الناظر إلى أحوال المسلمين اليوم يصاب بخيبة أمل جراء مايرى من الأوضاع المأساوية التي يعاني منه المسلمون فی شتى أنحاء العالم من تفكك وتشرد وذل وهوان، ولعله يستخلص بعد ذلك  بأن المسلمين سائرون إلانحدار فظيع وتقهقر خطير لا محيد عنهما إلى يوم القيامة.

وهذا ما قد نسمعه فعلا، سواء من الشباب المتحمسين المشفقين على الإسلام وأهله، أو من المعجبين بزخارف الحضارة الغربية، الذين يرون  خلاص المسلمين من هذه الأوضاع المأساوية باتباع الحضارة الغربية حلوهاومرها،غثها وسمينها شرها وخيرها. ويبدوا لي أن السبب في ذلك، أنهم عندما ينظرون إلى أحوال المسلمين ويرون ما يرون من تفشي للأمية والفقر والتخلف بينهم وعدم التزام شريحة كبيرة منهم بالشريعة الإسلاميةوعدم تمتعهم سياسيا بدولة مركزية تمتلك الاستقلالية في اتخاذ القرار وغير ذلك من العلل، يصابون بهذا الشعورالسلبي تجاه الأمة الإسلامية جمعاء.ولعلهم مصيبون في شيء من ذلك لو نظرنا إلى الأمةالإسلامية بنظرة سطحية مثالية مجردة، ولكن إذا أمعنا النظر، ودرسنا أوضاع الأمة الإسلامية دراسة فاحصة آخذين بعين الاعتبار الظروف التأريخية التي مرت بها هذه الأمة يتبين لنا خطأ هذه النظرة ومدى خطورة شيوعها في الأوساط المسلمة وذلك للأسباب التالية:

ا- مع الأسف الشديد فإن المسلمين بعد سقوط الخلافة عام 1924 وحتى الآن( أي  منذ أكثر من ثمانين عاما )يعانون من ا نعدام المحورية والمركزية، ولا يخفى على ذي لب ما للمحور من دور وأهمية في تجميع الأمم وتوحيد صفوفها تجاه التحديات العالمية.كانت الخلافة ـ حتى في أضعف فتراتهاـ شوكة في عيون الأعداء  ورمزا لوحدة الأمةالإسلامية تهابهاالأباطرة العظام وتقشعر منها جلود الخصام، ولكن بعد سقوط الخلافة أصبح المسلمون كجثة هامدة مزقتها ذئاب الاستعمار بأنيابها ثم قسمتها فيما بينها ثم التهمتها التهاما، وعلی الرغم من ذلك استطاع المسلمون أن يحتفظوابدينهم وهويتهم في ظل الحكومات العميلة والمناهج الماسونية حتى يومنا هذا وذلك فضل من الله آتاه هذه الأمة.

ب- إنّ هذه النّكسة -لو صح التعبير- التي تعيشها الأمة الإسلامية لم تمر بها في تأريخها لأول مرة كما أنها لاتمر بها  للمرة الأخيرة، فقد مرت بهذه الأمة أزمات ونكسات أدهى وأمر من هذه، ولكنها استطاعت أن تتجاوز كل هذه الصعوبات والتحديات بسلامةوتستعيد عافيتها من جديد، لقداستطاع المسلمون أن يتجاوزوا حملة الصليبين ومن بعدها حملة المغول التي يئس عامة المسلمين من التغلب عليها حتى صار في فترة من الفترات المثل الشائع( إذا سمعت أن التتار انهزمت فلا تصدق)وذلك لبطش التتار وجبروتهم وهيبتهم في قلوب المسلمين، ومن الطريف أن هذه الأسطورة التي ظنها كثير من الناس غير مقهورة، انهزمت لأول مرة في تاريخها على يد سلطان من سلاطين المماليك وهو سيف الدين قُطز، ثم توالت هزائمها على يد الملك الظاهربَيبَرس وهكذا تحطمت الأسطورة غير المقهورة،ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل وصل الأمر إلى واحد من سلاطين المغول ،وهو بركة خان، أنه أسلم وأشهر إسلامه ،ولعل هذا ما لم يحدث فی التأريخ ـ حسب ما أعلم ـإذ أن المغلوب دائما منطبع على اتباع الغالب وليس العكس ولكن أن يتبع الغالب دين المغلوب فهذا بخلاف العادة .وخرج من صلب هؤلاء الغزاةالمشركين ثلة من الملوك المسلمين الذين حكموا الهندوتركوا فيها بصماتهم التي يعتز بها المسلمون في الهند وخارجها حتى الآن - كتاج محل وغيرها- ولم يحكم المسلمون الهند بأكملها غيرهم حتى يومنا هذا،فيجب أن لا نيأس من الواقع الذي نعيشه،فلنعتبرمن الماضي  ولنتطلع إلى المستقبل.

