منهج التربية الإسلامية المنهج في اللغة : نهج:طريق نهج:بـيِّن واضح، وهو النَّهج،والـجمع نهجات ونُهج ونُهوج ومنهج الطريق: وضحه.والمنهاج: كالمنهج. وفي التنزيل:" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً"(المائدة: 48) [1].والمنهاج کما يقول ابن کثير: هو الطريق الواضح السهل، والسنن: الطرائق، فتفسير قوله: « شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا » بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس "[2]. وأَنهج الطريق: وضح واستبان وصار نهجاً واضحاً بـيِّناً،و المنهاج: الطريق الواضح. واستنهج الطريق: صار نهجاً[3].

قال ابن عباس رضي الله عنه "الشرعة ما ورد به القرآن، و المنهاج ما وردت به السنة". والشرع و الشريعة و المنهاج في لغة العرب بمعنی الطريق[4]. المنهج في الاصطلاح : هو" الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة ، تهيمن على سير العقل ، وتحدد عملياته ، حتى يصل إلى نتيجة معلومة "[5]. هو" طريق كسب المعرفة،أوهي الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة لاكتشاف الحقيقة ، أو هو الخطوات المنظمة التي يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها "[6] .

هو" الذي يرسم للمدرسة الأساليب التي تُعطی لكل مرحلة، أو لكل مجموعة في كل عام دراسي، ويعين الموضوعات التي تعطى لكل مرحلة، أو لكل مجموعة بحسب أعمارهم أو ثقافتهم، والنشاط الذي يقوم به الطلاب في كل مادة من مواد التدريس"[7].. تعريف المنهج في اصطلاح التربية الإسلامية يُری"المنهج الإسلامي هو الطريق البيِّن السوي، الذي رسمه القرآن الكريم للمسلم؛ كي يتبع مبادئ وتعاليم الإسلام, ويتمسك بأحكامه من أجل سعادته في الدنيا والآخرة. إن هذا المنهج الرباني يشمل كل أمور الحياة, ووظيفته إعداد الإنسان لحياة أفضل، وهذا الإعداد لا يقتصر على العبادات الدينية، بل إن كل عمل يتوجه به الفرد إلى الله عبادة[8]. ويعّرِف بأنه: "مجموع الخبرات والمعارف والمهارات التي تقدمها مؤسسة تربوية إسلامية إلى المتعلمين فيها، بقصد تنميتهم تنمية شاملة متكاملة: جسميا وعقليا ووجدانيا، وتعديل سلوكهم في الاتجاه الذي يمكنهم من عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله وشريعته".

ويهتدي المنهج الإسلامي بكل ما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف في تربية وتكوين الإنسان المؤمن، وهو يقوم على فلسفة واقعية متكاملة ومتوازنة وشاملة لكل جوانب الحياة، تدعو إلى المشاركة بالرأي وجدال الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعمل على تنمية طاقات وقدرات الإنسان مع مراعاة استعداد وقابلية وميول الفرد المتعلم"[9]. ويعّرِف أيضاً بأنه: "منهج وظيفي هدفه تخريج وتشكيل إنسان مسلم عارف بدينه وربه يتحلى بأخلاق القرآن ويتصرف وفق قواعده ومبادئه وفي الوقت ذاته يتخرج فاهماً للحياة قادراً على أن يعيش حياة كريمة في مجتمع حر كريم يقدر على أن يعطيه ويساهم في حركة بنائه ودفعه وتطوير الحياة فيه من خلال عمل معيّن يتقنه ويجيده"[10]. وجدير بالذکر أن "من أبرز سمات المنهج الإسلامي أنه منهج عبادة: ولكن العبادة في هذا المنهج تحتاج إلى توضيح فهي ليست قاصرة على مناسك التعبد المعروفة من صلاة وصيام وزكاة، وإنما هي معنى أعمق من ذلك، إنها العبودية لله وحده والتلقي من الله وحده في أمر الدنيا والآخرة كله، ثم هي الصلة الدائمة بالله في هذا كله وهذه الصلة في الحقيقة هي منهج التربية كله، تتفرغ منه جميع التفريعات وتعود في النهاية كلها إليه. وهذه الصلة في الحقيقة هي منهج التربية كله، تتفرع منه جميع التفريعات وتعود في النهاية كلها إليه"[11].

