عقد اجتماع "ضروریات التعایش السلمي" مشترکا بین "جماعة الدعوة والإصلاح" و"حزب اتحاد الشعب الإیراني" بالترکیز علی الاهتمام بضروریات التعایش السلمي في مکتب الجمعیة الإسلامیة لأطباء طهران. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن في هذا الاجتماع الذي تم عقده یوم الثلاثاء 20 ربیع الأول باستضافة حزب اتحاد الشعب الإیراني، أعرب مدیر الاجتماع برویز شکوری من النشطاء السیاسیین عن تقدیره من جهود آیة الله بروجردي والشیخ شلتوت في إطار الوحدة وتأسیس دار التقریب قائلا: یجب علی المثقفین خاصة المثقفین الدینیین أن یقوموا بتعزیز ثقافة الحوار والبحث عن ضروریات التعایش السلمي في المجتمع.

ثم قام کل من جمال إسماعیلی من جماعة الدعوة والإصلاح ومحمد حسین نعیمي‌بور من حزب اتحاد الشعب الإیراني مرحبین بالحضور مؤکدین علی ضرورة القیام بالأنشطة الاجتماعیة والترکیز علی مفاهیم کقبول الآخر والتعایش.

واستمر الاجتماع بإلقاء کلمة الممثل السابق للبرلمان وأستاذ کلیة الإلهیات بجامعة طهران الدکتور داود سلیماني حول أسباب عدم التسامح قائلا: إن نوعیة قراءتنا للدین والمذهب قد أدت إلی التعصب الأعمی؛ السلفیة من نوعها السلبي قد ظهرت من نوعیة النظر إلی الإنسان والمجتمع وإلی الحضارة والحکومة وأن النظرات الارتجاعیة والقشریة هي أساس کثیر من الخلافات. القراءات القشریة ملوثة بالجهل والدوغمائیة والتعصب وهي علی النقیض من النظرة الأخری التي تعني بصلب الدین وتبحث عن الغایات الدینیة؛ صحیح أن الفروق قد تکون مؤثرة ومفیدة ولکن إذا صارعت مع مبدإ الحرمات والأخلاق الإنسانیة طبعا لا تعتبر لتلک التعددیة قیمة إیجابیة.

وحول ضرورة التسامح وقبول الآخر أکد أستاذ جامعة طهران والممثل البرلماني السابق الدکتور جلال جلالي زاده: إن الإنسان خلق من الألفة والوحدة ولذا یجدر الاهتمام إلی أسباب تلاشي هذه الوحدة والتقرب؛ لا یمکننا أن نقضي علی الخلافات والنوع الدیني منها لا یمکن إزالتها وقد أوحی الله إلی نبیه أن لا یمکنه أن یدخل کافة الناس في الإسلام ولو کان حریصا. علینا أن نحاول بإشاعة قبول الآخر والمرونة ونرقي مستوی التسامح في المجتمع؛ لا سبیل أمامنا إلا قبول الواقع الحالي وتعزیز القیم الأخلاقیة وحکم الجدارة وحتی لا نبتعد عن الخوف والتبعیة لا مکان للتعایش السلمي بیننا.

وقال نصیري أحد المدعوین الحاضرین: یجب أن نکون بعیدین عن الأصولیة ونوفر المزید من المجال للحوار ومن أجل حل مشاکل التعایش یجب أن نوسع رقعة التنمیة في المناطق الحدودیة ونحول دون تنامي الأصولیة؛ نحن نعاني جدا من الناحیة النظریة والمشکلة أننا مستعدون للإجابة ولیست لدینا سؤال إبداعي. ینبغي أن تکون هناک أسئلة إبداعیة ولا نکتفي بالإجابات الحالیة. ولتحسین الوضع یجب أن نکون صامدین في ثقافتنا ونقبل أن کل من یتمتع بالجنسیة الإیرانیة فله حق متساو مع المواطنین الإیرانیین الآخرین. إن وضع المجتمع الأخلاقي مثیر للقلق وأن الکراهیة بین الناس تتزاید یوما بعد یوم وکل مستاؤون من بعض.

وأشار مسؤول اللجنة الطلابیة المرکزیة بجماعة الدعوة والإصلاح الدکتور أحمد فلاحي إلی الأسباب الضروریة للتعایش السلمي وأسسها التأریخیة والقانونیة والأخلاقیة قائلا: نعني بالتعایش السلمي أن مواطني البلاد بغض النظر عن الدین والمذهب والعرق قاعدین علی مأدبة مشترکة لیتناولوا الطعام معا لا للانخراط في تثبیت عقائد الآخرین أو تزویرها وهذه المأدبة المشترکة هي الموارد الوطنیة والعامة حیث یتمتع بها کافة المواطنین علی حد سواء.

وأضاف فلاحي: حین نتحدث عن خلق التعایش والحفاظ علیه یجب أن نقوم بإجراءات ونتفادی أخری وفي دراسة ما ینبغي أن یفعل وما لا یفعل أشار إلی النقاط التالیة:

- لا نعتبر أنفسنا وتفسیرنا للظواهر الحقیقة التامة بل لنحاول أن نعتبرها رأیا واحدا فحسب حیث یمکن أن تکون لدیه حصة من الحقیقة أو خفیت علیه جانبا منها.

- محاربة أي نوع من الحسمیة التي تهدد الحریة والمساواة لأن الناس هم حجر الأساس لبناء بیئة اجتماعیة سلمیة وأن المساواة ضمان استمرارها.

- الاعتراف بالتعددیة والفروق کواقع اجتماعي لا مفر منه والحفاظ علی کرامة الإنسان الذاتیة في ظل احترام بنظراته واختیاره وإرادته.

- الأخذ بعین الاعتبار الإیرانیة کخیط المسبحة بین المواطنین الإیرانیین ولا نضع الفروق الفکریة والثقافیة مبنی للتمتع بالحقوق الاجتماعیة والسیاسیة وسببا لتمزق هذا الخیط.

- الاهتمام الجاد بالحوار الثنائي لشرح المحتوی والمضمون من أجل إفهام المخاطبین والاهتمام بمطالبهم ومخاوفهم لا کأداة لفرض النظرات علی الآخرین.