حافظ الشيرازي )فارسية: خواجه شمس الدین محمد بن بهاءالدّین حافظ شیرازی) شاعر فارسي ولد ما بين سنتي (1310-1337) ميلادي حوالي (727-792 هجري) في شيراز، فارس(إحدي مدن السنية آنذاك). يعد حافظ الشيرازي من أشهر الشعراء الفارسيين وكان يواصف بشاعر الشعراء. دواوينه وقصائده موجودة في بيوت أغلب الأيرانيين الذين يقرأونها ويستعملونها كأمثال وحكم حتى يومنا هذا. كانت حياته وقصائده موضع كثير من التحليلات والتعليقات، التي كان لها تأثير كبير على الشعر الفارسي أكثر من أي شخص آخر، وامتد تأثيرها إلى ما بعد القرن الرابع عشر. إنّ المواضيعَ الرئيسيةَ من غزليات الشيرازي كانت عن الحب، واحتفال النبيذِ، وتعرية نفاقَ أولئك الأشخاص الذين وَضعوا أنفسهم كأولياء أمور، حكماء، وأمثلة عن الاستقامةِ الأخلاقية. يمكن أن يلمس حضور الشيرازي في حياة الايرانينين من خلال اللجوء المتكرر لقصائده في موسيقاهم الشعبية. أما قبره فيعتبر قطعة فنية نادرة من الهندسة المعمارية الإيرانية ومقصداً للزيارة في بعض الأحيان. ويعتبر ديوان حافظ الذي ترجمه جون باين من أهم مؤلفاته. سُمّي حافظ لحفظه للقرآن الكريم. وأهم مايميز عزلياته أنها من شعراء المغول تعتبر من التيمورين ومن أعماله ليلى والمجنون وخسرو وشرين وظفر نامه.

توفي حافظ الشيرازي ودفن في منطقة تسمي جلجشت مصلى كان حافظ يحبها كثيرا، وقد تغير اسم هذه المنطقة بعد دفنه فيها وأطلق عليها اسم حافظية واشتهرت بهذا الاسم.

أول غزلياته يبدأها بشطر بيت عربي يدعو فيه الساقي أن يناوله كأسًا كي يخفّف عنه أثقال هموم العشق الذي بدا في أوله سهلاً، لكنّ ثقل أعبائه بدت على مرّ الأيام: 

ألا يا أيهــا الساقـي أدر كأسًا وناولها

كه‌عشق آسان نمود اول ولى افتاد مشكلها

أي: «فالعشق بدا في أوله سهلاً ثم وقعت المشاكل»

وفي بيت آخر من هذه الغزلية يتحدث عن نفسه التي لا تدعه يستقرّ لأن شوط العمر قصير:

مرا در منزل جانان چه امن عيش چون هــر دَم

جَرَس فـرياد مى دارد كه بربنديد محملها

أي : «أيُّ أمن عيش لي في منزل الحبيب،إذ في كل لحظة/ يدق الجرس أن ارزمـوا محملكم».

وفي بيت آخر من هذه الغزلية يشير إلى مايحيط به من أهوال تعبّر عن الهموم الكبيرة التي يحملها، ويرى أن الذين يخلدون إلى الراحة ودِعَةِ العيش لا يفهمون ما يثقل صدور العاشقين:

شبِ تاريك وبيم موج و گردابى چنين هايل

كجـا دانند حال ما سبكباران ساحلها

أي: «ليل مظلم وموج مخيف، ولـُجّة هائلـة/ من أين لسكان السواحل أن يعرفوا حالنا».

ثم يدعونفسه لأن يسير على طريق العشق إذا أراد أن يكون حاضرًا، أي إذا أراد أن يكون ذا مكانة في ساحة الإنسانية المتكاملة:

حضورى گر همى خواهى ازاوغايب مشوحافظ

متى ما تلق من تهـوى دع الدنيا وأهملهـــا

أي: «إذا أردت حضورًا مستمرًا فلا تَغِب عنه يا حافظ / متى ماتلق من تهوى دعِ الدنيا وأهملها».

ويلاحظ أن البيت الأول الذي يشير فيه إلى سهولة العشق في بداية مراحله، وظهور مشاكله وثقل أعبائه في مراحل تالية، له ما يشابهه في الغزل العربي، يقول الشاعر:

تولـّع بالعشق حتـى عشق فلمـا استقـلّ به لم يُطق

رأى لُـجّـة ظنّهـا موجـةً فلمّـا تمكـّن منهــا غرق