بناءً علی هذا التربية الإسلامية منهج يَتميَّزها عمّا سواها من مناهج تربوية أخرى،وهذا التّميز نابع من هذا المنهج مأخوذ من مصادر التشريع الإسلامي ،وليس من سواها من المناهج التي وضعها البشر. لأن الإسلام هو منهج ربّاني أنزله الله لإعداد الإنسان المسلم الصالح بكل معنى الكلمة. وأن التربية الإسلامية تمثل التطبيق العملي للإسلام من حيث منطلقها هو الإسلام فلا يمكن الفصل بين الإسلام والتربية .فالإسلام هو التربية بمنهج الإسلام و منهجه ليس غاية في حد ذاته و إنما هي وسيلة ،بل طريق هادف إلی الله عزوجل علی بصيرة لتحقيق العبودية المرضية لله تعالی حيث يقدم لنا في ضوء القرآن الکريم و السنة المطهرة تصوراً کاملاً للإنسان و علاقته بخالقه وبالکون، فمن هذا التصور ينطلق تصويغ الأهداف والغايات والخصائص وأساليب التربية الإسلامية لبناء الإنسان الصالح بناءً شاملاً متكاملاً دينياً و دُنيوياً، ليعينه على عمارة الأرض وعبادة الله عز وجل. لذلک يعتبر منهج التربية الإسلامية منهجاً فريداً شاملاً متكاملا لإعداد الإنسان بما يتفق مع مبادیء الإسلام و مقاصد الشريعة الإسلامية کما أشار إليه محمد قطب فيقول:"منهج التربية الإسلامية فريد في كل مناهج الأرض، وإن التقى ببعضها في التفصيلات والفروع. فريد في شموله ويقظته لكل دقيقة من دقائق النفس البشرية وكل خالجة وكل فكرة وكل شعور. وفريد في أثره في داخل النفس وفي واقع الحياة. فقد كان من أثره تلك الأمة العجيبة في التاريخ. الأمة التي انتفضت من تراب الأرض فوصلت إلى السماء. والتي قامت من شتات متناثرة لا يكاد يلتقي على غير الصراع والحرب، فإذا هي أمة صلبة متماسكة لا مثيل لها في الأرض، تفتح وتغزو، وتعمر وتبني، وتقيم مثلًا أخلاقية وإنسانية غير معهودة من قبل ولا من بعد، وتنتشر في سنوات قليلة في رقاع الأرض، تنشر النور والهدى، وتنشئء الحياة بإذن ربها من جديد. هذه الأمة كلها من نتاج هذا المنهج. كلها، بمادياتها ومعنوياتها، بمشاعرها وأفكارها، وسلوكها وأعمالها. أمة فريدة في التاريخ"[12].

فضلاً على ذلك فان للتربية الإسلامية منهجاً كاملاً ومتميزاً في بناء الإنسان الصالح ليكون إنساناً صالحاً قادراً على عمارة الأرض، فالتربية الإسلامية هو المنهج المستمد من الوحي الرباني في الكتاب والسنة. وهو يهدف إلى تحقيق ذات المبادئ الربانية. يهدف إلى تحويل المشاعر والأفكار والنوايا الطيبة إلى عمل له وجود واقعي، وإلى سلوك عملي مؤثر في واقع الحياة. والوسيلة العملية إلى ذلك هو تحويل القيم والمبادئ -بالتربية- إلى سلوك واقعي متمثل في عادة متعمقة الجذور في النفس، كما تم الأمر في الجماعة المسلمة الأولى، التي رباها الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه بالهدي الرباني[13]. وبجانب ذلك فإنّ المنهج الإسلامي يساعد على تحقيق هدف شامل وهو إعداد الإنسان الصالح القادر على عمارة الأرض وترقيتها وفقا لشريعة الله، أما الهدف الثاني لمنهج التربية الإسلامية فيتمثل في تحقيق إيمان الفرد بالعبودية لله، ويظهر ذلك في قوله وعمله، بينما ينحصر الهدف الثالث لمنهج التربية الإسلامية في معرفة الله وتقواه، ويتحقق ذلك بعقد الصلة الدائمة بين الإنسان وخالقه في كل فكر أو عمل أو شعور، والتفقه في الدين والتمسك بمكارم الأخلاق، والقيم والمبادئ الرفيعة[14].

