معاهدة باریس تم عقدها عام 1928 کمعاهدة عامة من أجل الامتناع عن الحرب وتم توقیعها من قِبل دول ألمانیا والولایات المتحدة وإیطالیا والبریطانیا وبلجيكا والتشيكية والسلوفاكية والیابان وفرانسا وبولندا رغم أن وضع حجر الأساس لمبدأ عدم استخدام القوة ومقاطعة الحرب کان متزامنا مع تأسیس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمیة الأولی ولکن حظر استخدام القوة في معاهدة باریس کان حظرا مطلقا ومستقلا عن میثاق الأمم المتحدة. هذه المعاهدة التي دخلت حیز التنفیذ عام 1929 وفرت الأرضیة لدعایات العموم الأروبي وتحسین العلاقات بینها وتمت إزالة لوحات وزارة الحرب من کل دول العالم واستبدالها بوزارة الحرب في العالم استنادا بمبدأ الدفاع عن النفس في القانون الدولي. هذه المعاهدة کانت ولا تزال ذات مصداقية وهامة ولها ائتمان عالمي.
ولکن السؤال الذي یطرح نفسه هو لماذا لم تمنع هذه المعاهدة الحروب المحلیة والإقلیمیة وحروب القارات حتی الحرب العالمیة الثانیة؟ للرد ینبغي أن نقول: للبشر الذي قضی عمره في الحروب والصراعات وأعمال العنف على مدى آلاف السنین الماضية وبحثت عن شرعيته في التغلب والهيمنة وظل فخورا بقوة الذراع والقتال وکان السلام استثناء تأریخیا وخلافا للقاعدة ، یستغرق وقتا طویلا حتی تستبدل هذه القاعدة الدولیة إلی العقیدة ثم السلوک. في القریة العالمیة وفي عصر الشقاق والتعاقد وإزالة الحدود وبفضل تجربة الحرب المرعبة والمتعلمة لربما یمکن تقصیر هذه العملیة مع أداة وسائل الإعلام الفعالة وبناء العالم الجدید مبینا علی السلام في أسرع وقت ممکن. 
 
کل سنة وخاصة في هذه الأیام وبالتزامن مع ذکر القصف الکیمیاوي لمدینة سردشت أقول في نفسي یا لیتها تم قبول قرار 598 في سنة 1366 الشمسیة بدل سنة 1367 حتی لم تحدث كارثة سردشت الدامية! یا لیتها لم نجرب إبادة مدن حلبجة أو دالاهو سائر المناطق الکوردیة! وأقول مرة أخری یا لیتها لم تکن هناک حرب علی الإطلاق ویتم ضبط جنون صدام باتخاذ الحکمة من قِبل إیران لأنه کان من الممکن اجتناب الحرب کما قال الرئیس الفقید رفسنجاني.
إن کارثة القصف الکیمیاوي لمدینتي سردشت وحلبجة وأي کارثة أخری من هذا النوع لا تنسی وإذا لم تحدث تلک الحرب والقصف الهمجیة لم یمت الناس دون جدوی وأن معاناة الآلاف من الضحايا لا تهدد ضميرنا والیوم لم یجدد الحزن الملتهب لتلک المأساة! المشکلة الوحیدة هي هبوط أسواق الأسلحة لتجار الموت وهذا الهبوط کان یؤدي إلی إلحاق الخسارة بالدول الغربية المفترسة وشرکات كارل كولوم و إيفانتيس من ألمانيا. إذا لم تحدث الحرب والقصف الکیمیاوي لمدینة سردشت کان یخسر صدام حسین ولم یعلق وساما علی صدر علي حسن المجید التکریتي المعروف بعلي کیمیاوي. إذا لم تکن تلک الکوارث یحدث في ملف جناة التأریخ نقصانا لا یمکن تعویضه. الیوم هل یرضی سماسرة الحرب وتجارها وأصحاب القوة والسطوة أن یتخلوا عن أرباحهم ویترکوا تجارة الدماء؟ من غیر المحتمل أن یتخلوا عن أرباحهم إلا أن یقوم النشطاء المدینیون وحرکة السلام العالمي ویجبروهم علی التراجع. 
نحن في الشرق الأوسط نحتاج إلی التفکیر والتعلم من هذه الأحادث المروعة أکثر من الآخرین؛ فإنه لا یزال لم یفت الأوان أن نتعظ ونهتدي إلی الرشد والصواب بأن لا تتکرر مأساة القصف الکیمیاوي في سوریا؛ لماذا أصحبت الشرق الأوسط أکبر أسواق السلاح العالمیة؟ أو لم یحن الوقت لإعادة النظر؟ ألم یحن الوقت لإغلاق ملف الحرب في الشرق الأوسط والالتفات إلی السلام الذي أکد علیه رب العالمین ورسول الرحمة والعقل والفطرة وتجربة الحياة الاجتماعية؟
أرجو وآمل أن یسود السلام والاستقرار في کافة أنحاء العالم ولا تتکرر کوارث ومأساة کالقصف الکیمیاوي لمدینة سردشت في صیف عام 1366 الشمسیة.