من يرى الحرب العسكرية والسياسية والمالية والاجتماعية على الإسلام ومحاولات التضييق على أتباعه يعلم بأن الصراع قائم بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، والله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم  بنشر الإسلام ولا يضره كيد الخصوم: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.

وتعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم  بنشر هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، ففي الحديث: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله».

وكان تميم الداري يقول: عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم فيهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية.

وبشرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  بالنصر والرفعة والتمكين لهذه الأمة، فقال: «بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والرفعة في الدين والتمكين».

 وإذا نظرنا إلى وسائل الأعداء للحيلولة دون انتشار الإسلام لوجدناها كثيرة، فهم ينفقون الأموال الطائلة على الإعلام وعلى التعليم والتطبيب والطعام وتوفير المأوى والوشاية بين الحاكم والمحكوم والأسلحة وإدخال جمعيات إلحادية وتنصيرية ونواد للنساء وأماكن للهو المحرم: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.

فما أسباب انتشار الإسلام رغم ضعف إمكانات أتباعه؟

1 - إرادة الله عز وجل لبعضهم بالهداية فيشرح صدره للإسلام ويتعرف عليه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه}.

2 - إحسان بعضهم للغرب عن طريق المال وإنجاز المعاملة والأخلاق الحسنة والهدايا والزيارات ودفع شر عنه أو جلب منفعة مشروعة إليه.

3 - زواج الكثيرات من النساء غير المسلمات بالمسلمين ورؤيتهن المعاملة الطيبة والحقوق التي فقدنها، فضلاً مع تكوين الأسرة تكويناً محافظاً يتفق مع الفطرة.

4 - وجود الأقليات الإسلامية بين الكفار ونشرهم لهذا الدين العظيم، ومعايشة صبرهم وإخلاصهم ورفقهم وتعاونهم ونشرهم المحبة والألفة والإحسان والكرم؛ مما دفعهم للدخول في دين الله أفواجا.

5 - المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن والحكمة والموعظة بين علماء الإسلام وبين أحبارهم ورهبانهم، فعرفوا الحق بالحجة الدامغة والبرهان الساطع والدليل القاطع، ولذلك جاء النداء: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}.

6 - جهود الدعاة إلى الله في نشر الإسلام، ووجدوا أن الداعية الإسلامي لا يريد مالا ولا ثناء، ولكن يريد الأجر من الله تبارك وتعالى.

7 - الفضائيات على قلة إمكاناتها إلا أنها حافظت على دورها الريادي في الإقناع بين العوام ووجدوا بغيتهم.

8 - قلة وجود النماذج الحقيقية عندهم وكثيرا ما تفشل وتعيش في أنانية أو تناقض نفسها أو تعيشهم في أوهام وكذب، بينما وجدوا النماذج في الإسلام ممن يحتذى به، ويعد نفسه سفيرا للإسلام.

9 - حالات الظلم التي وقعت على المسلمين من التنكيل والبطش والتعذيب والقتل والتحذيرات المبالغ فيها، فوجدوا أن هذا حسد من عند أنفسهم، ثم وقفوا وآزروا ونصروا المظلومين وتعلموا دينهم.. وحملات التشويه أعطت مفعولا قويا للمعرفة وملامسة الحق لقلوبهم؛ فكان ذلك سببا لهدايتهم.

10 - وجود الحقائق العلمية التي تحدث عنها هذا الدين في القرآن والسنة، فوجدوا أنها حقيقة موجودة قبل أن يكتشفوها؛ فلما عرفوها التزموا بهذا الدين.

11 - وجود الدافع الذاتي لدى الناس في التعرف على هذا الإسلام العظيم؛ فوجدوه منهج حياة لا تنقصه نواقص، ولا تحوطه الشبهات، ولا يعقب عليه، بل هو ثابت وكامل وراسخ وصالح؛ فلذلك أحبوا الإسلام ودخلوه عن قناعة وثبات.