لذلك لابد أن يعمل منهج التربية الإسلامية على صياغة الشخصية الإنسانية صياغة مّتزنة متكاملة؛ في كل جوانبها: الجسمية،والعقائدية،والروحية،والفكرية،والعقلية،والنفسية،والوجدانية،والاجتماعية،والاخلاقية،والجمالية،وتوجيهها وهدايتها وفق منهج الإسلام وأهدافه في إعمار الأرض.

مصادر التربية الإسلامية:

تعتبر مصادر التشريع مصادر التربية الإسلامية و إن علماء التربية أجمعوا على أن مصادر التشريع الإسلامي تنقسم إلى قسمين أصلية وفرعية. المصادر الأصلية:

هى كتاب الله تعالى، وسُنَّة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و المصادر الفرعية: فكثيرة منها؛ الإجماع والقياس، فيرتب الفقهاء الأدلة والاستدلال بها طبقاً للترتيب الذي ذكرناه،

فالمصدر الأول للشريعة هو القرآن، والمصدر الثاني هو السنة، والمصدر الثالث هو الإجماع، والمصدر الرابع هو القياس، فإذا لم يوجد حكم الواقعة في القرآن رجع إلى القياس. ومن المتفق عليه عند الفقهاء أن الحكم الذي يدل عليه واحد من هذه الأدلة الأربعة هو حكم واجب الاتباع[15].

وأما الاستحسان، والاستصحاب، والمصالح المرسلة، والعرف، وأقوال الصحابة وغير ذلك من طرائق الاستنباط، فيراها البعض مصادر تشريعية أحكامها ملزمة، ولا يراها البعض الآخر كذلك، بشرط ألا تتعارض مع نصوص القرآن والسنة أو أصلاً من اصول الشريعة والقواعد العامة التي من المتفق عليه من علماء الأمة الإسلامية. إنطلاقاً من كون التربية الإسلامية التي نابعة من الإسلام ؛ فإن مصادرها الأساسية هي نفس مصادر التشريع. لأن كل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية يعتبر مصدراً من مصادر التربية الإسلامية.وتشمل مصادر التربية أيضاً: التراث الإسلامي ومنهج السلف الصالح وكل ما ورثناه من العلماء المسلمين من السلف الصالح -رضوان الله عليهم أجمعين من علوم ومعارف وأفكار واجتهاداتهم في مجال التربية الإسلامية وتشمل أيضًا جهود علماء التربية وآرائهم، وأفكارهم، وتطبيقاتهم التربوية الإسلامية واجتهاداتهم في شتى المجالات المختلفة تكون مصدرًا إضافياً للتربية الإسلامية.

ومما تقدم نستطيع القول بأن " التربية والتشريع في المنهج الإسلامي متلازمان أو متداخلان أو متكاملان.. فالتشريع منظور فيه إلى التربية كما هو منظور فيه إلى تنظيم شؤون الحياة الواقعية والتوجيهات المصاحبة للتشريع منظور فيها إلى تربية الضمائر كما أنه منظور فيها إلى حسن تنفيذ التشريع، وانبعاث التنفيذ عن شعور بجدية هذا التشريع وتحقق المصلحة فيه. والتشريع والتوجيه المصاحب منظور فيهما- معاً- إلى ربط القلب بالله، وإشعاره بمصدر هذا المنهج المتكامل من التشريع والتوجيه"[16].

بناء علی ذلک نعرض عرضاًسريعاً لهذه المصادر:

أولاً: مصادر الأساسية المتمثلة في القرآن الکريم و السّنة النبوية:

1 ) القرآن الكريم: ﻋرﻓﻪ الجرجاني، ﺑﻘوﻟﻪ:" هو المنزل على الرسول المكتوب في المصاحف المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة، والقرآن، عند أهل الحق، هو العلم اللدني الإجمالي الجامع للحقائق كلها"[17]. ويؤکد ما ذهب إليه الجرجاني ،أيضاً،"هو الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر، المتعبد بتلاوته، وتعريف القرآن على هذا الوجه متفق عليه بين الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية"[18].

