عقدت جلسة باثولوجیا مدی القراءة بین أعضاء جماعة الدعوة والإصلاح بغیة تحلیل وضع القراءة والعوامل التي تؤثر علیها بمشارکة أعضاء الجماعة ومسؤولیها یوم الاثنین 25 جمادی الثاني في سنندج. وتطرق صلاح قاسمیاني عضو المجلس المرکزي للجماعة إلی مکانة القلم والقراءة قائلا: إن الإسلام ینظر إلی القراءة کمهمة لکل مسلم ولکن مع الأسف نحن الیوم نفتقر إلیها في المجتمع وکلما شاع القراءة والتساؤول والتفکیر في المجتمع فسوف یغادره الاکتئاب والروتینیة.

واعتبر قاسمیاني الفقر الاقتصادي من أسباب تدني مستوی القراءة في المجتمع وصرح من الضروري أن یوفر الحد الأدنی من الاحتیاجات المادیة حتی یمیل الشعب نحو الکتاب والقراءة.

وتابع قاسمیاني نحن نعیش في مجتمع متخلف حیث لا نقرأ وأننا نری آثارها السلبیة في سلوک الشعب الیومي کنمط قیادة السیارات وظهور الأمراض الاجتماعیة کالإدمان والطلاق وسوء الخلق. إن الثقافة هي أساس التنمیة المستقرة وللقراءة والتعلیم وتحدیث المعلومات دور هام في هذا المجال.

وردا علی سؤال حول إشاعة ثقافة التقلید بین المسلمین وعلاقتها بمستوی القراءة أردف قائلا: هناک علاقة وثیقة بین تطور المجتمع مع التقلید الأعمی وأن القرآن اعتبر التقلید الأعمی وتتبع الأفکار القدیمة واحدا من عوائق الوصول إلی الحقیقة. والأمیة تزید الطین بلة ولا یتوقع من المجتمع الأمي أن ینافس البلدان المتطورة في مستوی القراءة.

وقام الدکتور جهانکیر ولدبیکي الکاتب والمحقق في الأبحاث القرآنیة بشرح المعنی اللغوي والاصطلاحي للقراءة وقال وفي أهمیة التفکیر والتعقل: إن الله تعالی قد أودع فینا آلیات التعلم وأن الإنسان إذا أمهل من استخدامها فسوف یخسر مکانته ویتراجع إلی مستوی البهیمة. وصرح هذا الأستاذ الجماعي یجب أن نهتم بالقراءة مخططین وهادفین ونجتنب من قراءة کتب غیر قادرین من فهم محتواه حتی لا نشعر التعب والملل بالنسبة للقراءة.

وردا علی سؤال حول کیفية تقدیر آثار القراءة والتفکیر في المجتمع قال ولدبیکي: نظرا للأرقام وعدد طباعة الکتب والصحف والمجلات یمکن إحصاء مدی ترحیب الناس بالقراءة.

واستمرت الجلسة بکلمة ألقاها مسؤولة قسم الأخوات في الجماعة بمحافظة کردستان حیث قلصت من دور النطام التربوي للجماعة في تدني مستوی القراءة بین الأعضاء واعتبرت أن السبب یرجع إلی الأعضاء بدلا من النظام التربوي.

وحول وجود المقیاس المحدد لتقییم مستوی القراءة قال عطا أولیائي مسؤول القسم التربوي للجماعة في سنندج: لیس لدینا مقیاس محدد لتقییم مستوی القراءة بین أعضاء الجماعة وأن الرجوع إلی المکتبات التي قد تباع فيها الکتب غیر الدینیة لیس طریقا قابلا للتحدید لعدد القراء.

وأکد مسؤول قسم العلماء بمحافظة کردستان ماموستا رؤوف إصلاح‌جو علی مواصلة عقد مثل هذه الجلسات لأنها إذا استمرت فسوف تؤثر علی الحالة الفکرية للأشخاص.

وقبل فترة قام قسم العلاقات العامة للجماعة بتوزیع استبانة بموضوع "القراءة" بین أعضاء الجماعة في سنندج محتویة علی أسئلة حول مدی القراءة والأسباب المؤثرة فیها وقد کشفت النتائج أن حصة کل عضو الجماعة من القراءة تکون في مستوی جید.

وتجدر الإشارة بأن هذه الجلسة کانت أول جلسة فکریة وثقافیة لقسم العلاقات العامة للجماعة بمدینة سنندج وبناء علی ما قال مسؤول هذا القسم یحیی سهرابي عقد مثل هذه الجلسات تؤثر علی تعزیز ثقافة الحوار والنقد وقبول الآخر واحترام رأي الآخر بین أعضاء الجماعة.