  ج ـإن الحالة المأساوية التي حلت بالمسلمين هی نتيجة حتمية للركون إلى الدنيا والتخلي عن الدين والسعي الحثيث وراء المناهج البشرية والقوانين الوضعية بدلا من الشريعةالربانية حتى لم يبق للمسلمين والبلاد الإسلامية إلاأسماء جوفاء، فمن الظلم حقا أن نعزو تخلف المسلمين عن ركب الحضارة الغربية إلى الإسلام وشرائعه وقوانينه، بل العكس هو الصحيح أي أن المسلمين لم يذلوا إلا بعد أن أغلقوا على أنفسهم بابين:

 الف ـ باب الجهاد(النشاط العملي)ب- باب الاجتهاد(النشاط العقلي)

فمنذ أن أهمل المسلمون هذين الركنين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة مصداقا لقوله عليه الصلاةوالسلام:( " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ") ويا له من حكمة

د-نحن لا ننكر أن الأمة الإسلامية أصيبت بانهزام نفسي بعد إصابتها بالانهزام العسكري في النصف الأول من القرن العشرين وذلك لهول الصدمة التي تلقتها من الأعداء، ولكنها ما لبثت أن أفاقت من غفوتها وعادت إلى رشدها شيئا فشيئا في النصف الثاني من القرن الماضي،وذلك عندما برزت الصحوةالإسلامية المباركة في الساحة العالمية،وفرض الفكرالإسلامي نفسه كمنافس وند للفكر الغربي الرأسمالي الليبرالي، وأدرك الغرب عندئذ أنه يواجه فكرا أخطر وأشرس من الفكر الاشتراكي الذي استنفد قواه في مواجهته،ولذلك جاء وراجع حساباته من جديد وتوصل إلى نتيجة فحواها:أن المعسكر الإشتراكي ليس هو الخطر الذي يهدد كيان المعسكرالرأسمالي، ولكن الخطر يكمن في المعسكر الإسلامي، ولذلك صوب فوهة بندقيته نحوالعالم الإسلامي بكل ثقلها بحجةمكافحة الإرهاب أو محاربة الأصولية أو ما شئت من تسميات.

 ولسائل أن يسأل ما هوالإرهاب ؟ ومن هو الإرهابي؟ في الحقيقة لا يوجد تعريف دقيق متفق عليه لهذه الكلمة حتى هذه اللحظة حتى في أوساط الذين يرددونها بملء أفواههم آناء اليل وأطراف النهار؛ فالحرب على الإرهاب حرب حقيقية ضد عدو وهمي، يمكننا أن نوجزها كما يلي:

  هي: حرب على كل من لايدور في فلك أمريكا، والمسلمون في صدر هذه القائمة الحربية،وإلا فكيف لا يوصف بالإرهابي من يقتل عشرات بل الآلاف من النساء والأطفال والشيب والشباب في العراق وفلسطين والشيشان وكشمير وأفغانستان وتوجه سهام الاتهام إلى من يدافع عن دينه وعرضه ووحدة أراضي بلده؟  أ ليس هذا تناقض  يضحك الثكالى؟ ولعل ما يحدث في عالمنا اليوم هو ما تنبأ به صاموئل هنتنغتون في كتابه الشهير(صدام الحضارات) حيث تنبأ بأن  مقومات الصراع تجاه الحضارة الغربية والتي لا يمكن أن تتعايش وتتصالح مع تلك الحضارة هي الحضارة الخضراء أي حضارة الإسلام، فالصراع  حسب زعمه قادم لا محالة.

نحن لا ننكرأننا لا نستطيع حاليا أن ننافس الغرب تقنيا ولكن نستطيع أن ننافسه فكريا وهذا ما يكدر خاطره، لأن حرب اليوم هي حرب الأفكار أكثرمن أن تكون حرب البنادق وذلك يفسر تركيز الغرب على العالم الإسلامي عامة والشرق الأوسط خاصة، ومن هذا المنطلق ينبغي لنا أن نعتز بالفكرالذي نمتلكه وبالدين الذي نتشرف بالانتساب إليه.

