الجزء الأول:الجغرافیا الطبیعیة أ: المواصفات الجغرافیة تحتل محافظة البلوشستان 11 بالمئة من إجمالي مساحة البلاد وتبلغ مساحتها قرب 178431 کیلومترا مربعا ذات الکثافة السکانیة المنخفضة جدا ومرکزها مدینة زاهدان. وتمتد محافظة بلوشستان علی طول الساحل الجنوبي 300 کیلومترا وتحدها من الشرق باکستان وأفغانستان ومن الشمال محافظة خراسان و من الغرب محافظة کرمان وتتکون من سبع مدن و29 قصبة و 16 بلدة و92 منطقه ریفیة و6038 قریة. ب: الملامح الطبیعیة تعتبر جبال بلوشستان من جبال إیران المرکزیة وتشتمل علی سهل لوط الشرقیة ومرتفعات سهل جازموریان الشرقیة والجنوبیة وتنقسم إلی قسمین:

1- جبال سیستان وتحد صحراء لوط من الغرب و سهل سیستان من الغرب.

2- جبال بلوشستان التي تنتشر جنوبي جبال سیستان بین صحراء لوط وجازموریان وصحراء ماشکل وشواطئ بحر العمان ومن أهم مرتفعاتها جبل تفتان وجبل بزمان وجبل بیرک وجبل ملک سیاه.

ومن أهم أنهارها یمکن الإشارة إلی نهر هیرمند ونهر بمبور ونهر کاجو ونهر سرباز ونهر باهوکلات ونهر کهیر ونهر ماشکید ونهر رابج ونهر سیانجان وعلاوة علی هذا تقع فیها البحیرتان هامون وجازموریان. وبالنسبة لمناخ المحافظة أنه في الجزء الصحراوي حار وجاف ذو الأمطار الخفیفة والرطوبة القلیلة وریاح الـ 120 یوما من أهم أسباب انجراف التربة وإعادة انتشار الکثبان الرملیة وامتلاء الأنهار وقنوات الري وتعدیل درجة الحرارة في موسم الصیف.

وترتفع درجات الحرارة في محافظة بلوشستان أثناء موسم الصیف لقربها من خط الاستواء حیث تزید في کثیر من المدن علی 40 درجة ولکن الشتاء معتدل نسبیا مع البرودة الشدیدة وهطول الأمطار في بعض المناطق المرتفعة وتعتبر المحافظة ألأکثر جفافا من بین المحافظات الإیرانیة.

الجزء الثاني: الجغرافیا الاقتصادیة

الزراعة وتربیة المواشي ولتوفر المرافق الملائمة وإمکانیة التطویر والتنمیة یمکن اعتبار المحافظة کمرکز للتنمیة بجنوب إیران ولفترة کانت تعتبر شونة إیران وقد تم اختصاص أراض کبیرة من المحافظة بزرع المنتجات الزراعیة والبستانیة ومن أهمها القمح والشعیر والرز وبنجر السکر والقطن والحمضیات والخضروات والفواکه والتمور.

وفضلا عن الزراعة تعتبر تربیة المواشي من أهم الطرق السائدة لتحصیل الرزق في المحافظة ولکنها تواجه مشاکل عدة کظروف بیئیة غیر الملائمة والجفاف وقلة الأمطار وانتشار الأمراض المختلفة والاستخدام العشوائي للمراتع. وبالنسبة للمصاید تعتبر میناء کنارک الأکثر نشاطا من بین الموانئ في المحافظة.

الصناعات والمناجم

وفي عام 1413هـ بلغ عدد الورشات الصناعیة في المحافظة حوالي 1585 واحدا صناعیا واشتغل فیها أکثر من 1280 نفرا؛ وتعتبر صنائع المنتجات الغذائیة والمنسوجات والمعادن غیر الحدیدیة والکهرباء من أهم الصنائع في المحافظة. وتصمیم السفن من أقدم الصنائع في جنوب المحافظة ومصنع بلوج للمنسوجات في طریق ایرانشهر – بمبور من المصانع الهامة التي تم تنشیطة سنة 1310هـ.

وبالنسبة للمعادن یمکن الإشارة إلی معدن النحاس والکرومیت والمنغینیز والکرانیت وخام الحدید وحجر الکلس ومعادن أخری.

