أمس الخمیس 18/ 7/ 1392 الموافق لــ 10/ 10/ 2013

  وفق تقریر موقع الإصلاح فقد تم عقد الجلسة الثانیة للمؤتمر الثالث لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة بحضور أعضاء المؤتمر فی المکتب الرئیسی للجماعة، وذلک للإدلاء بتقریرعن نشاطات الجماعة لفترة طالت سنتین وسبعة أشهر؛ وکذلک مناقشة الأوضاع الداخلیة والخارجیة وأهم الأصول والقضایا اللازمة .

وقد أدلی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبدالرحمن بیرانی –حفظه الله- بتقریر شامل عن نشاطات الجماعة  وأهم الأحداث الداخلیة والخارجیة  والأصول التی یتم خلالها رسم الخطوات ومواصلة الطریق.

وقد بین الأستاذ بیرانی ضرورة تشکیل هذا الاجتماع قائلا : کما هو معلوم لدی جمیع الأعضاء إن فی المؤتمر الأخیر قامت الجماعة بعمل قیم وهو تحدید الرسالة والرؤیة والأهداف والإستراتیجیات بشکل أفضل بکثیر مما کانت علیه سابقا؛ وذلک  مطلوب تحقیقه خلال أربع سنوات المقبلة ولذلک فإنه من الواجب مناقشة مدی تحقق هذه الأهداف بعد السنوات الأربع المحددة؛ ولکن هذا لا یمنع من التقییم أثناء العمل بل علینا أن نقوم بأعمال الضبط والتقییم خلال الفترة المحددة وأثناء العمل؛  وعلی هذا الأساس سیتم إعطاء التقریرعن أهم النشاطات التی قامت بها الجماعة فی هذه الفترة ونأمل أن نوفق فی العمل لتحقیق الباقی فی الفترة الباقیة.

ثم أشار سماحته إلی هذا المؤتمر والذی یهدف إلی معرفة مدی تحقق الأهداف والإستراتیجیات المرسومة من قبل الجماعة، وکذلک تبیین الرسالة والرؤیة قائلا: إن الرؤیة التی تسعی الجماعة للوصول إلیها فی نهایة عام 1394 هـ.ش هی الارتقاء بالجماعة فی المجالات التربویة والعلمیة والسیاسیة والحضور الاجتماعی و تقدیم الشخصیات المؤثرة فی مجال الإصلاح والتعامل الدیمقراطی مع سائر الأحزاب والمؤسسات و کذلک التنمیة الذاتیة للحصول علی الرتبة الأولی وسط المجتمع السنی الإیرانی.. 

الأوضاع الداخلیة

وقد أشار الأمین العام إلی الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة داخل الوطن، وأشار إلی النقاط التالیة علی أنها أهم مشاکل البلاد وهی : ازدیاد معدل البطالة، وفقدان الثبات الاقتصادی، والعقوبات الدولیة، وانخفاض مستوی المعیشة ،وانخفاض سعر العملة الوطنیة، وارتفاع نسبة التضخم، وتوقف العدید من الشرکات والمراکز الصناعیة عن العمل، إضافة إلی العدید من القضایا الاجتماعیة کانخفاض مستوی التعلیم إضافة إلی التضییق فی قضایا الإعلام و ازدیاد النظرة السلبیة تجاه الدین لدی الشباب.          

وفی المقابل فإن هناک أملا فی حضور الأطیاف والتیارات الدینیة المعتدلة ورفع مستوی حضور المرأة فی الساحة الاجتماعیة والثقافیة ورفع المستوی الثقافی والصحی لدی المواطن  ولدینا أمل فی الحکومة الجدیدة.

الأوضاع السیاسیة

کما أشار الأستاذ بیرانی إلی وجود التضییق والتهمیش فی المجالات السیاسیة والنشاط الحزبی، کذلک الضعف فی مجال التعددیة ومدی قبول الآخر؛ وفی المقابل تغییر الجو السیاسی والانفتاح النسبی والتقارب بین الإصلاحیین وقبول الحقائق نسبیا لدی المحافظین وکذلک الحضور الفعال للمواطنین السنة فی الانتخابات علی الرغم من مقاطعتها من قبل بعض الجهات؛ وکذلک الأخذ بمقولة الاعتدال من قبل الحکومة الجدیدة والتحرک نحو الوصول إلی الحلول السلمیة للمشاکل والقضایا العالقة مع الغرب.

 

الأوضاع الدولیة  والإقلیمیة 

وقد بین سماحة الأمین العام الأوضاع الإقلیمیة وما یعرف بالربیع العربی والتطورات الأخیرة فی الشرق الأوسط قائلا: إن فی البلدان العربیة کتونس ومصر ولیبیا والیمن وسوریا والبحرین ؛ وقفت فیها الإرادة الشعبیة وخاصة الشباب مقابل الاستبداد الحاکم ولا شک أن الحرکات الإسلامیة کان لها الدور الفعال فی التوجه نحو الوعی والحریة وقد أدت هذه الثورات إلی رفع مستوی الأمل لدی الشعوب فی الوصول إلی الحریة والدیمقراطیة . ولکن الحکومات الجدیدة واجهت العدید من المشاکل التی لم تکن فی حسبانها نتیجة فقدان التجربة الکافیة والأخطاء؛ والأهم من کل ذلک المکر والخیانة والتدخل الغیر مقبول من قبل بعض الجهات فی الداخل والخارج.

