بحضور حشد كبير من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية، أقيم مساء الأحد في النادي الفلسطيني بلندن مهرجان يوم فلسطين الثامن تحت شعار "القدس تجمعنا"، الذي تضمن فعاليات فنية وثقافية متعددة تحتفي بالتراث الفلسطيني وتؤكد مدى حضور القضية في قلوب أبنائها المغتربين. ورغم إلغاء بلدية "همر سميث" حجز قاعة تاون هيل بوسط لندن في آخر أيام ترتيبات الحفل إثر ضغوط قامت بها منظمات صهيونية في بريطانيا، تمكن فريق عمل من الشباب الفلسطيني من تنظيم الحفل في مقر النادي الفلسطيني بلندن، حيث نصبت خيام ضخمة لتستقبل الحضور والفعاليات. فعاليات متنوعة وأثناء المهرجان، الذي حضره سياسيون وممثلون لمنظمات سياسية واجتماعية وثقافية, قدم الفنان الفلسطيني عبد الفتاح عوينات والفنان السوري يحيى حوا أغاني وأناشيد تفاعل معها الجمهور تفاعلا قويا. كما تضمنت الفعاليات أناشيد وطنية وتراثية ودبكات ووصلات فلكلورية ومحاضرات وندوات ثقافية وسياسية ودينية، ومعارض عن تاريخ فلسطين وبرامج للأطفال، فضلا عن إقامة سوق للتحف والمطرزات الفلكلورية والمنتجات الفلسطينية والأكلات العربية. وخلال حفل التكريم، قدمت منظمات التضامن درع الفخر والاعتزاز للأمينة العامة "لحملة التضامن البريطانية مع فلسطين" سارة كوربين، والناشط الأيرلندي جون هيرسون مؤسس تلفزيون غزة، تقديرا لجهودهما في الدفاع عن القدس وفلسطين. وقال المنتدى الفلسطيني في بريطانيا -الجهة المنظمة- إن التجمع السنوي للجالية هذا العام يعقد في وقت أحوج ما تكون فيه القدس لجمع صف الأمة العربية والإسلامية، وتوحيد طاقاتها من أجل تحرير المدينة المقدسة ومنع استمرار ما تتعرض له من مخططات التهويد والتطهير العرقي. رسائل مهمة ويعد "يوم فلسطين" أكبر تجمع لأبناء الجالية الفلسطينية في بريطانيا وأصدقائهم من مناصري القضية الفلسطينية في المجتمع البريطاني، ويحضره سنويا ما يزيد عن ألف مشارك. وهو يعتبر بمثابة يوم للعائلة الفلسطينية وأصدقائها في الغربة، يلتقي فيه الجميع بغض النظر عن انتمائهم السياسي. وقال مسؤول العلاقات والإعلام في المنتدى، الفلسطيني زاهر البيراوي للجزيرة نت إن هذا التجمع السنوي لأبناء الجالية الفلسطينية وأصدقائهم يحمل عددا من الرسائل المهمة، أبرزها تأكيد الانتماء للوطن والمقدسات رغم الغربة والبعد والحرمان، إذ إن أبناء الجيل الجديد من الجالية يحملون القدس والمقدسات وكل الوطن في قلوبهم، ولن يقبلوا بأي حال بإجراءات التهويد التي يقوم بها المحتل الصهيوني في المدينة المقدسة. ويرى البيراوي أن القدس ستظل في قلوب الفلسطينيين وكل العرب والمسلمين إلى أن يتم التحرير ويتمكن المؤمنون من ممارسة حقهم في العبادة بحرية في المقدسات، ويتمكن أصحاب الأرض الأصليون من العودة إلى وطنهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف. ويعكس هذا اليوم السنوي لفلسطين -حسب البيراوي- أيضا رغبة الجالية الفلسطينية في التواصل مع الجاليات الأخرى العربية والإسلامية وكذلك مع المجتمع البريطاني، وبناء جسور التواصل عبر المعارض الفنية والثقافية والتعريف بالتراث الفلسطيني والأغنية الوطنية التي تعبر عن الألم الذي رافق الفلسطينيين والأمل في العودة.