د. وصفي عاشور أبو زيد عاد القارئ الكويتي "الشهير" مشاري العفاسي لهجومه على جماعة الإخوان المسلمين عامة، وسيد قطب خاصة، لكنه اليوم أشد شراسة، وأبعد عن الإنسانية، وأقرب إلى الجهل، وأبعد عن الإنصاف. قال في تغريدتين له اليوم 3 فبراير 2015م، وأمس 2 فبراير 2015م: الأولى قال فيها: "الإخوان أحقد من جمل"، والثانية قال فيها: "الإخوان منبع للإرهاب، قتلوا من خالفهم كالخازندار ورئيس الوزراء النقراشي في 1948م، وخرج منهم التكفير فقتلوا السادات". وقال في تغريدة سابقة: "لم يتركوا الإساءة اليومية بالتعريض والتصريح منذ خالفتهم! مقتدين بشيخهم الذي يكفّر حتى الصحابة رضي الله عنهم"، وأورد معها قولا نسبه لسيد قطب، وسيد قطب منه براء، إنما نقله سيد قطب عن آخرين ليرد على أقوالهم في مقال له بعنوان: "لا تسبوا أصحابي"، فجاء رجل من مرضى القلوب وقطع الكلام المنقول في صورة توهم أن الكلام لسيد قطب، ونقله صاحبنا "الشهير" بغير تثبت، غير عامل بالقرآن الذي يحفظه من سورة الحجرات من تثبت وتبين، وفي صورة تكشف جهله وتفضح تكاسله عن العلم والبحث والتحري، وهو ينقل فقط عن آخرين، وينقل عن موقع "يوتيوب". وأنقل لكم هنا القولة المبتورة ثم أنقل لكم سياقها؛ ليتضح له أولا لكي يعتذر عن نهش عرض شهيد من أعظم شهداء الإسلام وساداتهم في عصرنا، ونحسبه مع حمزة بن عبد المطلب كما قال رسولنا في الحديث الصحيح: " سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ ". ويستغفر لذنبه، ولكي يعلم الناسُ مَن الحاقد ومَن الناصح الأمين. نقل صاحبنا "الشهير" عن سيد قطب قوله: قال سيد قطب : "أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ، فهو إسلام الشفة واللسان لا إيمان القلب والوجدان، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل". ( المرجع : مجلة المسلمون : العدد الثالث سنة 1371 هـ). أرأيتم توثيقا وتثبتا أفضل من هذا؟؟!! وجدت هذه العبارة بنصها على صفحة تسمى: "العَلامة رَبيع بن هَادي عُميَر المَدخلِي" .. بتاريخ 2 فبراير، 2013م، ولو كان عند صاحبنا "الشهير" أدنى حرص على التثبت والتبين عملا بما حفظه من القرآن، وحياطة في نسبة أقوال للعلماء فضلا عن المجاهدين ليست لهم، لعلم موقف "العلامة" المذكور من سيد قطب، ولرجع وتثبت وعرف الحقيقة، ولكن ماذا تقول للكسل عن البحث العلمي، والتساهل في اتهام الآخرين؟! رجعت للمقال في المجلة المذكورة فوجدته في العدد المشار إليه بالفعل، لكنه بعنوان: "لا تسبوا أصحابي"، ووجدت قبل العبارة السابقة قول سيد قطب رحمه الله: "هذا ما جاء في ذكر معاوية وما أضفى الكاتب من ذيوله على بني أمية، وعلى عمر بن العاص، وأما ما جاء عن سفيان بن حرب فانظر ماذا يقول: "أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ...."، ثم أكمل العبارة بطولها.. وأدعو صاحبنا "الشهير" أن ينفض عن جسده وعقله الكسل، ويرجع للمجلة، ويذكر لنا من الكاتب الذي أورد عنه سيد قطب هذا الكلام بعد أن يقرأ المقال كاملا!! ************ أما ما قاله صاحبنا "الشهير" عن الإخوان بأنهم أحقد من جمل، وأنهم منبع للإرهاب، فأقول له: صدقت يا مشاري، أجل .. الإخوان منبع للحقد والإرهاب، والدليل على هذا ما يلي: أن أكبر "حاقد" وأعظم منبع "للإرهاب" كان موجودا عندكم في الكويت، هو العم أبو بدر