أحوال القلب في القرآن الكريم:

لقد وردت ثلاث أحوال للقلب في القرآن الكريم، هي: 1- القلب السليم 2- القلب المریض 3- القلب المیت.

«وقد جمع الله سبحانه بين هذه القلوب الثلاثة في قوله :وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» 82. 

 فجعل الله سبحانه وتعالى القلوب في هذه الآيات ثلاثة: قلبين مفتونين وقلبا ناجيا فالمفتونان: القلب الذي فيه مرض والقلب القاسي والناجي: القلب المؤمن المخبت إلى ربه وهو المطمئن إليه الخاضع له المستسلم المنقاد 83.

1- القلب السليم: 

لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة فالقلب السلیم: هو قلب الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : « يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»84 ،والسليم هو السالم وجاء على هذا المثال لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف فالسليم القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل .

فالقلب السليم  هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده فالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله فإن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله 

فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال من أقوال القلب وهي العقائد وأقوال اللسان وهي الخبر عما في القلب وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها وأعمال الجوارح فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دقعه وجله هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ»84 .أي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر»85.

و قد وصف الله تعالی هذا القلب السلیم بأوصاف تدل علی سلامته منها :

1- السلامة: كما في قوله تعالى: 

« يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ »86 ،« وَ إِنَّ مِنْ شيعَتِهِ َلإِبْراهيمَ‌‍* إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَليمٍ‌‍»87 .

2- الإنابة ،فقال تعالی: « مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ »88.

3- الطمأنینة: « الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»89.

4- السکینة: « هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ »90.

5- الرأفة: « وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً »91.

6- التقوی :« ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ»92.

7- الیّن : «ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ »93.

8- المخبت :«فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ »94.

2- القلب المريض: 

القلب المريض هو: قلب له حياة وبه علة فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى وهو لما غلب عليه منهما ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه : ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والكبر والعجب وحب العلو والفساد في الأرض بالرياسة : ما هو مادة هلاكه وعطبه وهو ممتحن بين داعبيين : داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة وداع يدعوه إلى العاجلة وهو إنما يجيب أقربهما منه بابا وأدناهما إليه جوارا95.

و قد یکون هذا المرض بلیغاً یدخل صاحبه قد یکون هذا المرض ، و قد یکون المرض أقل من ذلک کحب بعض المعاصي و الآثام، التي لا یخرج صاحبه من دائرة الإیمان کالتکبر و التعاظم ،و الحقد و الحسد، إذا کان هذا المرض إلى السلامة أدنى وأما إذا کان إلى الکفر و النفاق أدنى یدفع صاحبه إلی الکفر و النفاق.

فالقلب المريض هو قلب المنافق الذي فيذبذب بين الكفر والإيمان وإن غلب عليه مرضه التحقق بالميت القاسي، وإن غلب عليه صحته التحقق بالسليم96. تعرض الفتن على القلب أو يردِّها، فإن ردّها وأنكرها، فكان ذلك القلب السليم، و لا تضره الفتن، فإذا عرضت علیه فتنة، و أقبلها وأشربها ، ذلك القلب الميت ، فلايعرف معروفاً ولاينكر مثلاً، إلا ما أشرب من هواه ، أما إذا کان عرضت عليه فتنة، وهو يتذبذب بين قبولها و ردّها فذلك القلب المريض،و تضره الفتن.قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

 تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ97.

قد وصف القرآن الکریم القلوب المریضة بأوصاف کثیرة،منها:الإثم و المعصية و الارتیاب و التقلب و الرعب و التکبر و الزیغ و المرض و الغفلة و غیر ذلک، و قد جاء في مواضع کثیرة  أن المنافقين هم في  قلوبهم مرض النفاق، و النفاق، رأس کل أمراض: فقال تعالی :

1- في المرض:«لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ»98،«لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ»99 .

«وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ»100 .

«وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ»101. 

«إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دينُهُمْ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ‌‍»102. 

«إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً»103. 

2- في الرعب:«فَتَرَى الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى‏ أَنْ تُصيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى‏ ما أَسَرُّوا في أَنْفُسِهِمْ نادِمينَ‌‍ ‌»104. 

«لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فيها إِلاّ قَليلاً‌‍ ‌‍ ‌»105. 

و إن الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في هذه الآية هم المنافقون أنفسهم.

3-وفي الإقفال على القلوب المنافقين الذين في قلوبهم مرض:

«أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‏ قُلُوبٍ أَقْفالُها‌‍»106 . 

4- في الارتیاب:«وَ ارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ في رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ‌‍»107 .

 «يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَ تَأْبى‏ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ‌‍»108 .

5- في الکذب و الخداع:

 «يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ»109 .

«یَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ »110 .

6- في الزیغ: قال تعالی:

«هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ..»111 .

والتزايغ: التمايل، ورجل زائغ، وقوم زاغة، وزائغون، وزاغت الشمس، وزاغ البصر، وقال تعالى: «وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ»112. يصح أن يكون إشارة إلى ما يداخلهم من الخوف حتى أظلمت أبصارهم، ويصح أن يكون إشارة إلى ما قال: « يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ » 113.

«مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى »114 ،«مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ»115 .

 « فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ »116 .

«رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ»117 .

« وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ»118. أي: لما فارقوا الاستقامة عاملهم بذلك.

الزيغ: الميل عن الاستقامة119. 

7- في ضعف تجاه النساء:

قال تعالی:« يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا‌‍ »120.

8- في الحقد و الضغینة:

قال تعالی:« أَمْ حَسِبَ الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللّهُ أَضْغانَهُمْ‌‍ »121 .والأضغان: جمع ضغن، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام وأهله والقائمين بنصره122. 

 9- في الإثم و المعصية:

« وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَليمٌ‌‍ »123.

« وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ الصّالِحينَ‌‍* فَلَمّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَ تَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ‌‍ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقًا في قُلُوبِهِمْ إِلى‏ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ‌‍ »124. 

3- القلب الميت: 

القلب الميت : فهو الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط فهو متعبد لغير الله : حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطا وتعظيما وذلا إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن أعطى أعطى لهواه وإن منع منع لهواه فهواه ا ثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه... ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه. فالقلب الميت القاسي : لا يقبل الحق ولا ينقاد له125.فالقلب يصبح میتاً ، لأنه یتغلب علیه الذنوب والآثام والكبر والعجب و رغبة بالفجور و المیل إلی العدوان.

و قد وصف الله تعالی قلب المیت(قلب الکافر) بعشرة أوصاف(التي تدل علی موته): بالختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والانكار126.

1- في قساوة القلب:  

القسوة: غلظ القلب، وأصله من: حجر قاس، والمقاساة: معالجة ذلك127. قال تعالی:« فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ‌‍ »128، أي لضيق صدورهم129 .

و شبه القسوة بالحجارة : قال تعالی:

« ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ اْلأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ‌‍»130.«فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ » التي لا تلين أبدًا.قوله تعالى :« ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ » يبست وجفت، جفاف القلب: خروج الرحمة واللين عنه، وقيل: غلظت، وقيل: اسودت، « مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ » بعد ظهور الدلالات131.

2 - في بيان حجب المطبوع على قلب:

 الف- الطبع على قلوب الكافرين والمعتدين،والذين لا يعلمون:

الطبع : أن تصور الشيء بصورة ما، كطبع السكة، وطبع الدراهم، وهو أعم من الختم وأخص من النقش، والطابع والخاتم: ما يطبع ويختم132. 

« كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ »133، أي: متعال عن قبول الحق: والإيمان له134 .

« وَ نَطْبَعُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ‌‍ ‌‍»135.

 « وَ طُبِعَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ‌‍»136 .

« أُولئِكَ الَّذينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ‌‍»137 .

ب-في الختم على السمع والقلوب الكافرين:

 قال تعالی:« وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مِّنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ»138.ذكروا في قوله «وَخَتَمَ على قُلُوبِكُمْ » وجوهاً : الأول : قال ابن عباس : معناه وطبع على قلوبهم فلم يعقلوا الهدى . الثاني : معناه و زال عقولكم حتى تصيروا كالمجانين.و الثالث : المراد بهذا الختم الاماتة أي يميت قلوبكم139. « إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ ءَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌‍ ‌‍* خَتَمَ اللّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ‌‍ ‌‍»140. وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم وحال بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقًا على تماديهم في الباطل وتركهم الحق141.

