّاس بالبشر: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» سنن الترمذي/ صحيح.

2) العدل والإحسان وإيتاء ذي القربي: قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” ( النحل: 90).

3) الصبر والحلم، وعدم مقابلة السيئة بالسيئة: قال تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” ( فصلت: 34).

4) الصفح والعفو: “فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” ( الزخرف: 89).

5) إصلاح ذات البين: عن أبى أيوب الأنصاري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) صححه الألباني.

6) عدم الاعتداء على الأنفس أو الأموال أو الأعراض: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) أخرجه مسلم.

7) عدم إيذاء المسلمين ماديًّا أو معنويًّا: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أخرجه مسلم.