سالم بن عبيد مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة.

من السابقين الأولين البدريين المقربين العالمين.

 هاجر إلى المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بدراً وما بعدها، وهو أحد الأربعة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقرئوا القرآن من أربعة.

 كان معتقاً لزوجة أبي حذيفة، تبناه أبو حذيفة وزوجه بابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة.
 لما أنزل الله (ادعوهم لآبائهم) أتت سهلة بنت سهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة أبي حذيفة، فقالت: يا رسول الله ! إنّ سالماً معي، وقد أدرك ما يدرك الرجال ؟ فقال: أرضعيه، فإذا أرضعته فقد حرم عليك ما يحرم من ذي المحرم. قالت أمُّ سلمة: أبى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحدٌ عليهن بهذا الرضاع، وقلن: إنما هي رخصةٌ لسالم خاصة.

عن عائشة قالت: استبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: ما حبسك ؟ قلت: إنّ في المسجد لأحسن من سمعت صوتاً بالقرآن، فأخذ رداء، وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال:(الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك).

عن ابن عمر أنّ المهاجرين نزلوا بالعُصبة إلى جنب قباء، فأمَّهم سالم مولى أبي حذيفة، لأنه كان أكثرهم قرآناً، فيهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد.

وجاء من رواية الواقدي أنّ محمد بن ثابت بن قيس قال: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة، قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ، ثم قاتل حتى قتل. 
ولما أحذ الراية يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطاب قال له المهاجرون: أتخشى أن نؤتى من قبلك ؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذاً. انقطعت يده اليمنى فأخذها بيساره فقطعت فاحتضنها وهو يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير}، فلما صرع قال لأصحابه: مافعل أبو حذيفة ؟ قالوا: قتل، قال: فما فعل فلان ؟ قالوا: قتل، قال: فأضجعوني بينهما.
وروي أن عمر أنه قال لما احتضر: لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى. قال أبو عمر بن عبد البر: معناه أنه كان يصدر عن رأيه فيمن يوليه الخلافة.