هـ ـإذا قارنا واقعنا اليوم بواقعنا بالأمس نجد أن الصحوةالإسلامية قد آتت ببعض ثمارها على سبيل المثال: إذا قارنا نسبة الملتزمين بالشعائر الدينية كالصلاة والحجاب والصوم والحج والخ في زماننا هذا بالماضي القريب( قبل ثلاثين أوأربعين سنة) سواء في البلاد الإسلامية أو في البلادالغربية، نجد تقدما ملحوظا أو تزايدا ملفتا  للنظر في النسبة المذكورة فمثلا:

 *بينما كان الحجاب يعد رمزا من رموز الرجعية والتخلف في كثير من البلدان الإسلامية في الماضي أصبحت النساءالمسلمات اليوم يتباهين بالحجاب ليس فقط في البلادالإسلامية فحسب ،بل في البلاد الغربية، وما ضجة الحجاب في فرنسا وتركيا عنا ببعيد.

*بينما كان المسلمون في الماضي منبهرين بالحضارةالغربية معجبين بها، ليس فقط في أوساط العامة بل تعدىذلك إلى العلماء، وكان الغرب يستقدم المسلمين من البلادالإسلامية، إما طمعا في انصهارهم في المجتمعات الغربيةأو للحصول على أيادي عاملة رخيصة، نجد المسلمين الآن أصبح لهم تأثيرهم على المجتمع الغربي وبدأوا يوثرون عليه بدل الانصهارفيه، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن المسلمين يزيدون ولا ينقصون سواء بالهجرة أو بالإنجاب، خلافا للغربيين الذين ينقصون بسبب إعراضهم عن الإنجاب لأسباب عديدة، وهذا ما جعل الغرب يراجع حساباته ويضع حدا للهجرات غير القانونية إلى هذه الدول أو تقوم بتضييق الدائرة على المسلمين بحجج واهية كالإرهاب  وغيره.

*بينما كان العلمانيون والماسونيون والشيوعيون وأشباههم في الماضي يصولون ويجولون كما يشاؤون وكانت أصواتهم مسموعة وكتاباتهم مقروءة  وأقدارهم مرفوعة، أصبحت الآن بضاعتهم كاسدة وأفكارهم فاسدة، لا نجد من يرغب فيها إلا من أصحاب القلوب المريضة، والعقول البليدة وليس ذلك إلا لأن هذه الأفكار غريبة عن كيان هذه الأمة، ولذلك نجد من بين هؤلاء من يرجعون إلى رحاب الإسلام بخاصة في الدول العربية ويعترفون بعظمة الإسلام وعلو قدره بين الأنظمة الأرضية والسماوية بعد أن أدركوا أنهم كانوا ينتمون إلى أغنى مدرسة فكرية وروحية في العالم وهي مدرسة الإسلام العظيم.

*بينما كان المسلمون في الماضي القريب لا يحسب لهم أي حساب وكان أكثر تركيز الغرب و توجهه لمواجهة الشيوعية، يحسب الآن لهم ألف حساب،ووجه الغرب سنان رمحه نحو العالم الإسلامي، وصارت أعداء الأمس (الشيوعيون) أصدقاء اليوم في مواجهةالعدو المشترك، أليس كل ذلك دليلا على أننا نحن المسلمين مع كل السلبيات ا لتي نعانيها،أحياء بين الشعوب والأمم- فإن الميت لا يضرب- وأننا بدأنا نتقد م؟ أقول بدأنا ولكن ليس بعد.

و- انطلاقا من إيماننا بأن الأمة الإسلامية هي الأمةالوسط التي ا ختارها الله لتكون شهيدا علی الناس وإيماننابأن نبي هذه الأمة هو النبي الخاتم الذي ختم به النبيون،والكتاب الذي أنزل معه هو المعجزة الخالدة التي فاقت جميع المعجزات فنقول:  إن هذه الأمة لا ولن تزول من الساحة العالمية أبدا ولن يبق هكذا في مؤخرة الأمم،لأنها تحمل رسالة خالدة  للبشرية جمعاء إلى يوم القيامة، وهذه الرسالة هي التي أهلتها لتكون خير أمة أخرجت للناس، فهي قد تنعس وقد تنام وقد تفتر وقد تمرض ولكنها لن تموت وهذا ما أثبته التأريخ، لأن بموتها تموت الأمم جميعا وتقوم الساعة حينذاك، وهاهي الصحوة الإسلامية قد ظهرت ثمارها في شتى أنحاء العالم وهي تمضي في طريقها لتعيد الأمل إلى الأنفاس اليائسة وتثبت للعالمين كافة بأن دين محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الوحيد الذي يمتلك مقومات البقاء وهوالذي يمكنه أن ينقذ البشرية من  دياجير الكفروالفسق والإباحية والإلحاد إلى نور الإسلام.

