يحتفل العالم اليوم الجمعة، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة أو اليوم الدولى للمرأة، الذى يتوافق مع اليوم 8 مارس من كل عام، وهو ذكرى عالمية للاحتفاء بدور المرأة فى المجتمع على كافة الأصعدة، وفى هذا الإطار تحتفل أيضًا منظمة الأمم المتحدة بتلك المناسبة العالمية. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، "لقد شهدنا فى العقود الأخيرة تقدماً يثير الإعجاب فى إعمال حقوق المرأة وارتقائها مراتب القيادة فى بعض المجالات. لكن هذه المكاسب لا تزال بعيدة عن الاكتمال أو الاستقرار – وقد أثارت لدى أنصار النظام الأبوى المتحصنين بتقاليده ردةَ فعل عنيفة ومعادية تبعث على القلق"، مشيرًا إلى أن "المساواة بين الجنسين هى فى الأساس مسألةُ مَنْ له السلطة، فنحن نعيش فى عالم يهيمن عليه الرجال وتسوده ثقافة ذكورية، ولن نتمكن من زحزحة كفتى الميزان نحو المساواة ما لم نعتبرْ حقوق المرأة هدفنا المشترك ونرَ فيها مساراً لتغيير ينتفع به الجميع".
وتابع "تمثل زيادة عدد النساء صانعات القرار مطلباً حيوياً، ولذلك، اتخذتُ هذا الأمر أولويةً شخصية وملِحة على نطاق الأمم المتحدة، وقد نجحنا فى تحقيق تكافؤ الجنسين بين أولئك الذين يقودون أفرقتنا فى جميع أنحاء العالم، وبلغت أعداد النساء اللاتى يشغلن مناصب الإدارة العليا أعلى مستوياتها على الإطلاق. وسوف نواصل مساعينا للاستفادة من هذا التقدم من أجل تحقيق المزيد". واستطرد "لكن المرأة لا تزال تواجه عقبات كَأْداء تعرقل وصولَها للسلطة وممارستها إياها، فـ6 اقتصادات فقط، وفق ما خلُص إليه البنك الدولى، هى التى تعطى النساء والرجال حقوقاً قانونية متساوية فى المجالات التى تؤثر فى عملهم، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هى عليه، فسيستغرق سدُّ الفجوة الاقتصادية بين الجنسين 170 عاما".
وأشار جوتيريس، إلى زيادة برامج القوميين والشعبويين وخطط التقشف من أوجه عدم المساواة بين الجنسين بوضع سياسات تُقيّد حقوق المرأة وتوقِف تقديم الخدمات الاجتماعية، مضيفًا: "فى بعض البلدان، تتناقص معدلات جرائم القتل عموماً فى حين تتزايد معدلات قتل الإناث، وفى بلدان أخرى، نشهد تراجعاً فى الحماية القانونية من العنف العائلى أو من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ومن المعلوم أن مشاركة المرأة تجعل اتفاقاتِ السلام أكثر استدامة، لكنّ الحكوماتِ نفسها التى تناصر مشاركتها بشدة لا تدعم أقوالها بأفعال، ولا يزال استخدام العنف الجنسى كأسلوب من أساليب النزاع يسبب أذى نفسياً شديداً للأفراد ولمجتمعات بأكملها".
وأكد أنه فى ضوء ذلك، يتعين علينا أن نضاعِف جهودنا من أجل حماية وتعزيز حقوق المرأة وكرامتها وتوليها زمام القيادة، ويجب ألا نهدرَ انتصارات تحقّقت على مدى عقود وأن نضغط من أجل إحداث تغيير شامل وسريع وجذرى، مضيفًا "موضوعَ احتفالنا باليوم الدولى للمرأة فى هذا العام، وعنوانه "فلْنعتنِق مبدأ المساواة، ونبنى بذكاء، ونبتكر من أجل التغيير"، يتناول البنى التحتية والنُظم والأطر التى وضِع أغلبها وفق ثقافة أرسى قواعدها الذكور، ونحن بحاجة إلى إيجاد سبل مبتكرة لإعادة تصوّر عالمنا وبنائه من جديد بحيث يكون صالحاً للجميع، وباستطاعة المرأة صانعة القرار فى مجالات من قبيل التصميم الحضرى والنقل والخدمات العامة أن تزيد من إمكانية وصول النساء وأن تمنع وقوع التحرش والعنف وأن تحسِّن نوعية الحياة للجميع".
وقال أمين عام الأمم المتحدة، "وينطبق هذا القول أيضاً على المستقبل الرقمى وقد أصبحنا على أعتابه. فالابتكار والتكنولوجيا مرآة لِمنْ كانا صنيعة أفكاره. ونقص تمثيل المرأة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتصميم وعدم مواصلتها المسيرة فى تلك الميادين يجب أن يكونا مدعاة لقلق الجميع"، مضيفًا "لقد أمضيتُ بعض الوقت، أثناء زيارتى لإثيوبيا فى الشهر الماضى، مع القائمين على مبادرة "الفتيات الأفريقيات يستطعن كتابة البرامجيات"، وهى مبادرة تساعد على سدّ الفجوة الرقمية بين الجنسين وعلى تدريب قيادات الغد فى مجال التكنولوجيا،. وأسعدنى أن أشهد ما تتمتع به الفتيات من طاقة وحماسة بعثنها فى مشاريعهن، إن البرامج من هذا النوع لا تنمى المهارات فحسب؛ بل هى تتحدى القوالب النمطية التى تحدّ من طموحات الفتيات وأحلامهن".
واختتم أنطونيو جوتيريس، رسالته لهذا العام، بقوله "فلْنكفل، بمناسبة احتفالنا هذا باليوم الدولى للمرأة، قدرةَ النساء والفتيات على تشكيل السياسات والخدمات والبنى التحتية التى تؤثر فى حياة كل منّا، ولندعم النساء والفتياتِ اللائى يحطمن الحواجز بغية إيجاد عالم أفضل للجميع".
الآراء