ج-في أکنة علی قلوب الکافرین:

« وَ جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ في آذانِهِمْ وَقْرًا  ‌‍»142." أكنة " جمع كنان، وهى ما يستر الشئ. «أن يفقهوه» أي لئلا يفقهوه، أو كراهية أن يفقهوه، أي أن يفهموا ما فيه من الاوامر والنواهي والحكم والمعاني143. 

«وَ قالُوا قُلُوبُنا في أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ في آذانِنا وَقْرٌ وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ»144.أي: مانع حائل  أن يصل إلينا مما تقول شيء145. 

« وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَليلاً ما يُؤْمِنُونَ‌‍»147، أي عليها أغطية148.

3- في الموت:

 قال تعالی:« أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ» 149،« إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ » 150.

4- في  عمي القلب :

قال تعالی:« فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ »151.

« أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ‌‍ »152. 

« أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كانَ في ضَلالٍ مُبينٍ‌‍ »153.

5- في الرين :

قال تعالی: « كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ »154 .

وأصل "الرين" الغلبة. ومعنى الآية، غلبت على قلوبهم المعاصي وأحاطت بها. قال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يموت القلب. قال ابن عباس: "ران على قلوبهم" طبع عليها155. 

الرين: صدأ يعلو الشيء الجلي (كالصدافي المرآة)، و معناه: صارذلك كصدإ على جلاء قلوبهم، فعمي عليهم معرفة الخير من الشر156.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه157.

6- في ضيق القلب : 

قال تعالی: « فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ» .أي يجعل صدره ضيقا شديد الضيق، لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء من الإيمان ، قال عطاء : ليس للخير فيه منفذ158.

7-في انكار القلب: 

قال تعالی: « فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ»159.

8-في حمية القلب: 

قال تعالی: « إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ»160.

9-في انصراف القلب: 

قال تعالی: « وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون »161.

10-في غفلة القلب :

قال تعالی: « وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ» 162. الغفلة: سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ.

 أي: تركناه غير مكتوب فيه الإيمان.. وقيل: معناه من جعلناه غافلا عن الحقائق163. قوله عز وجل : « بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمرَةٍ مِّنْ هذا »164 .

فيه وجهان: أحدهما : في غطاء. والثاني : في غفلة165. 

11- و من صفاته أنه لا تعقل و لاتفقه:

« وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا »166 .

***

فأهم ما يمكن أن نستخلص من خلال الآيات القرانية، فيما يتعلق بالمعنى القلب هو أنه واحد ولكن له معنيان: القلب المادي والقلب الروحاني. القلب المادي، هو عضو عضلي مجوف له شكل صنوبري في الجانب الايسر في الصدر، وأنه النابض بالدم لأعضاء الجسم، وهو مركز حياة من الناحية الفسيولوجية. أما القلب الروحاني (المعنوي)، فهو لطيفة الربانية في داخل قلب الصنوبري في الجانب الأيسر في الصدور، وأنه مصدر كل المعنويات والعمليات العقلية العليا في الانسان وهو مرتكز الذات الإنسانية من الناحية المعنوية. فالقلب بهذا المعنى أكثر تخصصاً من معنی الصدر، فهو لا يدل على الدوافع العزيزية ورغبات الشهوية، إنما يدل على معنيين أساسيين : الأول: العقل الواعى والثاني: الوجدان والعواطف والمشاعر. فينبثق من القلب مفاهيم أخرى كالنية، والضمير، والإرادة وغيرذلك.

بناءً علی ذلک یری حبنکة المیداني أن العقل له معنيان أساسيان: العقل العلمي والعقل الإرادي، ويراد بالعقل الإرادي، العقل الذي يتمركز في القلب الروحاني إلى الجانب القلب الجسماني من اللحم في الصدر، لأن العقل أحد وجوه النفس الذي في الصدور الإنسان. فيعبر عن العقل بالقلب، ويعبر بالقلب عن العقل، وقد يقصد بالقلب المضغة من اللحم في صدر، وقد يقصد به الطيفة الربانية في داخل هذا القلب. لذلك قد سما القرآن الكريم العقل بالقلب كما في قوله تعالى :« لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا»167. لذلک قد استعمل القلب في القرآن الکریم مکان العقل کثیراً و من ذلک قوله تعالی: « و لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا». « أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا »168 . «صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ»169. 

« ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ»167.

 و الفقه هو: فهم168.لذلک ینسب إلی القلب ما ینسب إلی العقل من التعقل و الفقه. 

فالعقل في القرآن الكريم فعل من أفعال القلوب و بمعنى الأول هو الضبط والكف والتثبت في الأمور، لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه عنها .أما يقصد بالعقل العلمي، اللب هو مركز العقل العمي الذي يقع في مركز الفكر في الدماغ. فالدماغ هو مركز جمع المعلومات وإصدارها. لذلك يستعمل القرآن الكريم لفظ القلب وقد يكون المراد ، اللب فهو جزء من العقل العلمي الذي يقع في دائرة الفكر في الدماغ. لذلك نجد عند استقرائنا في الآيات القرآن الكريم أن العقل العلمي بكل صيغه واشتقاقاته يدل على الفهم والاستيعاب والإدراك والتفكير والوعي، والتمييز الذي به يمتيز الإنسان عن سائر الحيوان. و العقل الإرادي یدل علی الكف والضبط النفس عن التورط  في المهالك.

إذن نستنج من ذلك أن القلب هو مركز ذات الإنسان من ناحيتى الفسيولوجية والمعنوية وبه يكون صلاح الإنسان أو فساده وعندما يكون قلب سليماً يوجه الإنسان إلى عمل خير ويعمل على سموه وكماله وتخلیصه من الرذائل والانحراف ويلتزمه بالحق والعدل والخير، لأن القلب هو معيار التميز بين الخير والشر، والحق والباطل وبه يتعرف الإنسان على حقائق الأمور.