عبد الله بن علي المطوع، الذي أسس العمل الخيري في العالم المعاصر، ولا توجد بلد في العالم إلا وله يد فيها؛ عملاً صالحا، وكفالة للأيتام وطلاب العلم، ثم رحل عام 2006م عن ثمانين عاما!! ومن أكابر "الحاقدين" عندكم في الكويت الرحالة المجاهد المضحي عبد الرحمن السميط، الذي أسس في الكويت "جمعية العون المباشر لمسلمي أفريقيا"، وعاش حياته في أفريقيا بين المكلومين والمجروحين والأيتام والأرامل وطلبة العلم والدعوة، وفي حياته من المواقف ما ينخلع له القلب، ويندهش له العقل، ومارس نشاطه الدعوي فأسلم على يدي (14000000) أربعة عشر مليون إنسان، ولقي الله عام 2013م عن ستة وستين عاما. ومن أكابرهم عندكم كان العلامة حسن أيوب والعلامة السيد محمد نوح، وهما عالمان جليلان إخوانيان مصريان، أقاما في الكويت فترة طويلة، وكان للأول الفضل في تأسيس العمل الخيري بالكويت بإنشائه جمعية زكاة العثمان، وتأسيس العمل الدعوي في الكويت، ومن تلامذته الشيخ الداعية أحمد القطان، أما الثاني فهو أشهر من أن نُعرِّفه لصاحبنا "الشهير" لمعاصرته له ومعرفته به؛ حيث كان مؤسسة متحركة فيا لعمل الأكاديمي والدعوي والخيري جميعا، وإن شئت فاسأل "ربعك" عن المستشار سالم البهنساوي، رحمه الله، وأياديه البيضاء في الكويت في مجالات مختلفة!! ومنهم أيضا الرجل الرباني الداعية عبد الله النوري، الذي يعد علماً من أعلام الهدى في الكويت؛ حيث صال وجال في ميادين شتى، علمية ودعوية وخيرية، وأنشأ "جمعية عبد الله النوري الخيرية"، التي لا يزال لها جهد كبير حتى اليوم، وبذل قصارى طاقته في خدمة الإسلام والمسلمين داخل الكويت وخارجها، وكان علامة مضيئة في سماء العمل الدعوي والخيري، عرف الناس في العالم من خلاله حبَّ الشعب الكويتي لعمل الخير، ونصرة الإسلام والمسلمين، ورفضه لهذه الهرتلات والأحقاد، وتوفي عام 1981م، عن ستة وسبعين عاما، وواصل طريقَه أولادُه من بعده الذين ظلوا ثابتين على خطه ونشاطه. ومن أعظم منابع الإرهاب والحقد اليوم في الكويت العلامة الأصولي الكبير أ.د. عجيل جاسم النشمي، الذي أعتبره من أكبر الفقهاء وأعمق الأصوليين في بلاد الجزيرة العربية، يجمع بين الفقه العميق للنصوص الشرعية، والوعي الدقيق بالواقع المعاصر، وكذلك الدكتور الفقيه العالم الشيخ خالد المذكور، رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة، التابعة للديوان الأميري. ************* هذا في الكويت فقط التي يعيش فيها، ولم أقم بإحصاء كل المنتمين للإخوان أو الذين انتموا إليهم واستقلوا عنهم لظروف تقتضي ذلك، لم أقم باستقصاء جميع الحاقدين ومنابع الإرهاب في الكويت وحدها، وآثرت أن أضرب له أمثلة من الكويت فقط دون العالم الإسلامي لما ظهر من كسله في البحث والتعلم والتحري والتثبت، والعمل بما حفظ من كتاب الله!! لكنني أقول له فقط: إن أردت أن تعرف الحقيقة بعيدًا عن ضغوط آل نهيان، وتحريضهم إياك على التجريح والسب والشتم وأنت حامل للقرآن، فابحث بنفسك .. وإن غلب عليك الكسل وعدم التثبت والتحري فسأل الذين يقرؤون الكتاب والعلم والتاريخ من قبلك: اسألهم عن المراكز الإسلامية في أمريكا وأوروبا وآسيا من الذي أسسها وأنشأها .. اسألهم عمن حفظ هوية الأمة العربية والإسلامية طوال تسعة عقود من الزمان، وحافظ على أخلاقهم وتدينهم .. اسألهم عمن أحيا