قد تمر بنا ساعات كثيرة من ساعات الحرج الشديد تحرج أحدا وتحرج رضوى .. وتحيل صمت الأبدية إلى عصف الرياح الهوج ولكن الجبل الراسي سيظل جبلا راسيا لم يتطاير منه إلا الغبار ولم تنحت العاصفة منه إلا بعض الضخور المتفتتة التي لم تعد منه ولم يعد بها ..
ستسكن العاصفة وسندور في هذا الفلك الذي سخرنا فيه ...وهل تظن أننا وقد من الله علينا بهذا العقل وحبانا نور التفكير .. نضطرب في محيط الكون .. وهل عدا الأمر أن يكون تصرفنا محدودا في النهاية بعد الله ..
لقد عاهدنا الله أن نكون لهذه الدعوة .. وسنظل لها .. ولقد خالجتنا خلجات من الناس فعاقبنا الله عليها .. ولا سبيل لنا إلا أن نقبل على أنفسنا بالتوكل وعلى الناس بالدعوة ..ولله بعد ذلك عاقبة الأمور ..
لماذا نيأس من الإصلاح ؟ .. هب أننا سوف لا نصل إلى شيء من النتائج ... ولنعمل على هذا الأساس كما عملنا من قبل ؟ .. فماذا يضيرنا؟ ..
ألم نؤد الواجب ؟.. ألم نتحرّ الحق؟ .. ألم نؤد الرسالة؟ .. ذلك حسبنا ولله عاقبة الأمور...
مالي استطرد هذا الاستطراد؟! .... ومالي لا استطرد ؟!...
الذهن اليقظ الخصيب .. والروح المتوثب لتحقيق الغاية ..
فإذا لم يدفعني كل ذلك إلى تحقيق الإفاضة .. إذا لم يثر هذا في النفس مكامن الشجن .. إذا لم يهتز لها القلب؟..وإذا لم تدمع معه العين تأثرا مزيجا من الفرح والإشفاق معا ؟ .. فمتى ؟ ومع من إذاً ؟
ولكن الوقت لا يتسع ..وأنتم مطالبون...
وبعد هذه الأقوال فلنكفف إذاً ..
لقد تبين أننا ضعاف في الاختبار ؟ .. ألم ترى كيف محصنا البلاء ؟.. وكأن الله تبارك وتعالى تقبل منا الدعوة وطالبنا بالدليل .. وقبول الدعوة في ذاته نجاح ورضا .. ولكننا لم نبرهن على قوة الاحتمال فما أحوجنا إلى قوة الاحتمال
وما أحوجنا معها إلى قوة الإيمان ...
الآراء