بحضور الأمين العام ، انعقد اجتماع الهیأت التنفيذية لجماعة الدعوة والإصلاح على الإنترنت يوم الأربعاء الموافق 10 صفر. وفيما يلي کلمة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح:
بسم الله الرّحمن الرّحیم "طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى" (طه:۱-۳)
بناءً على ألطافه الإلهية ، أودع الله تعالی الرغبة في التوحيد والعدالة في فطرة الإنسان وأرسى جذور التوحيد وأساسه في وجود الإنسان على عكس عبادة الأصنام والظلم اللذين يتعارضان مع الفطرة السلیمة الصحیحة. قال العلماء والمفسرون إن فعل "أنزلنا" في سياق النفي يصبح عامًا وهذا يعني أن كل ما أنزلناه لا يسبب مشقة ومعاناة ؛ بل هو "شفاء للناس".
وعليه فإن فلسفة نزول القرآن الكريم ووحيه على النبي صلى الله عليه وسلم وتأسیس الشريعة الإسلامية هي خلاص الناس وفلاحهم ورخائهم. التدين من وجهة نظر الإسلام هو جزء من الفطرة البشرية ؛ لأن الدين يتعامل مع سر الکون والإنسان ورسالته وقادر على تلبیة احتياجاته الروحية. بحيث في ضوء تعاليمه السامیة ، تجد حياة الإنسان معناها الحقيقي في إطار قواعد الدين وثوابته وتصل إلى الاستقرار والنظام. من الواضح أن الله تعالى لم يجعل الواجبات والتکالیف الشرعية تتجاوز طاقة أهل الإيمان كما قال:
"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَی" (طه:١٢٣)
أو: "فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" (الروم:۳۰)
وتم ترتيب المفاهيم والتعاليم الدينية بطريقة توفر الغذاء الروحي والنقاء الداخلي وصحة الجسد وتعطي الحياة معنى ؛ كما جاء في تعبیر قرآني رائع:
"إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ" (الأنفال:۲۴)
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" (الإسرا:۸۲)
لذلك يمكن القول أن الفلسفة الأساسية لدين الإسلام هي وضع الإنسان في حياة تليق بخلافته على الأرض من أجل الرخاء وإقامة القسط والعدالة. وعلى هذا فقد جاء دين الإسلام لهدایة البشریة وخدمته ولتسهيل الحياة في الدنيا ، وتوفير الخلاص والسعادة في الآخرة.
وفي هذا السياق ، يُلاحظ أن الله تعالى في الآيات الأولى من هذه السورة یعتبر القرآن مصدر سعادة البشر ، ولكن في الآيات الأخيرة یصف الابتعاد عن الهداية الإلهية سبب الضلال والمشقة:
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (طه:۱۲۴)
الآراء