الدعوة الحقيقية والفهم الصحيح للإسلام الذي أصبح على كل لسان اليوم .. اسألهم عمن قاد العمل الخيري والإغاثي في العالم وأسسه ورسخه ووسعه، ولا يزال يقوده حتى اليوم لمنكوبي العالم ومنكوبي آل نهيان ومنكوبيك الآن أخيرا ... *********** اسألهم عن العلوم العربية والإسلامية من جددها وطورها وأبرز من كتب فيها: اسألهم عن أشهر تفسير في العصر الحديث ستجده لواحد من منابع الحقد والإرهاب الذين آذيتهم وافتريت عليهم بجهل مطبق وغباء مركب!! اسألهم عن أشهر كتاب في الفقه عرفه المسلمون في عصرنا ووضعه المسلمون في مكتبة كل بيت، ستجده للسيد سابق. اسألهم عن أهم كتب في التوحيد والعقيدة، التي حولت العقيدة من مجرد خلافات وتقسيمات وجدل كلامي إلى منهج حياة يُستلهم للثبات والصمود والتحدي أمام البطش والقهر، وواحة غناء للصلة القوية بالله والراحة النفسية والطمأنينة القلبية، ستجدها لأصحاب الحقد والإرهاب: حسن البنا، وحسن أيوب، ومحمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، وسيد قطب، والسيد سابق، وحسن الشافعي، وآخرين. اسألهم عن أبرز من كتب في الأصول والمقاصد ستجدهم من مدرسة الحقد والإرهاب، وهم كثر في هذا المجال لا أستطيع إحصاءهم. اسألهم عمن كتب في الاقتصاد ستجدهم من منابع الحقد والإرهاب: محمود أبو السعود، ويوسف كمال، وعبد الحميد الغزالي، والقرضاوي، والغزالي، وآخرين. اسالهم عن أبرز من كتب في علوم الحديث، ستجدهم أحقد من جمل: مصطفى السباعي وعبد الفتاح أبو غدة، والسيد نوح، ويحيى إسماعيل، وعصام البشير، وعبد الخالق الشريف، وعبد الرحمن البر، وآخرين. اسالهم عن أبرز من كتب في السيرة النبوية وجعلوا منها ملحمة معاصرة تستلهم للتربية والحركة والسياسة، وتُستدعى للقيادة والجهاد بمعناه الشامل، ستجدهم حاقدين إرهابيين: محمد الغزالي، ومنير الغضبان، ومصطفى السباعي، وسيد قطب، وعلي الصلابي، وآخرين. اسألهم عمن كتب في الدعوة وفنونها ستجدهم كذلك من هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم "حقدا"، وكتبُهم حضًّا على "الإرهاب والعدوانية والقتل والسلب": الغزالي، ومصطفى مشهور، وفتحي يكن، والقرضاوي، وعبد الكريم زيدان، وجمعة أمين، وآخرين. اسألهم عن علوم العربية وأبرز من كتب فيها من أرضية الهوية العربية الحقيقية والإسلامية، ستجد منهم من ينتمي لهذه المدرسة: رمضان عبد التواب، وعبد الصبور شاهين، وآخرين بالعشرات من المعاصرين، لا أذكر أسماءهم حتى لا أضرهم في أماكنهم. *********** مجال القول ذو سعة، ومساحة المقال تضيق، ولكني أدعو صاحبنا "الشهير" إلى الاعتذار عما جناه على شهيد الإسلام سيد قطب، وأن يراجع نفسه فيما ينسبه للبرآء الشرفاء الذين يقاومون عن الأمة كلها، ويقومون بفرض كفاية عن الإنسانية في معركة الإسلام الكبرى عقيدةً وشريعةً وحضارة. وأذكره بمديحه للإخوان بعد ثورة يناير، وكذلك السلفيون، وألا يقع تحت ضغط أحد، وأن يوقظ ضميره والقرآن الذي في صدره، وإلا سيندم يوما ما على أن وضع نفسه في صفوف آل نهيان والسفاحين والصهاينة الذين وضعوا مؤسسات الإخوان ومن حولهم على قوائم الإرهاب، والقضية أكبر من الإخوان والتيارات الإسلامية على أي حال .. وستلاحقه لعنات الشهداء والدماء والأشلاء والأرامل واليتامى والمعتقلين والمطاردين ... وأن إلى ربك المنتهى.
الآراء