تطرق عميد کلیة التقریب بین المذاهب الإسلامیة في جامعة ألأدیان بمدینة قم في حوار حول باثولوجیا الأداء التقریبي للأجهزة الحکومیة إلی بعض العوائق الموجودة في سبیل نجاح خطاب الوحدة قائلا: الخسارة الحقیقیة هي الجهل بأهل السنة. أفاد مراسل إصلاح‌وب نقلا عن وکالة مهر للأنباء أن حجة الإسلام "فرمانیان" قال في جزء من خطابه: من أهم المشاکل في بلادنا أن کثیرا من المسؤولین المنخرطین في ملف الوحدة کان بإمكانهم أن یقبلوا الوحدة قلبا وقالبا سواء من الناحیة النظریة أو من الناحیة العملیة ولکن مع الأسف أن القضیة لم تحل بعد بالنسبة لکثیر منهم وقلما تجد شخصا يقف موقفا تقریبیا في المنصب الذي احتله بهذه المناسبة، وهذا یؤدي إلی أن نلتزم بالوحدة الظاهریة في الحالات التي نری فیها نصا صریحا حول الأداء التقریبي ولکن في الحالات التي نفتقر إلی النص الصریح نعمل معادیا للوحدة.

وأستطیع أن أتحدث بالتفصیل في هذه الحالات مع ذکر نماذج من الوزارة الخارجیة ومنظمة الاتصالات ومجمع التقریب وممثل الولي الفقیه في شؤون أهل السنة. واستطرد قائلا إنني بوسعي أن أقوم بذكر مرکز یقول لموظفیه بصراحة:" لا تسمحوا لإنجاز ذاک المشروع الذي کان أداءه في إطار الوحدة تماما" وبرأيي أن هذا الأمر کان عاملا رئیسیا في إخفاق الوحدة خلال السنوات الأخیرة.

وقال فرمانیان: عندما ینصب مسؤول ما في مرکز یعمل في مجال التواصل مع أهل السنة ولکنه لا یعتقد بالوحدة والتقریب فماذا تکون النتیجة؟ حینما سألت عن مسؤول ما لماذا لم تفعل کذا وکذا في مجال الوحدة؟ ردني قائلا: ماذا أجیب أمام فاطمة الزهراء؟ وفي ظل هذه السکوکیات یتم تبریر کثیر من الممارسات المناهضة للوحدة والتقریب.

وحول جهل بعض المسؤولین بأهل السنة أردف قائلا: المشکلة هي الجهل بالنسبة لأهل السنة وقد شاهدت حالات متعددة في هذا المجال؛ الشخص الذي تعامل مع أهل السنة قرب عشرین سنة لا في إیران بل کان مسؤولا في خارج البلاد عندما یسمع عن أهل السنة یکاد یُری أنه لا علم له عن أهل السنة وربما یکون الأمر أکثر کارثیا حین نری أن هؤلاء یشغلون مناصب رفيع المستوى في مؤسسات الفکر والرأي في إیران وقد یصبحون خبراء في شؤون أهل السنة.

هل من المتوقع أن یتحذ هؤلاء قرارات صائبة؟ وبالتالي الکل یفاجؤون لماذا فقدنا هذا الشخص أو ذاک الفریق من أهل السنة؟ أو لماذا یتعامل معنا الفریق الفلاني کذا وکذا؟ السبب هو أن کلهم لیسوا علی معرفة بأهل السنة تماما. وحول الأضرار الموجودة في أداء وسائل الإعلام في مجال التقریب أکد قائلا: علینا أن نستفید من نخبة أهل السنة في وسائل الإعلام المحلیة والخارجیة؛ إذا أردنا أن نقدم تحلیلا فلیقدمه أهل السنة؛ حین نقوم بإنتاج البرامج برؤیة شیعیة سنثیر حفیظة الجانب الآخر.

إن کثیرا من تصریحاتنا تعکس بطریقة استفزازیة لأننا استخدمنا مقدما أو منتجا أن جمیع ما تصدر منه من سلوکیات وتصرفات شیعیة بحتة وبرأیي أن جمیع المعنیین في هذا الشأن یجب تدریبهم.

وفي الختام أکد علی أهمیة التقریب قائلا: من المشاکل التي لم تحل بعد هي أن التقریب أمر ضروري بل هو من أوجب الواجبات وإذا کنا نصارع بعضنا بعضا فهل یبقی هناک أثر من الاقتصاد والثقافة والقوی المؤثرة والمتدینة؟