    1. العقاد، عباس محمود :الإنسان في القرآن (1973) . بیروت : منشورات المکتبة العصرية، ص 35-32
    2.  (آل عمران:30)
    3. (آل عمران : 30)
    4. ( الزمر : 22 )
    5. ( الحجرات : 7 )
    6. ( المجادلة : 22  )
    7. ( الرعد : 91 )
    8. الآلوسي، أبو الفضل شهاب الدین السید محمود: روح المعاني في تفسیر القرآن و السبع المثاني، الجزء 13  (1985).بیروت: دار إحیاء التراث العربي، ط4 ، ،الجزء12 ص188 وأنظر: الرازي، الإمام محمد فخر الدین : التفسیر الکبیر،المرجع السابق، الجزء 10ص 397
    9. العاني،  نزار: الشخصية الإنسانية في الفکر الإسلامي(دراسة مقارنة) 2005:المعهد العالمي للفکر الإسلامي- مکتب بیروت،ط2، ص40
    10. الميداني، عبدالرحمن حسن حنبكة: الأخلاق الإسلامية وأسسها ،الجزء الأول (2002). دمشق: دار القلم، ط6 ، ص 227 – 225
    11. ( الفرقان: 32 )
    12. (الشرح: 1 )
    13. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن الجزء1 (1988) . لبنان :دار الکتب العلمية، ص187
    14. الغزالي، أبو حامد محمد بن علی محمدالغزالي:إحیاء علوم الدین، الجزء3 (1992).القاهرة : دار علوم الدین، ص471
    15. البقائی، برهان الدین أبو الحسن إبراهیم بن عمر: نظم الدرر في تناسب الآیات والسور(1995). بيروت: دار الكتب العلمية  الجزء 5 ص 373
    16. البخارِي ، محمد بن إسماعیل: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه ، تحقیق : محمد زهير بن ناصر الناصر، المرجع السابق، باب باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك،الجزء1، ص56
    17. النیسابوري،مسلم بن الحجاج:صحیح المسلم ، کتاب الصلة و الآداب ،باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، الجزء4، حدیث رقم2564. تحقیق و ترقیم محمد فؤاد عبد الباقي، المرجع السابق، ص1986
    18. البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله :الجامع الصحيح المختصر (1987)، تحقيق: مصطفى ديب البغا باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه  اليمامة -بيروت: دار ابن كثير حديث رقم 1933، الجزء 2 ص 717  وانظر: النيسابوري،أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري :صحيح مسلم ـ بيروت: دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة،الجزء7، حدیث رقم5807ص8.
    19. (الحج:45)
    20. ( آل عمران : 167 )
    21. (الفتح : 11 )
    22. الطبري ،أبو جعفر بن جریر: جامع البیان في تفسیر القرآن، الجزء 18 (1986). بیروت: دار المعرف.
    23. ابن عادل الحنبلي :تفسير ابن عادل الحنبلي ( اللباب في علوم الكتاب ) ، الجزء 11 (1998) . تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض بيروت: دار الكتب العلمية، ص431
    24. الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني:أضواء البیان في إیضاح القرآن بالقرآن (1995). بيروت: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع،الجزء 25 ص30
    25. العثيمين، محمد بن صالح بن محمد: شرح رياض الصالحين . حالة الفهرسة: غير مفهرس. الناشر: مدار الوطن للنشر(نسخة للمکتبة الشاملة غير موافق للمطبوع)
    26. البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله :الجامع الصحيح المختصر (1987)، تحقيق: مصطفى ديب البغا باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه  اليمامة -بيروت: دار ابن كثير حديث رقم 1933، الجزء 2 ص 717  وانظر: النيسابوري،أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري :صحيح مسلم ـ بيروت: دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة،الجزء7، حدیث رقم5807ص8.
    27. (الحج:45)
    28. ( آل عمران : 167)
    29. (الفتح : 11 )
    30. الطبري ،أبو جعفر بن جریر: جامع البیان في تفسیر القرآن، الجزء 18 (1986). بیروت: دار المعرف.
    31. ابن عادل الحنبلي :تفسير ابن عادل الحنبلي ( اللباب في علوم الكتاب ) ، الجزء 11 (1998) . تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض بيروت: دار الكتب العلمية، ص431
    32. الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني:أضواء البیان في إیضاح القرآن بالقرآن (1995). بيروت: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع،الجزء 25 ص30
    33. العثيمين، محمد بن صالح بن محمد: شرح رياض الصالحين . حالة الفهرسة: غير مفهرس. الناشر: مدار الوطن للنشر(نسخة للمکتبة الشاملة غير موافق للمطبوع)
    34. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب القاف ، الجزء2،المرجع السابق،ص682 
    35. (الحج:45)
    36. ( محمد : 24 )
    37. الآلوسي، أبو الفضل شهاب الدین السید محمود: روح المعاني في تفسیر القرآن ،المرجع السابق، ص84