  ز- قد يزعم البعض بأن الغرب بحضارته وثقافته وزخرفته كان هكذا منذ أن خلقت السموات والأرض وسيبقى هكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهؤلاء غافلون أو متغافلون عن تأريخ الغرب، الغرب الذي نعرفه اليوم، كان غارقا في بحرمن الجهل والظلمات بالأمس القريب، بينما كانت  منارات العلم والمعرفة تتلألؤ في سماء بغداد والقاهرة وغرناطة وقرطبة ودمشق، كان الغربيون في أوربا يعادون العلم والعلماء وكان أشرافهم يتفاخرون بالأمية والجهل، والكنيسة كانت تحاكم العلماء في محاكم التفتيش فتصدرعليهم أحكاما إما شنقا أو رميا في النار حيا أو تعذيباحتى الموت، وكانوا يعدون القذارة والوساخة نوعا من القداسة، وأثرعنهم أنهم كانوا إذا مات فيهم أحد من القديسيين قالوا(رحم الله قديس فلان، مات ولم يمس جسمه ماء)وهاهم الآن يعلموننا زورا وبهتانا بأن العلم والحضارة قد بدأ من الغرب وسينتهيان- كما يقول فوكوياما في كتابه نهاية التأريخ- إلى الغرب، والغرب كان، ولم يكن هناك شيء وسيستمر هكذا إلى قيام الساعة.

  ولكن قرآنناقد علمنا أن لله سننا تسير الكائنات وفقها،ومن هذه السنن سنة التداول قال تعالى:(إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم الشهداء والله لايحب الظالمين) وليس الغرب بمعزل عن سنة التداول، فبزوغ شمسه في الساحة العالمية  كان بسنة التداول وسيكون أفوله أيضا  بسنة التداول وهكذا دواليك هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أعمار الأمم- بخلاف الأفراد-لاتقدر بالعشرات ولا بالمئات من السنين، فقددخلت الأمة النصرانية في القرن الواحد والعشرين من عمرها ودخلت الأمة الإسلامية في القرن الخامس عشر من عمرها، فكما أن الفرد في مسار حياته يتعرض لتحديات وعقبات،والحياة بالنسبة له ليست روتينا، فكذلك  حال الأمم،يتعرضون لتحديات وعقبات في مسيرة حياتهم،فإذا كان الفرد يحتاج إلى تجاوز التحديات والعقبات إلى سنة أو سنتين،فالأمة تحتاج إلى قرن أو قرنين من الزمان لتجتاز الظروف الصعبة نظرا لطول عمرها وضخامة مشكلتها، فمثلا احتلال المسجد الأقصى على أيدي الصليبين استغرق تسعون عاما كاملا (من1097م إلی1187م) والحروب الصليبية الثمانية استغرقت قرنان من الزمان(من1095م وحتى 1295م)وقريبا من هذا استغرقت حملة المغول، فلا ينبغي أن يغرنا الواقع الذي نعايشه ونغفل عن سنة الله في الكون، لأن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك كما قال علي رضي الله عنه.

  قد يقول قائل: أ نت متفائل جدا؛ لماذا أغمضت عينيك عن كل السلبيات التي نراها في واقع المسلمين؟ هل يمكن أن يكون لنا بصيص من الأمل في ظل وجودهذه السلبيات في واقعنا اليوم!!؟؟

أقول :لم أغمض عيني أبداً ولكني لست من الذين ينظرون إلى الجزء الفارغ  من الفنجان ويتجاهلون الجزء الممتلئ، بل أنا من الذين ينظرون إلى الجزء الممتلئ والفارغ معا ويضعون أملهم في الجزء الممتلئ ويسعون جاهدين في ملء الفراغ وأنا متفائل لأني ذكرت الأسباب التي تدعونی إلى التفاؤل، وإضافةإ لى ذلك فإني لست متفاءلا فحسب، بل واثقا بنصر الله لأن الله  وعدنا  أن النصر قادم  للذين آمنواوعملوا الصالحات وعلّمنا أن لا نيأس من روح الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.نحن بحاجة إلى من ينفخ فينا روح الأمل بشيء من الواقعيةوالتفاؤل، لأن الأمل والتفاؤل يدفعاننا إلى الإقدام، لاإلى من يدفعنا إلى اليأس والتشاؤم لأن اليأس نقيض الإيمان وهذا ما يريده منا أعداء الإسلام أن نركن إلى اليأس والقنوط ونقف مكتوفي الأيدي لا نغير شيئا ولانصلح حالا!! ثم إن النصر الإلهي لا يأتي إلا في أحلك الساعات وأشد الأزمات مصداقا لقوله تعالى:(أم حسبتم أن تدخلواالجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والّذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب )وكما قال الإمام الشافعي:

ورب نازلة يضيق بـها الـفتـى

ذرعـاً وعند الله منها الـمخرج

ضاقت ولما استحـكمت حلقاتها 

فرجـت وكنت أظنهـا لا تفـرج 

فلندع النظرة التشاؤمية ولنسر على بركة الله.