ألقى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اليوم أول كلمة له بعد ساعات من إعلانه فائزا بسباق الرئاسة، ضمنها رسائل طمأنة إلى كافة الأطراف في الساحة الداخلية وإلى العالم الخارجي وتعهد بمواصلة ثورة 25 يناير وبالوفاء لأرواح الشهداء الذين مهدوا الطريق لهذا الحدث التاريخي. ووجه مرسي في مستهل كلمته الشكر والتحية "لأرواح الشهداء وأهل الشهداء الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية وفتحوا لنا الطريق لأن نصل لهذه اللحظة". وأضاف "ما كنت لأقف هذا الموقف بهذه الفرحة العارمة لولا توفيق الله ثم هذه التضحيات والدماء الزكية لشهدائها الأبرار". وأكد الرئيس المرسي -وهو أول رئيس مدني للبلاد منذ ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو/تموز 1953- أن مصر على أبواب مشروع شامل للنهضة، ودعا الجميع إلى العمل من أجل مواجهة الفتن والمؤامرات على غرار إنجاز ثورة 25 يناير/كانون الثاني العظيمة التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك. وتعهد الرئيس مرسي بأن دماء الشهداء الزكية لن تضيع هدرا، وتعهد بوفاء الجميع للثورة ولدم الشهداء، وأكد أنه لا مجال للتصادم والتخوين، داعيا لتعزيز الوحدة الوطنية بين كافة مكونات الشعب المصري. وفي هذا الصدد قال إنه اليوم رئيس لكل المصريين في الداخل والخارج بكافة أطيافهم وفئاتهم. وأكد "أننا بحاجة لتجميع الصفوف من أجل العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية" بعد أن استعاد المصريون إرادتهم وحريتهم وطووا صفحة عقود طويلة من الصبر والمعاناة وإهدار الموارد والثروات. رسائل طمأنة كما بعث برسائل طمأنة وتصالح إلى المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن والهيئة القضائية، إذ عبر عن حرصه على الحفاظ على مؤسسة الجيش المصري العريقة التي تحظى بتقدير الجميع. ووجه تحية لرجال الشرطة وأشاد بدورهم الكبير في السهر على حفظ أمن الوطن. كما أشاد بقضاة البلاد وأكد أنه سيكون حريصا على بقاء مؤسسة القضاء مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية. وفي الشأن الخارجي قال الرئيس مرسي إن بلاده ستحافظ على المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله، وستعمل على إقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع المتكافئة بين كل الأطراف. وألقى الرئيس مرسي كلمته بعد ساعات من إعلان لجنة الانتخابات الرئاسية الإعلان عن فوزه رسميا بسباق الرئاسة وسط حالة من الترقب والتوتر في البلاد برمتها على خلفية التأخر في إعلان نتائج جولة الإعادة التي جرت يومي 16 و17 يونيو/حزيران الجاري. ويتوقع أن يتسلم مرسي مقاليد رئاسة البلاد في نهاية الشهر الجاري من المجلس العسكري الذي ظل ماسكا بسدة الحكم منذ تنحي الرئيس مبارك في 11 فبراير/شباط 2011 تحت ضغط الثورة التي اندلعت في 25 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.