إبن عمرو، بن أبي زهير، بن مالك، بن امرئ القيس، بن مالك، الأنصاري، الخزرجي، الحارثي، البدري، النقيب، الشهيد.
توفي أبوه في الجاهلية، وتزوجت أمه هزيلة بنت عتبة الصحابية ابن عمه الصحابي خارجة بن زيد الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصديق أبي بكر، فولدت له زيد بن خارجة وحبيبة زوجة أبي بكر رضي الله عنهما.
كان من الوفد الذي خرج من المدينة ليحج البيت الحرام في نفر من الخزرج، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقـول للقـبائل: (ألا رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)، وتقدم صلى الله عليه وسلم نحوه يسألهم: (من أنتم ؟) فقال سعد: نحن نفر من الخزرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمن موالي يهود)، فقال: نعم، فقال لهم: (أفلا تجلسون أكلمكم ؟)، فقالوا: بلى، فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، فقال سعد للنبي صلى الله عليه وسلم: أفلا تسمعنا شيئاً من هذا الذي يوحى إليك من ربك ؟ فتلا عليهـم (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً) إلى آخر السورة، وأخبتوا حين سمعوه، واهتبل سعد الفرصة فابتدر قومه: يا قوم تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه، فأجابوه وصدقوه، وشرح الله صدورهم للإسلام، فقبلوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان أحد النقباء ليلة العقبة.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعزم على أن يعطي عبد الرحمن شطر ماله، ويطلق إحدى زوجتيه ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له.
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رجـل ينظر لي ما فعـل سعد بن الربيع ؟) فقال رجل من الأنصار: أنا، فخرج يطوف في القتلى حتى وجد سعداً جريحاً مثبتاً بآخر رمق، فقال: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال: فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل: إن سعداً يقول: جزاك الله عني خير ما جزى نبياً عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: إن سعداً يقول: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف.
قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم الق سعد بن الربيع وأنت عنه راض)، وقال عنه: (رحمه الله فقد نصح لله ورسوله حياً وميتاً)، وقال فيه أيضاَ: (اللهم أحسن الخلافة على تركته)، وقال عنه أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب: (سعد بن الربيع رجل خير مني ومنك).
وعن جابر بن عبد الله قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد فقالت: يا رسول الله! هاتان بنتا سعد، قتل أبوهما معك يوم أحد، وإن عمهما أخذ مالهما، لم يدع لهما مالاً، ولا تنكحان إلا ولهما مال، قال: (يقضي الله في ذلك)، فأنزلت آية المواريث، فبعث إلى عمهما فقال: (أعط بنتي سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك).
الآراء