    38. الرازي، الإمام محمد  فخرالدین بن عمر بن الحسین بن الحسن بن علي البکري: مفاتیح الغیب (التفسیر الکبیر) .الجزء 12 (1995).بیروت: دارإحیاء التراث العربي،ط1، ص3 
    39. ( ق: 37 )
    40. (البقرة : 10 )
    41. (البقرة : 7 )
    42. ( النساء : 155 )
    43. (التوبة : 64 )
    44. (الفتح : 11 )
    45. (المطففين :14 )
    46. ( محمد : 24 )
    47. (الحج : 46 )
    48. الرازي، الإمام محمد فخر الدین : التفسیر الکبیر،المرجع السابق، الجزء 12، ص4-3
    49. (الشعراء:195-192)
    50. (البقرة: 97)
    51.  (الحج:54)
    52. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب الخاء ، الجزء1،المرجع السابق ، ص272
    53. (الحجرات: 7)
    54. (التغابن: 11)
    55. (المجادلة:22)
    56. (الحجرات:14)
    57. (الحجرات : 7)
    58.  (الحدید:16)
    59.  (الكهف:28)
    60. (الحجرات : 3 )
    61.   ابن کثير ،الحافظ  عماد الدین أبو الفداء اسماعيل: تفسير القرآن العظيم الجزء7 (1988). تحقیق عبد القادر الأرنؤوط: دمشق: دار الفیحاء ص368
    62. ( الأنفال : 2 )
    63. الآلوسي، أبي الفضل شهاب الدین السید محمود: روح المعاني في تفسیر القرآن، المرجع السابق، الجزء 9ص266
    64. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء2 ص36
    65. (البقرة:283)
    66. (المائدة:41)
    67. (الفتح:11)
    68. (الفتح:12-11)
    69. (الحجر: 12)
    70.  (الأحزاب:5-4)
    71. (الحجرات:3-2)
    72. الميداني، عبدالرحمن حسن حنبكة: الأخلاق الإسلامية وأسسها ،الجزء الأول ، المرجع السابق، ص280
    73. (القصص:10).
    74. (الکهف:14-13)
    75. (الأنفال:11)
    76. الميداني، عبدالرحمن حسن حنبكة: الأخلاق الإسلامية وأسسها ،الجزء الأول ، المرجع السابق، ص282
    77. (البقرة : 225)
    78. الآلوسي، أبي الفضل شهاب الدین السید محمود: روح المعاني في تفسیر القرآن، المرجع السابق، الجزء 2ص397
    79. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء3 ص422 و ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء1 ص732
    80. الزمخشري، أبي القاسم جار الله محمد بن عمر: الکشاف عن حقائق النتزیل و عیون الأقاویل في وجوه التأویل ،المرجع السابق،الجزء1ص198
    81. البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود : تفسیر البغوي (معالم التنزيل)، الجزء 1 (1997). حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش. دار طيبة للنشر والتوزيع  ، ص363
    82. (الزمر:45).
    83. (آل عمران:151)
    84. (الأنفال:2)
    85. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب کتاب الواو ، الجزء2 ، المرجع السابق، ،ص492
    86. (الحديد: 27).
    87. (الأنفال:63-62)
    88. (الفتح:26).
    89. (آل عمران:156)
    90. ( يونس: 89-88)
    91. (التحریم:4)
    92. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء18، ص188
    93. (التوبة: 15-14)
    94. (الحشر:10)
    95. ( الحج : 54-52 )
    96. ابن ‌قيم الجوزية ،الإمام شمس الدین أبي عبدالله محمد بن أبي بکر:إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان(1985). تحقیق الدکتور السید جمیلي. القاهرة: دار الحدیث ،ص19-18
    97. (الشعراء : 88 )
    98. ( الحجرات : 1 )
    99. ابن‌قيم الجوزية ،الإمام شمس الدین أبي عبدالله محمد بن أبي بکر:إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان، المرجع السابق، ص16-15
    100. (الشعراء:89-88)
    101. (الصافات: 83 – 84)
    102.  (ق:33)
    103. (الرعد: 28) 
    104. (الفتح: 4)
    105. (الحديد: 27)
    106. (الحج: 32)
    107. (الزمر: 23)
    108. (الحج : 54 )
    109. ابن‌قيم الجوزية ،الإمام شمس الدین أبي عبدالله محمد بن أبي بکر:إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان، المرجع السابق، ص17
    110. ابن‌قيم الجوزية ،الإمام شمس الدین أبي عبدالله محمد بن أبي بکر:إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان، المرجع السابق، ص19
    111. النیسابوري،مسلم بن الحجاج:صحیح المسلم ،باب بیان أن الإسلام بدأ غریباً، الجزء1، حدیث رقم207. تحقیق و ترقیم محمد فؤاد عبد الباقي، المرجع السابق، ص349
    112. (الحج: 53 )
    113. ( الأحزاب : 60 )
    114. (البقرة: 10-8)
    115. (آل عمران:167)
    116. (آل عمران: 7)
    117. (الأحزاب  : 12)
    118. (المائدة:53-51) 
    119. (الأحزاب: 60)
    120. (محمد: 24)
    121. (التوبة: 45).
    122. (التوبة: 8)
    123. (الفتح:11)
