حضر الأمین العام لحرکة التوحید الإسلامي في لبنان وإمام وخطیب مسجد التوبة بطرابلس الشیخ بلال سعید شعبان کضیف لمؤتمر "الکل لفلسطین" في طهران وقام بإلقاء محاضرة في مسجد رسالت بطهران یوم الجمعة 26 جمادی الأول. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن الشیخ بلال سعید شعبان قال حول تأثیر علماء أهل السنة بإیران علی العالم الإسلامي: قد رأینا عبر التأریخ الإسلامي أن مجموعة کبیرة من العلماء قد خرجوا من إیران کصاحبي الصحیحین الإمام بخاری والإمام مسلم وسیبویه النحوي والطبراني المحدث الشهیر والإمام محمد الغزالي الفقیه والأصولي والعارف الجلیل و... کل هؤلاء کانوا من إیران وقدموا خدمات عظیمة سجلت في التأریخ.

وتابع شعبان: یقول الله تعالی مخاطبا الناس: "یا أَیهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا ۚ إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلیمٌ خَبیرٌ" [الحجرات:13]. وأن النبي لم یبعث لهدایة العرب فحسب بل لکافة البشر؛ وقال تعالی في وصف نبیه الکریم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: ١٠٧]." وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [سبإ: ٢٨].

وصرح مخاطبا المصلین: إخواني الکرام إذا نظرنا إلی حیاة النبي الکریم لرأینا أن المجتمع آنذاک کان مزیجا من الأقوام واللغات المختلفة منها العربیة والفارسیة والکردیة والرومیة وکلهم کانوا أمة واحدة مجتمعین بعضهم حول بعض مصداقا لهذه الآیة الکریمة "كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ". وأصحاب النبي من بینهم قرشیون کأبي بکر وعمر وعثمان وعلي ومنهم إیرانیون کسلمان الفارسي ومنهم رومانیون کالصهیب الرومي ومنهم الأحباش کبلال بن رباح وکلهم هؤلاء من خارج الحجاز. وصرح شعبان: من بین العرب ومن بین بني هاشم نری أبا جهل وأبا لهب لم یؤمنا للنبي بینما أنه کان قد بعث من أنفهسم ولکن الصحابة من مختلف الأقوام أصبحوا إخوانا بفضل الإیمان ومصداقا لقوله تعالی: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ".

وأضاف الشیخ بلال: بالتأکید أن الألوان والأجناس واللغات لا تکون سببا لتمزیق المسلمین وتفرقهم. وفي وصف المجتمع الذي أسسه النبي صلی الله علیه وسلم أردف قائلا: ما مکانة بلال عند رسول الله؟ إنه کان عبدا حبشیا أسود اللون وقد جاء من قارة أفریقیا؛ کیف تفاعل مع النبي؟ قال علیه الصلاة والسلام في وصفه: أبوبکر سیدنا وأعتق سیدنا یعني بلالا. إن النبي کان یتعامل مع الصهیب الرومي وعمار وسمیة تعامله مع الشیخین والصهرین فیجب أن نتخذ منهم أسوة لنا.

وأعرب الشیخ بلال عن أسفه من وضع المسلمین الحالي قائلا: بینما أن عدد المسلمین یفوق ملیار و500 نسمة ولکن لماذا یتنازعون بینهم؟ وهذا التنازع قد جعلهم ضعفاء عاجزین وبالتالي أدی إلی إهمالهم وتقلص دورهم في الأمم المتحدة والمجلس الأمن. إن السبیل الوحید للخروج من هذا المأزق اللجوء إلی الوحدة الإسلامیة وتطبیق أمر الله تعالی حیث یقول: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعًا وَلَا تَفَرَّقُوا".

وتابع سماحته: کان عمر بن خطاب العرب وصلاح الدین أیوبي الکرد وسلطان عبد الحمید العثماني الترک فاتحي البلدان الإسلامیة وحراس المسجد الأقصی والقدس الشریف فلماذا لا نکون متحدین کأسلافنا ولا نتجنب الخلافات ولا نسعی لبناء أمة واحدة مکونة من جمیع المسلمین؟

وصرح شعبان: إذا أردنا أن نعتز بأسلافنا فعلینا أن نجتاز الخلافات القومیة والجنسیة واللغویة ونکون مصداقا لقوله تعالی: "وَمِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ". إن هذه الفوارق فطریة وطبیعیة وفیها آیة ربانیة؛ فیجب أن نکون حذرین ولا نسمح بالفوارق المذهبیة والقومیة واللغویة والجنسیة أن تعرقل عملیة بناء الأمة الواحدة إنها علامات للتعارف المتبادل ولا فضل لأحد علی آخر إلا بالتقوی.