يوم عيد الاضحى يوم التضحية والفداء والبذل والعطاء لبطل التوحید إبراهیم الخلیل ونجله الصابر إسماعیل - علی نبینا و علیهما الصلاه والسلام - یذكرنا بالأحداث الرائعة والملهمة التي تربط بين الديانات الإبراهيمية العظیمة على الرغم من الاختلاف في التفاصيل وهو بمثابة حلقة الوصل بین جمیع المؤمنین.

عيد الأضحى هو موسم جدير بالاحتفال والفرح لأنه برهان على انتصار الإنسان واعتزازه في اختبار الصدق والعبودیة الواعیة والتضحية بالنفس. الظروف الخاصة التي ظهرت هذا العام بعد تفشي فيروس كورونا حالت دون أداء فریضة الحج الإبراهیمي ولکن بما أن إحدی مقاصد الشريعة الإسلامية هو حماية النفس البشرية وبناء علی النص القرآني أن المقصد الأنسی للحج هو الاهتمام بمصالح البشر الجماعیة:‌ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ... لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (الحج، ۲۷ و ۲۸) لذلک من الضروري أن یکون المؤمنون إیجابیین في التعاطي مع الظروف التي تواجههم ویستسلموا أمام ما قدر الله لهم؛ وفي الظروف الراهنة التي نحتاج إلی مزيد من الرعاية وصیانة الحیاة وأن التجمعات العادية كما کانت في السنوات السابقة تتعارض مع المصلحة فمن الجدیر أن نسعی لحماية القيم والأخلاق ونغتنم الفرص القيّمة لفهم متوازن للتديّن والتعويض عن أوجه القصور ونجتنب العداء مع الزمن ونسیر نحو المستقبل بالإیمان والحکمة الربانیة والحیویة لأن الأحداث تحت سيطرة القوة الحكيمة والهادفة لخالق الكون:

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (شوری:49)

اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الزمر:62)

وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (الفتح:7)

أتقدم إليكم المواطنین الکرام خاصة إخواني وأخواتي في جماعة الدعوة والإصلاح بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة هذا عيد العظیم راجیا العلي القدیر أن یرزقنا توفیق العبودیة الخالصة والخدمة الصادقة. أرجو وآمل أن نجتاز الصعوبات والعوائق بمزید من التضامن والتعاون والأخوة.

وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ

عبد الرحمن بیراني

الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح

10 ذي الحجة 1441