فقد قام الجیش المصری بمساعدة بعض الدول الإقلیمیة والأحزاب الداخلیة وإعطاء الضوء الأخضر من قبل بعض الدول الأجنبیة ، بالانقلاب علی الشرعیة وإراقة دم الشعب وجعلوا الإسلامیین فی الحصار الشدید وهاهم یزیدون کل یوم من ارتکاب الجرائم ضد الأخلاقیة والإنسانیة وأصول الدیمقراطیة ویضعونها تحت أقدامهم...بینما یسعی الإعلام الخادع والمضلل بمساعدة بعض الدول المجاورة أن یشوه وجه الحرکة الإسلامیة ویضع المظلوم فی مکان الظالم .

والأغرب من ذلک أن نری بعض اللیبرالیین ومن یدعی الدیمقراطیة والحریة وکذلک بعض القادة فی حزب النورالسلفی والذین کانوا یدّعون حمایة القرآن والسنة وکانوا فی تحالف مع الإخوان ، قد نبذوا جمیع تلک الأصول والعهود ووقفوا فی صف المنقلبین علی الحکومة الشرعیة...وأکثر ما یخاف منه الآن أن یؤدی هذا الوقوف ضد إرادة الشعب إلی التشدد وظهور التطرف الذی یجر بالمنطقة جمیعا نحو الخطر؛ ولذلک من الواجب أن یکون التحالف الوطنی تحالفا عاما وشاملا یضم جمیع من یسعی لتحقیق السلام والحریة بغض النظر عن دینه ومعتقده وأن یحافظ الشعب علی سلمیته ونبذ التطرف .

وأما فی تونس ولیبیا والیمن فإنه علی الرغم من المحاولات التی یراد بها انجرار البلاد إلی الحالة المصریة؛ ومع وجود العدید من المشاکل إلا أن الحکومة التونسیة استطاعت الوصول إلی التوافق مع قوی المعارضة ونأمل أن یحصل ذلک فی الشأن اللیبی . وأما بالنسبة للقضیة السوریة فإن الشعب السوری الذی قد خرج مطالبا بالحریة والعدالة وحقوق الإنسان فإن عدم استجابة الحکومة لهذه المطالب وتدخل الدول الإقلیمیة والعالمیة وظهور بعض الجماعات المتطرفة  أدی إلی تدهور الأوضاع وتدمیر البنیة التحتیة وقتل وتشرید الشعب السوری؛ و هذه الحالة لیست فی صالح المسلمین وقد استطاع الغرب الاستفادة من هذا الوضع فی إضعاف الجیش العراقی والسوری ثم المصری لصالح اسرائیل.

ومع الأسف فإن المسلمین فی العراق وأفغانستان وباکستان یعانون من التطرف وفقدان الأمن والنزاعات الحزبیة؛ ونحن نری أن عدد القتلی یزداد یوما بعد یوم؛ حتی فی المساجد والکنائس؛ والمشکلة تقع فی عدم وجود رغبة للمصالحة بین أطراف النزاع، إضافة إلی تدخل الأجانب مما أدی إلی صرف الکثیر من الجهد   لدی الحرکات الإسلامیة فی هذا المجال وهذا یقتضی تمسک المسلمین بالوسطیة واجتناب التطرف و رفع مستوی روح الأخوة والتسامح و ثقافة المطالبة بالحریة واحترام حقوق الإنسان .. 

لنا أمل فی المستقبل

وعلی الرغم من المشاکل والقضایا المذکورة إلا أن الصحوة الإسلامیة تأمل فی مستقبل أفضل؛ وقد أدت الأخطاء الصادرة من الحرکات الإسلامیة فی الربیع العربی إلی التعلم وکسب التجارب و أیقنوا أن لغة الدعوة تختلف تماما عن لغة الدولة؛ مما أدی إلی إعادة النظر فی فقه الدولة وکذلک کیفیة التعامل مع الغرب وباقی الأحزاب والتعامل مع القضایا الاجتماعیة.

 

الأصول والمعالم الأساسیة لدی الجماعة

ثم أشارالأمین العام إلی الأصول الأساسیة لدی للجماعة وعدها قائلا:

أولا: الاهتمام بالحریة وحقوق الإنسان والدیمقراطیة؛ إذ أن الحریة وحقوق الإنسان تعد من مقاصد الشرع؛ والدیمقراطیة هی أفضل الطرق التی توصل إلیها الإنسان لتولی زمام الحکم .

ثانیا : التأکید علی ضرورة العمل الجماعی والمؤسسی وتاکید الشریعة علی الالتزام بالقرارات الجماعیة والذی یعد ضروریا لانسجام کل مؤسسة.

ثالثا: تحقیق الحوار المبنی علی التعددیة وقبول الآخر والمسامحة؛ وفقدان هذا الأمر یعد من أهم مشاکل العالم ولا سیما العالم الإسلامی

رابعا: التفکیر المؤسسی؛ بمعنی أن یفکر الداعیة عالمیا ویعمل إقلیمیا وهذا ما نرجو تحقیقه لدی بعض الأعضاء فی الجماعة؛ إذ ما زال یغلب علیهم الطابع الإقلیمی فی التفکیر.

خامسا: اعتماد النظرة الفعالة بدل النظرة المنفعلة؛ وفی الواقع فإن الأصل فی الجماعة أن تکون مؤثرة في الرأي العام وهادیة له .

سادسا: قبول النقد والنقد الذاتی والعلمی البناء وهوما ینبغی أن یکون فی کل جماعة  تقبل النصح والسعی إلی إصلاح الأمور.

سابعا: تقدیم الخدمات الاجتماعیة للمواطنین والمجتمع عبر تأسیس وتقویة المؤسسات المدنیة.

ثامنا: التاکید علی الهویة الإیرانیة للجماعة وذلک لأن الهویة والانتماء القومی لکل فرد وجماعة یعد جزء من شخصیته وهذا یوجب علینا المحافظة علی هذا الانتماء.