وكذا : هو كتاب الله المنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو المدون بين دفتي المصحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس[19]. فالقرآن في تعريف مشابه فهو " الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته . [20] " "بعبارة أخری يعنی: القرآن الكريم هو للمسلم كنز عظيم من كنوز الثقافة الإنسانية ولاسيما الروحية منها وهو أول ما يكون كتاب تربية وتهذيب على وجه العموم، وكتاب تربية اجتماعية وأخلاقية على وجه الخصوص"[21].

القرآن هو منهج التربية الإسلامية فالقرآن هو أعظم مصدر للتربية والتوجيه ومنهجه الشامل للحياة فهو کتاب الله عزوجل الذي تستمد منه التربية الإسلامية أصولها ومبادئها وغاياتها وأهدافها ووسائلها و أساليبها .إنه كتاب مبين ونور وهدى للناس، الذي نزله الله سبحانه و تعالی ليكون دستوراً ومنهج حياة للمسلمين، وفي ذلك يقول تعالى :« قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ» (لمائدة: 15)، وفيه توجيهات لتربية النفس وتطهيرها وتزكيتها، والذي ينطلق منه كل أصولها ومسلماتها ومفاهيمها ومناهجها وغاياتها وأهدافها ،وطرقها وأساليبها ووسائلها ، نجد في هذه التوجيهات القرآنية "منهجاً للتربية، قائماً على الخبرة المطلقة بالنفس الإنسانية، ومساربها الظاهرة والخفية يأخذ هذه النفس من جميع أقطارها، كما يتضمن رسم نماذج من نفوس البشر، واضحة الخصائص جاهرة السمات، حتى ليخيل للإنسان وهو يتصفح هذه الخصائص والسمات، أنه يرى ذوات بعينها، تدب في الأرض، وتتحرك بين الناس، ويكاد يضع يده عليها، وهو يصيح: هذه هي بعينها التي عناها القرآن! وفي هذا الدرس نجد الملامح الواضحة لنموذجين من نماذج البشر: الأول نموذج المرائي الشرير، الذلق اللسان. الذي يجعل شخصه محور الحياة كلها"[22].

ولقد کان « أسلوبه التربوي الفذ الفريد، الذي يخاطب أعماق الوجدان، ويحرك العواطف السليمة، ويخاطب القلوب الحية والعقول النيرة، ومن ثم لم يتنزل القرآن دفعة واحدة، بل نزل القرآن منجماً مفرقاً حسب الحوادث والأحداث؛ ليربي الصحابة وليربي الجيل على هذه التربية وعلى أسس هذا المنهج التربوي حسب الحاجات ووفق المتغيرات»[23]. وقد اشتمل على أحكام ثابتة كالعقيدة والأخلاق والآداب وجميع ما نص عليه بنصوص قطعية الثبوت والدلالة وأخرى متغيرة لكن كلها قواعد وأصول كلية وصدق الله إذ يقول:«مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ» (الأنعام:38) وقوله: « إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» (الإسراء:9) .«لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » ( فصلت:42). القرآن الکريم هو کتاب هداية فهو الأصل الأول و المصدر الرئيسي من مصادر التربية الإسلامية فكان دستوره ومنهجه وقضاياه التربوية صالحاً لكل زمان ومكان وشاملاً وكاملاً للحياة بكاملها وعلی ضوئه تقيم تلك التربية.

ويمتاز القرآن بميزات أهمها:

1- أنه إنساني عالمي خوطبت به البشرية عموماً، وكانت الكتب السماوية من قبله تخاطب أقواماً معينين.

2- وصل إلينا القرآن سالماً من التحريف، قرآنا واحداً أجمعت الأمة على صحته، وثبت نقله بالسند الصحيح، ولم يصل أي كتاب سماوي آخر كاملا ًصحيحاً.

3- كل كتاب كان يتناول بعض جوانب الحياة، على حين نجد القرآن يتناول كل جوانب الحياة، فقد جاء كاملا أتم الله به ما جاء في الكتب السابقة.