الجزء الثالث: الجغرافیا التاریخیة

سبب التسمیة تتألف عنوان المحافظة من کلمتي سیستان وبلوشستان وسیستان کانت تسمی قدیما "زرنگ" وقد أشار إلیها داریوش الهخامنشي في نقوشه؛ والبعض یعتقدون أن سیستان کان أصله سکستان وسجستان وتحولت إلی سیستان في اللغة الفارسیة الدریة. وفي النقوش المسماریة القدیمة لداریوش الهخامنشي في بیستون وتخت جمشید قد أشیرت إلی بلوشستان بعنوان "ماکا" أو "مکه" وکانت تعتبر المحافظة الرابعة عشر وکانت تسمی "کوسون" في عهد الساسانیة. إن هذه الأسماء کانت شائعة بین الناس قبل مجیء الإسلام ولکن حین دخل المسلمون في هذه المنطقة سمیت "مکران" وجاءت في آثار علماء الجغرافیا المسلمین؛ وبعد مهاجرة البلوش من کرمان وسیستان إلی هذه المنطقة أطلق علیها اسم بلوشستان نظرا لغالبیة جنسیة سکانها.

الخلفیة التاریخیة

إن مکران والمناطق الساحلیة بجنوب شرق إیران کانت إحدی المحافظات في عهد المادیین خاصة أوان حکم آستیاک 550 ق.م وأشیرت إلیها بعنوان "پاریکانیان" وقد تم فتح المناطق الشرقیة منها مکران بید کوروش الکبیر؛ وفي عهد داریوش الکبیر کانت تعتبر ماکا أو مکران جزءا من هضبة إیران وفي عهد الإمبراطوریة الأشکانية خاصة في عصر مهرداد الأول کانت مکران کسائر الولایات الإیرانیة جزءا من أراضي الدولة البارثیة ومع سیطرة الساسانیة علی إیران قسّم أردشیر الأول بلاد إیران إلی 33 ناحیة مستقلة وکانت مکران واحدة منها والحاکم المستقل والموصي کانت تسمی شاه. ومع ظهور بوادر ضعف الدولة الساسانیة وذورة الفتوحات الإسلامیة في سنة 24هـ أرسل عمر بن خطاب رضي الله عنه سهیل بن عدي وعبد الله بن عتبان لفتح کرمان و مکران فتم لفتحها بیدهما فتقبل أکثر سکانها الجزیة وبعضهم اعتنقوا الإسلام. وفي عهد الطاهریة تم اعتبار بلوشستان جزءا من دولة سند وقام یعقوب لیث الصفاري بفتحها سنة 250هـ.

وقد حکم الملوک السامانیة علی خراسان وکرمان وبلوشستان وسند وسیستان حتی سنة 379هـ وحینئذ استولی علیها الملوک الدیالمة سنة 304هـ وفي عهد السطان محمود والسلاجقة قد تم تبادلها بینهم وبین البلوش ونشبت بینهم معارک ضاریة. وفي سنة 628هـ متزامنا مع اقتحام المغول البلاد الإیرانیة جاء السطان جلال الدین خوارزمشاه من هند إلی مکران وقام بجمع العتاد والأفراد للقتال علی المغول وهذا الأمر أغری جنکیزخان لکي یرسل جغتای وقام باقتحام هرات والحیلولة دون السلطان جلال الدین فهزمه جغتای ونهب مکران بلا هوادة ورحمة.

وفي سنة 749هـ تم فتح بلوشستان بید أمیر مبارز الدین وأغار علیها تیمور سنة 800هـ وتعین السطان أویس حاکما لبلوشستان وحکم علیها حتی سنة 824هـ. وفي عهد الصفویین استولت الطائفة القزلباشیة علی أراضي بلوشستان ومناطق کیج ومکران وأعاد شاه عباس اقتحامها سنة 1017هـ إثر التمرد والاضطراب التي وقعت فیها وفي سنة 12415هـ في عهد القاجار أوان حکم محمد شاه القاجار قام حبیب الله خان ترکمن باستیلاء علی قلعة بمبور وقتل کثیرا من الناس وأسر آخرین وشرد کثیرون إلی الجبال الحدودیة.

المعالم الأثریة

وأهم المعالم الأثریة والأبینة التاریخیة بسیستان هي: رام شهرستان وزاهدان کهنه ومدینة زرنج الأثریة ومدینة سابوري شاه وکندرک والمدینة المحروقة (شهر سوخته). وفي منطقة بلوشستان: في مدینة إیرانشهر یمکن الإشارة إلی قلعة إیرانشهر القدیمة وقلعة بمبور والتلال القدیمة والأثریة (دامن ومحترم آباد وبیب وفیروزآباد وراسک ومسکوتان)

في مدینة جابهار التلال الأثریة وقلاع (دزک وکوهک وسیب وکشت وزابلي) والشجرة القدیمة بقریة سرجو. ا

للغة وجنس قوم البلوش

اللغة اللغة البلوشية من أهم اللغات بجنوب شرق إیران ولتوافر الألفاظ القدیمة تعتبر من أهم اللغات الإیرانیة وهي تشابه اللغة البهلویة الأشکانیة واللغة السائدة في أوائل الساسانیة ولصعوبة التنقل والسفر إلی هذه المنطقة وعدم اندماجها مع اللهجات الأخری بقیت اللغة البلوشية أصیلة ولم یحدث تغییر ملاحظ فیها. ونظرا لعلم اللغات ومعرفة جذر عدید من الکلمات وسابقة بعض المصطلحات الشائعة في اللغة الفارسیة تعتبر اللغة البلوشية من أهم المصادر اللغویة وهي تنقسم إلی قسمین:

• البلوشي الشمالي أو سرحدي التي انتشرت في زاهدان وخاش وسیستان.