    124. (آل عمران : 167 )
    125. (آل عمران:7)
    126. (الأحزاب:10)
    127. (آل عمران:13) 
    128. (النجم: 17)
    129. (التوبة:117)
    130. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، كتاب الزاي ،الجزء 1 ، المرجع السابق،  ص446
    131. (آل عمران:8)
    132. (الصف:5)
    133. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، كتاب الجيم  ،الجزء 1، (1992) ، المرجع السابق،ص445
    134. (الأحزاب : 32 )
    135. ( محمد : 29 ) 
    136. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء7 ، ص321
    137. (البقرة:283)
    138. (التوبة:77-75)
    139. ابن‌قيم الجوزية، الإمام شمس الدین أبي عبدالله محمد بن أبي بکر: إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان، المرجع السابق، ص20-17
    140. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء1 ص186 
    141. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء2 ص243
    142. (الزمر : 22)
    143. البقائی، برهان الدین أبو الحسن إبراهیم بن عمر: نظم الدرر في تناسب الآیات والسور، المرجع السابق، الجزء7 ص243
    144. (البقرة:74)
    145. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء1 ، ص304
    146. البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود : تفسیر البغوي (معالم التنزيل) ، المرجع السابق،  الجزء1 ص110
    147. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب الطاء ،الجزء 2، (1992) ، المرجع السابق،ص19
    148. (غافر:35)
    149. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، كتاب الجيم ، الجزء 1، المرجع السابق،ص167 
    150. (الأعراف : 100)
    151. (التوبة: 87) 
    152. (محمد:16)
    153. (الأنعام : 46 )
    154. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، 6ص290
    155. (البقرة:7-6)
    156. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء 1ص174
    157. (الأنعام:25)
    158. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ،« المرجع السابق، الجزء10 ص271 وأنظر: البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود : تفسیر البغوي (معالم التنزيل)، المرجع السابق، الجزء5 ص183
    159. (فصلت:5)
    160. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء 5 ، ص82 
    161. (البقرة: 88)
    162. القرطبي،أبو عبدالله محمد بن أحمد:الجامع لأحکام  القرآن ، المرجع السابق، الجزء2 ص25
    163. ( الأنعام: 122 )
    164. ( الأنعام: 36 )
    165. (الحج: 46)
    166.   (یونس:43)
    167. ( الزخرف : 0 4)
    168. (المطففين: 14)
    169. البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود : تفسیر البغوي (معالم التنزيل)، المرجع السابق،الجزء8ص365 
    170. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم،كتاب الراء، الجزء1 ، المرجع السابق، ص427
    171. الترمذي محمد بن عيسى : الجامع الصحيح سنن الترمذي . تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون ، بیروت: دار إحياء التراث العربي.باب سورة البقرة حدیث رقم 3257الجزء 1، ص162، وأنظر: ابن حنبل ، أحمد : مسند الإمام أحمد بن حنبل ، تحقیق : شعيب الأرنؤوط وآخرون، المرجع السابق، حدیث 7611الجزء16، مؤسسة الرسالة،ط2 ص152 و ابن ماجة ، محمد بن يزيد أبو عبدالله: سنن ابن ماجة، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب النكاح ، باب تزويج الأبكار ، حدیث رقم1861،الجزءـ 1، بیروت: دار الفکر، ص598
    172. الصابوني ، محمد علي:صفوة التفاسیر، المرجع السابق،،الجزء1ص275
    173. (النحل: 22 )
    174. (الفتح: 26 )
    175. (التوبة: 127 )
    176. (الكهف: 28)
    177. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب الغین ، الجزء1 ، المرجع السابق، ص610-609
    178. ( المؤمنون : 3 6)
    179. الماوردي البصري ، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب: ( تفسير الماوردى ) النكت والعيون ، الجزء 1 ، تحقيق : السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم ، بيروت: دار الكتب العلمية ،ص 64 
    180. (الأعراف:179)
    181. (الحج: 46)
    182.  (محمد: 24)
    183. (التوبة:127)
    184. (المنافقون: 3)
    185. الإصفهاني، العلامة الرّغب:مفردات ألفاظ القرآن الکریم، کتاب الفاء، الجزء2 (1992).تحقیق صفوان عدنان داوودي. دمشق:دار القلم،ط1، ص 201
    186. ابن کثير ، الحافظ عماد الدین أبي الفداء اسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ،المرجع السابق، الجزء1 ، ص 304