4- كل كتاب كان يأمر أتباعه باتباع القرآن إذا أدركوه، ولكن القرآن لم يأمر باتباع الكتب السماوية السابقة تفصيلاً، بل ضرب منها أمثلة، وأمر الإيمان بها جملة"[24]. 2 ) السنة المطهرة :

تعتبر السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية والمتمم للمصدر الأول و"الجميع متفقون على مكانتها المهمة من حيث الاحتجاج والعمل "[25]و التي جاءت مفسرة وموضحة ومفصلة لمجمل ما ورد في القرآن الكريم،تصديقاً لقوله تعالی:« وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ».(المائدة:48).« وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ».البقرة:129). وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم کما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» (النحل: 44) ، وقال تعالى: «وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (النحل: 64) .

السنة في اللغة : "السنّة" في "اللغة" تأتي بمعنى الطريقة حسنة كانت أو قبيحة؛وتطلق علی الطريقة و السيرة[26].

وفي الحديث: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» [27].

و"السنّة في الأَصل سنة الطرِيقِ، وقدسنّه أَوائل النّاسِ فصارَ مسْلكاً لمن بعدهم و قال الأزهري:"السنة الطريقة المحمودة المستقيمة،و لذلک قيل:فلان من أهل السنة،معناها: من أهل الطريقة المحمودة المستقيمة،و هو استعمال عرفي لأهل الشرع،لا للغوي،و المراد بالسنة فيه:ما قابل البدعة و الاعتذال[28].

السنة في الشرع: السنة يراد بها:"ما أمر النبي صلی عليه و سلم به ، أو نَهى عنه،أو ندب إليه ، قولاً و فعلاً ، مما لم ينطق به الكلام العزيز ، ولهذا يقال : أدلة الشرع الكتاب والسنة . وفلان متسنِّن ، أي عامل بالسنة"[29]. ويقصد بالسنة النبوية في اصطلاح أهل الأصول:" ما صدر عن النبي صلی عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير[30]". و" السنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي عند علماء الأصول"[31].

فالسنة النبوية في اصطلاح أهل الحديث هي: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أوصفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها[32]. و تعتبر السنة النبوية هي الطريقة والسيرة ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ سُنَّة حَسَنَة" أَى طَرَّق طريقة حَسَنة. فيطلق لفظ "السنة" علی "ما جاء منقولاً عن النّبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير بالوحي أو الاجتهاد"[33]، مما لم يُنص عليه في الکتاب العزيز،بل إنما نُص عليه من جهته عليه الصلاة والسلام،کان بياناً لما في الکتاب أو لا.و يطلق أيضاً لفظ السنة علی ما عمل عليه الصحابة،وجد ذلک في الکتاب أو السنة أو لم يوجد ؛ لکونه اتباعاً لسنة ثبتت عندهم لم تنقل إلينا،أو اجتهاداً مجتمعاً عليه منهم أو من خلفائهم[34] يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"[35]. [36].

ولقد كان رسول الله ترجمة عملية و واقعية للقرآن الکريم وکانت عائشه رضي الله عنها تقول عنه صلی الله عليه و سلم "كان خُلقه القرآن "[37]،مصداقاً لقوله تعالی: « وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ » (القلم : )4. يعني أن القرآن الكريم وجد ترجمته الواقعية في سلوك الرسول الأمين صلی الله عليه و سلم وكان الرسول صلی الله عليه و سلم بهذه الترجمة الواقعية للقرآن الكريم قدوة حسنة لكل المسلمين الذين يعتبرون القرآن الكريم دستورًا لهم ومنهجًا لحياتهم"[38].