• البلوشي الجنوبي التي انتشرت في سراوان وسرباز وجابهار.

العرقیة

یری المحللون بأن قوم الآري کانوا یعیشون في العصور القدیمة فی سهل بامیر وآسیا الوسطی وأرمنیا ومرتفعات کاربات وسواحل نهر دانوب وآلمانیا وإسکاندینافیا وبعبارة أخری في أروبا وآسیا. إن هؤلاء قد ترکوا تلک الأراضي منذ 4000 سنة قبل المیلاد لازدیاد عدد السکان وهاجر کل فریق منهم إلی جانب وأقاموا فیه؛ فبعضهم هاجروا من طریق خوارزم نحو بلخ وحوالیها وسکنوا شمال شرقي إیران وقد سیطرت الملوک الهخامنشیة علی جزء کبیر من هذه المناطق وحکموا علی ساکنیهم.

ومما لاشک فیه أن قوم البلوش الدؤوب قد انحدر من هذه الأقوام وتوافدوا إلی هذه المنطقة بعد مرورهم من الأجزاء الشمالیة؛ ومشابهة اللغة البلوشية إلی لغة المادیین الأثریة تؤکد علی هذه الحقیقة ونظرا إلی بعض البحوث والقیاسات التي قد أجراها العلماء الإتثولوجیا في طول الأشخاص بین کافة القبائل منها شعب البلوش، قد تظهر أن سمات قوم البلوش العرقیة تشابه إلی حد کبیر بقوم الآري وبالتالي یمکن القول بأن قوم البلوش من الأقوام الإیرانیة والآرية کالأکراد واللور والفُرس والآذریین والتاجیک.

إن قوم البلوش ذوو قامات طویلة وممدودة ومعدل طولهم یبلغ من 170 إلی 190 سنتي مترا مع وجوه عریضة وشعور کثیفة وجماجم کبیرة وأنوف عریضة وأعین کبیرة. المعالم السیاحیة بجابهار إن مدنیة جابهار واقعة بأقصی جنوب إیران وعلی بعد 761 کیلومترا من مدینة زاهدان وقدیما کانت تسمی "تیس" وأطلال مدینة تیس باقیة علی بعد 5 کیلومترات من المدینة وکان میناء تیس ذا أهمیة بالغة آنذاک ولکنها تضاءل ازدهارها في القرن الأخیر وقد نالت بعد الثورة مزیدا من الاهتمام لأسباب مختلفة. ومیناء جابهار ذو أهمیة إستراتجیة خاصة وتعتبر الآن إحدی مناطق التجارة الحرة في إیران.

 

تاریخ زاهدان

إن مدنیة زاهدان التي تعتبر مرکز المحافظة لیست لها سابقة طویلة وفي مستهل مُلک فتحعلي شاه القاجاري کان هناک بئرا وکان یستریح المهاربون حوالیه ساعة من اللیل بعد فراغهم من الإغارة علی القوافل التجاریة ونهب ممتلکاتهم وکان البئر محیطة بغابات کثیفة من الأشجار الأثل والطرفاء والیوم لا یوجد لها إي أثر في المنطقة. ففي سنة 1271هـ قام أحد من الأهالي بحفر قناة فیها ونشأ فیها قریة صغیرة کانت تسمی "دزدآب" وبعد مضي أربع سنوات جاء خبراء من بلجیکا من موظفي الحکومة الإیرانیة وقاموا بإنشاء بیت الجمارک فیها وفیما بعد أضیفت تدریجیا علی مساحة دزدآب وعدد سکانها. ومنذ سنة 1270هـ تم تحویل اسم دزدآب إلی زاهدان وظهر فیها أول علامات التحضر بإنشاء السلک الحدیدیة من کویته إلی زاهدان وبعد تطورات التالیة تحولت زاهدان إلی مرکز المحافظة؛ فزاهدان مدنیة جدیدة تقع قرب حدود دولتي باکستان وأفغانستان.

