دعا د.علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية للاستفادة من درس يوم عاشوراء الذي استشهد فيه سبط رسول الله والألم يزال بالدعاء وليس ببدع ما أنزل الله بها من سلطان. وقال إننا أهل السنة نصلي ونسلم على آل النبي ونقدرهم أكثر من غيرنا وهي عقيدتنا وليست قضية سياسية. واعتبر فضيلته في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أن أهم عنصر يركز عليه الاستعمار هو قضية اليأس وأن المسلمين لا يستطيعون أن يعودوا إلى قوتهم ولا ينتصرون ولا ينجح مشروع إسلامي وأن يوم عاشوراء يدعونا للأمل في نصر الأمة ولفت إلى أن يوم عاشوراء يوم عظيم يربط هذه الأمة بجميع الأمم الصالحة المضحية في سبيل الله.
تكفير سنة
وروى حديثا صحيحا يقول فيه الرسول الكريم «إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» والكفارة تكون لذنوب صغيرة ولا يشمل حقوق العباد لأنه تؤخذ هذه الحقوق في الدنيا وإلا تؤخذ في الآخرة. وقال النووي رحمه الله: «يكفر كل الذنوب الصغائر وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر». ويقول عبدالله بن أبي يزيد إنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: «ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر يعني رمضان». وفي لفظ: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..».
صيام اختياري
وقال إنه أمامنا ثلاثة خيارات لصيام عاشوراء ولا تشددوا في أنفسكم فلكم أن تصوموا عاشوراء أو أن تصوموا يوما قبلها كما أراد الرسول حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القابل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم « أو أن يصوم يوما قبله ويوما بعده وذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً».
سبل النصر
وكان فضيلته بدأ خطبته بالقول أن تدبر القرآن إلى أن الله يريد أن يبين لنا حكم التاريخ وعبر الماضي كل ذلك من أجل توجيه العقل إلى تنظيم هذه العبر والقضايا وتقسيمها عبر طريقين سالكين هما طريق الحق والعدل والخير والفلاح والطريق الثاني هو طريق الشر والمضرة والظلم والعدوان. وأضاف «عندما يروي القرآن هذه القصص على هاتين الطريقتين ويضع هذه الكمية الكبيرة من المعلومات التي لا يمكن للإنسان أن يطلع إليها كليا يضعها أمام الإنسان المسلم حتى يكون على علم بما حدث في التاريخ وما كانت النتائج لهذه الحركة المستمرة للإنسانية الطويلة.
وقال إن الخالق يضعنا أمام التاريخ والذي توصل إليه العلم الحديث من خلال علم الاجتماع وأن يستفيدوا من هذه السنن في الأرض لأن سنن الأرض تتكرر عندما تتكرر الضوابط والشروط. وجدد القول «إن الله يريد يضعنا على طريق النجاح والعدل أما الذين يريدون الشهوات من شياطين الإنس والجنس هم الذين يريدون أن ننحرف عن التاريخ وننحرف عن مسيرتنا وعن جادة الحق والنصر والعزة والكرامة والفلاح.
عاشوراء وربط العبادات بمسيرة الأنبياء
وقال إن قصة يوم عاشوراء هي جزء من الحركة التاريخية العظيمة وهي ربط بالعبادات بهذه المسيرة العظيمة قادتها الأنبياء والصالحون (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) فأمتنا هي أمة الأنبياء والشهداء والصالحين وهي التي مهدت للإنسانية جمعاء طريق العلم والتقدم. وأوضح أن الرسول كان يصوم عاشوراء كما كان قريش تفعل على ديانة سيدنا إبراهيم ولكن ليس بهذا الربط وليس ببيان هذه الجادة، وحينما جاء إلى المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه».
وفي رواية: «فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه». وفي رواية أخرى: «فنحن نصومه تعظيماً له». وقال إن هذا اليوم كان واجبا على المسلمين أن يصوموه إلى أن فرض الله صيام شهر رمضان فحينئذ أصبح صيام عاشوراء سنة لمن أراد صيامه.
يوم عظيم
وذكر أن يوم عاشوراء يوم عظيم يربط هذه الأمة بجميع الأمم الصالحة المضحية في سبيل الله ونصومه شكرا لله لأن انتصار الأمم السابقة انتصار لنا فالأمم واحدة. ولفت إلى أن أعداء الإسلام في عالمنا الإسلامي والعالميون المتشدقون بالديمقراطية يلقون مع تيارات متناقضة ومضللة وضالة وصهاينة ويفرحون لإفشال أي مشروع إسلامي فكيف بنا ألا نفرح بأي نصر للإسلام والمسلمين في أي مكان وأن يبذلوا جهودهم لإبقاء هذه الجهود والمشاريع في خدمة الإنسانية؟
اليأس هدفاً استعمارياً
وأشار إلى أن اليأس أهم عنصر يركز عليه الاستعمار ويرى أن المسلمين لا يستطيعون أن يعودوا إلى قوتهم ولا ينتصرون ولا ينجح مشروعهم الإسلامي.. وقال إن الكل يعمل على إيصال المسلمين إلى اليأس. وأضاف: القرة داغي: يوم عاشوراء يعيد الأمل بالنصر في نفوس المؤمنين يوم عاشوراء استشهد فيه سبط رسول الله والألم يزال بالدعاء وليس ببدع ما أنزل الله بها من سلطان.
الآراء