فإذا كان القرآن هو كتاب التربية المنزَّل من السماء ، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو النموذج الكامل لهذه التربية الربانية بجميع حذافيرها ، ومن ثم فإن سيرته صلى الله عليه وسلم تشتمل على كل العناصر المطلوبة لتربية المسلمين . وفي أيّ جانب من جوانب التربية بحث الإنسان ، فسيجد في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وفي تعاليمه وتوجيهاته ومواقفه العملية كل ما يحتاج إلى معرفته في ذلك الجانب[39]. فلا شک نجد في السنة النبوية توجيهات لتربية النفس وتطهيرها وتزكيتها وتخلقها بالآداب الحسنة والتزامها بأداء عبادات وسائر الواجبات. لذلک نجد من النصوص الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته کثيراً من التوجيهات التربوية تعتبر کمنهج تربوي متکاملٍ في واقع الحياة و أصل من أصول النظام التربوي. أهمية السنة في المجال التربوي: تبرز أهمية السنة النبوية في المجال التربوي بمايلي: أ- إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القرآن الكريم، وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم. ب- استنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، ومعاملته الأولاد، وغرسه الإيمان في النفوس[40].

"ويجب أن نلاحظ الفرق الهام بين القرآن والسنة من ناحية وبين غيرهما من المصادر من ناحية أخرى. فالقرآن والسنة هما أساس الشريعة، وهما اللذان جاءا بنصوص الشريعة المقررة للأحكام الكلية. أما بقية المصادر فهي لا تأتي بأسس شريعة جديدة، ولا تقرر أحكاماً كلية جديدة وإنما هي طرق للاستدلال على الأحكام الفرعية من نصوص القرآن والسنة، ولا يمكن أن تأتي بما يخالف القرآن والسنة، لأنها تُستَمَدُ منهما وتستند إلى نصوصهما"[41].

ثانياً: مصادر الفرعية:

1) الإجماع: ويعرف الإجماع بأنه "اتفاق المجتهدين من هذه الأمة في عصر بعد وفاة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على أمر ديني "[42]. ويفهم ذلك من قوله تعالی:« وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ... ».

2) القياس: هو"حمل معلوم على معلوم، في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما، بأمرٍ يجمع بينهما، من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما[43]. فالقياس عند بعض العلماء حجة إذا لم يخالف الكتاب ولا السنة، فإن خالف نصاً ظاهراً، لم يكن حجة، وهذا هو الذي أجمع عليه العلماء سلفاً وخلفاً[44]. وجمهور فقهاء المسلمين متفقون على أن القياس دليل شرعي تثبت به الأحكام" والذي نذهب إليه وهو قول الجمهور من علماء الصحابة والتابعين: أن القياس حجة في الشرع "[45].

3) الاستحسان: هو "ترجيح قياس خفي على قياس جلي بدليل أو استثناء جزئية من حكم كلي بدليل[46].

4) المصلحة المرسلة أي المطلقة، في اصطلاح الأصوليين: المصلحة التي لم يشرع الشارع حكما لتحقيقها، ولم يدل دليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها. وسميت مطلقة لأنها لم تقيد بدليل اعتبار أو دليل إلغاء[47].

5) مجموع التراث الإسلامي ومنهج السلف الصالح: ويُقصد بهذا"هو ما ورثناه عن آبائنا من عقيدةٍ وثقافةٍ، وقيمٍ، وآدابٍ، وفنونٍ، وصناعاتٍ، وسائر المنجزات الأخرى المعنوية والمادية "[48].

6) اجتهادات علماء التربية التي متفقةً و صالحةً وغير متعارضةً مع ما جاء في المصادر الأصلية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وهو ما يُشير إليه الشيباني بقوله: " ورجوع المجتمع المسلم إلى مصدر الدين في تحديد فلسفته وأهدافه التربوية ، لا يمنعه من الرجوع إلى المصادر الفردية والاجتماعية والعلمية التي تذكرها عادةً كتب التربية الحديثة في معرض حديثها عن مصادر الأهداف التربوية ، والتي تتمثل عادةً في ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث والمُلاحظات العلمية من حاجاتٍ جسميةٍ و عقليةٍ و روحيةٍ و نفسيةٍ و اجتماعيةٍ للفرد "[49].