المشاهد السیاحیة

1- منطقة التجارة الحرة
2- الشجرة القدیمة في تیس کوبان
3- کهف تیس

4- ملاذ الحیوانات البریة (التمساح) في باهوکلات

5- تل کل أفشان في کهیر

6- قلعة تیس القدیمة

7- مزار غلام رسول

8- جامع تیس

9- قلعة البرتغالیة

دور الحرف الیدویة في حیاة المواطنین البلوشیین

إن محافظة بلوشستان ذات مناخ حار وجاف وینقسم مواطنیها إلی المقیمین والبدویین. وبالنسة للمقیمین تعتبر الزراعة مصدر دخلهم الرئیسي وأما البدویین یشتغلون بتربیة المواشي ومع الأسف قد انخفضت هذه المشاغل إثر موجة الجفاف القاسیة التي ضربت المنطقة وبالتالي التفت المواطنون إلی نشاطات غیر زاعیة. إن الحرف الیدویة تعتبر إحدی مصادر الدخل لدی البلوشیین وتتم فعلها في الغالب من قبل النساء لأنها لیست لهن في البیوت نشاطات عدیدة بسبب حیاتهن المتواضعة جدا ولا یسمح لهن العمل خارج البیوت بسبب الرسوم والعقائد الشائعة بین الرجال وبالتالي أي بنت أو امرأة بلوشیة تعلم التطریز من أجل تزئین ملابسها وتساعد الأسرة من جهتها.

صناعة الخزف والسجادات الیدویة ونسیج الکیلیم والتلبید التي تعتبر من الأعمال الشاقة کثیرا ما تتم فعلها من قبل النساء. ومن أهم الحرف الیدویة في المحافظة یمکن الإشارة إلی نسج السجاد ونسج الکیلیم وصناعة الفخار ونسج الحصیرة ونسج الستار وحیاکة الخیام والتلبید والخراطة وتطریز الملابس وتطریز المرآة و...

نسج السجاد

إن بدایة نسج السجاد ترجع إلی ألفي سنة قبل هذا تزامنا مع استقرار الأقوام السکایي في سهل سیستان وانخراطهم في الزراعة وما زالوا کانوا یحافظون علی الحیاکة وکانوا ینتجون السجاد والکیلیم وقد عثرت في قبورهم في مناطق من سیبري علی بقیة من السجاد والکیلیم واللباد. وکما جاءت في مکتوبات الفترة الإسلامیة المبکرة کانت هناک أفضل المنسوجات الحریریة والصوفیة وسمعة منسوجات سیستان في مستهل العصر الإسلامي تظهر خلفیتها العریضة والرائعة في المنطقة والعثور علی سجاد "بازیریک" یبین لنا بأنه تم نسجه بید الأقوام السکائیة وربما کان السکائیون أولی الذین قاموا بنسج المنسوجات الرائعة.

وتصامیم سجاد سیستان کالنقوش التراکمیة والنقوش الرئیسیة کالبلوشي ومددخاني وفتح اللهي لها زبائن في محافظات کرمان وخراسان ومازندران وانتقلت بشکل ذاتي من جیل إلی جیل.

نسج الکیلیم

ونسج الکیلیم من الحرف الیدویة التي تشاهد في محافظة بلوشستان ویتم نسجه من قبل النساء الراعیات البدویات ویستعملن صوف الأغنام في نسجها. إن نقوش الکیلیم أکثرها تقلیدیة دون أي نمط محدد وکثیرا ما تستعمل التطریز البلوشي باللون الأسود والأحمر والبنفسجي وقلیل من اللون الأبیض أو الأصفر.

التطریز

إن التطریز من المجالات الرئیسیة والرائعة للحرف الیدویة وانتشرت سمعته إلی أبعد من حدود المحافظة وکثیر من الشعوب یتعرفون علی البلوشستان بواسطة هذا الفن الرائع؛ إنه فن جمیل ودقیق وذو خلفیة عریضة ولا یعلم أحد متی شاع وعمّ في إیران ومن المؤکد أن النساء البلوشیات التي تتراوح أعمارهن بین أربعة إلی أربعین سنة یقمن بهذا العمل.

وفي حیاة بلوشیات البسیطة والبعیدة عن الترف ربما یکون التطریز من أهم طرق تزئین الملابس وهن یخلقن بیئة جمیلة وملونة مع نقوش الزهور والنباتات ودمج الألوان ما یدور في أذهانهن وکما تریدونها.

صناعة الفخار

تعتبر مدینة "کلبورکان" الواقعة علی بعد 30 کیلومترا من مدینة سراوان مرکزا لإنتاج الفخار الذي یتمایز من جهة اللون وکیفیة الإنتاج عن صور الفخار الأخری ویتم إنتاجه من قبل النساء؛ وفي صناعة الفخار یقوم الرجال بحمل التربة من التلال إلی مکان الصناعة وإعداد الطین وتقوم النساء بسائر مراحل الإنتاج وتصنع منه أوعیة فخاریة کالمراجل والصواني والجرار والأواني للزهور والأکواب و...