إنطلاقاً من ذلک إن اجتهادات علماء التربية( القديمة أو الحديثة) وآرائهم ، وأفكارهم ، وتطبيقاتهم التربوية الإسلامية و مجموع الأبحاث والدراسات العلمية أو التجارب العملية و الملاحظات العملية و التطبيقات الميدانية تمثل مصادر الفرعية المتغيرة التي تُعنى بالجانب التربوي والمفاهيم و القضايا المختلفة والمتعلقة بأساسيات التربية الإسلامية حيث يُمكن الإفادة منها في معالجة القضايا التربوية المعاصرة حتی لا تتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أو لامعارضة لمقاصد الشريعة وأغراضها تمثل مصادر الفرعية المتغيرة التي تُعنی بظروف العصر والمكان والمستجدات والقضايا العصرية.

من ذلك نجد أن مصادر التربية الإسلامية نوعان: أولا: مصادر ثابتة في كل زمان ومكان ثانياً: مصادر متغيرة حسب ظروف العصر والمكان. وتلک لا تقتصر علی علوم الشرعية فقط،وإنما اشتملت جميع العلوم و نتايج الأبحاث والدراسات التربوية الأخری التي ما وصل اليه علماء النفس و التربية تسهم في تكوين الشخصية الصالحة الخيرة و ذلک بعد وضعها في إطار التصور الإسلامي الصحيح. " وهذا يؤكد أن التربية من المنظور الإسلامي هي أداة الدين في تشكيل شخصية الإنسان المسلم وفي صياغة تصوره عن الكون والحياة على هدى من أسس صحيحة وتعاليم قويمة"[50].

المآخذ:

1- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق،  الجزء 2 ، ص 383
2- ابن کثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر:تفسير القرآن العظيم (1999). تحقيق :  سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع،ط2،الجزء 3 ، ص 129
3- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، الجزء 2 ، ص 383
4-علي، سعيد إسماعيل: السنة النبوية رؤية تربوية(1423 هـ):القاهرة:دار الفکر العربي،ط1،ص34
5- العساف ، صالح بن حمد: المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ( 1424 ) . مكتبة العبيكان، ط3، ص 169
6- الدغيمي ، محمد راكان: أساليب البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية ( 1417هـ ) . الأردن :مكتبة الرسالة ، ط2 ، ص 33
7- النحلاوي، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع،المرجع السابق،ص156
8- عاطف، السيد: التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعالمها،ص 37
9- عاطف، السيد: التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعالمها،المرجع السابق،ص 38
10- عبود، عبد الغني: في التربية الإسلامية(1998).دار الفکر العربي،ط1، ص 118
11- قطب، محمد: منهج التربية الإسلامية(2010). قاهرة:دار الشروق ،ط16،الجزء: 1، ص 34
12- قطب، محمد: منهج التربية الإسلامية،المرجع السابق،الجزء:1، ص 9
13- قطب، محمد: منهج التربية الإسلامية،المرجع السابق،الجزء: 2، ص 386
14- السيد،عاطف : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها،ص48
15- العودة،عبدالقادر:التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي(2010).بيروت: الکاتب العرب، الجز1،ص 165
16- قطب، سيد: فى ظلال القرآن (1412 هـ). القاهرة :دار الشروق،ط17،الجزء2،ص638
17- الجرجاني، علي بن محمد:التعريفات ( ١٤١٧ هـ).بيروت:مکتبه لبنان،ص135
18- الصالح ، صبحي الصالح: مباحث في علوم القرآن(2000). دار العلم للملايين،ط4،ص21
19- العودة، عبد القادر:التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي،المرجع السابق، الجز1،ص 165
20- الزرقاني، محمد عبد العظيم: مناهل العرفان في علوم القرآن (د.ت) . مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه،ط3، الجز1،ص 14
21- الجمالي، محمد فاضل : الفلسفة التربوية في القرآن الكريم(1980). بيروت: دار الكتاب الجديد ،ص9
22- قطب، سيد: في ظلال القرآن،المرجع السابق، الجزء1،ص203
23-حسان، محمد بن إبراهيم :سلسلة التربية لماذا مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية ،الجزء3،ص3    http://www.islamweb.net
24- النحلاوي، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع،المرجع السابق، ص 77
25- قاروت، نور حسن عبد الحليم: : السنة النبوية المصدر الثاني في التشريع الإسلامي من حيث الاحتجاج والعمل ،مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة  ص10و ص 27
26- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب، فصل السين،المهملة،المرجع السابق،الجز13 ، ص 225
27- النيسابوري،مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري:صحيح مسلم.تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت: دار إحياء التراث العربي،باب بيان إثم من سنن القتل، حديث رقم 1677،الجزء3،ص 1303
28- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب، فصل السين،المهملة،المرجع السابق،الجز13 ، ص 225
29- الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب:بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز(1996( .تحقيق: محمد علي النجار القاهرة: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، الجز٣ ، ص 267
30- البرديسي، محمد زكريا، أصول الفقة ( 1407هـ ). لبنان: دار الفكر، ط 3، ص ١٨٦و السباعي،مصطفی:السنة و مکانتها في التشريع الإسلامی(1982).بيروت المکتب الإسلامي،ط3،ص47
31- الجزائري، طاهر :توجيه النظر إلى أصول الأثر (1995).  تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، حلب: مكتبة المطبوعات الإسلامية ، ط1، الجزء 1، ص 40
32- سباعي، مصطفى: السنة ومكانتها في التشريع،المرجع السابق، ص47
33- الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد(1997). تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان،دار ابن عفان، ط4 ، الجزء 4،ص290.
34- الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد،المرجع السابق، الجزء ،1 ص 290
35- النواجذ: الناجذ آخر الأضراس، وللإنسان أربعة نواجذ في أقصى الأسنان، ويسمى ضرس الحلم لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل، يقال ضحك حتى بدت نواجذه. انظر:  الرازي، محمد بن أبي بكر:مختار الصحاح،المرجع السابق،الجز1 ،ص305
36- ابن حنبل، أحمد بن محمد : مسند الإمام أحمد بن حنبل (2001). تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون مؤسسة الرسالة ،الجزء41 ،الرقم24601، ص148وصححه الشيخ الألباني. انظر:الألباني: إرواء الغليل: (2455) 8/107.
37- ابن حنبل، أحمد بن محمد : مسند الإمام أحمد بن حنبل ،المرجع السابق،الجزء28 ،الرقم17145،ص275 و السَّجِسْتاني، أبو داود سليمان بن الأشعث: سنن أبي داود. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت: المكتبة العصرية،،الجزء4،الرقم4607،ص200
38- البادي ، محمد محمد: الدعوة والداعية وأهمية القدوة الحسنة في المجتمعات الإسلامي،المرجع السابق، ص45
39- قطب،محمد:ركائز الإيمان،المرجع السابق،ص397
40- النحلاوي، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع(2007). دار الفكر، دمشق،ص26
41- العودة،عبدالقادر:التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي،المرجع السابق، ص 165
42- عليان، رشدي، الإجماع في الشريعة الإسلامية،السنة العاشرة، العدد الأول، جمادى الأخرة 1397هـ مايو - يونية 1977 م، الجز1،ص 64
43- الآمدي،علي بن أبي علي بن محمد: الإحكام في أصول الأحكام، تحقيق: عبد الرزاق عفيفي(د.ت).بيروت: المكتب الإسلامي،الجز3 ص186
44- علماء نجد الأعلام، الدرر السنية في الأجوبة النجدية(1996). جمع و ترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، ط6،الجزء 2، ص 243
45- الرازي، فخر الدين: المحصول، (1997). دراسة وتحقيق: الدكتور طه جابر فياض العلواني، مؤسسة الرسالة، ط3، الجز5 ،ص 26
46- خلاف، عبد الوهاب: علم أصول الفقه(د.ت) .مكتبة الدعوة ، دار القلم ط8، ص80
47- خلاف، عبد الوهاب: علم أصول الفقه ،المرجع السابق، ص84
48- العمري، أكرم ضياء: التُراث والمعاصرة( 1406هـ ). ضمن سلسلة كتاب الأُمَّة ، الرقم (10). قطر : رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية ، ص 27
49- الشيباني، عمر محمد التومي: فلسفة التربية الإسلامية(1395هـ). طرابلس : المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان،ط6،ص305
50- أبوالفتوح، حمدي: التربية وتنمية الاتجاهات العلمية من المنظور الإسلامي، ص 25