أصدر "المجلس الإقليمي الغربي لجماعة الدعوة والإصلاح" بيانًا عقب إصدار ملف صوتي لفنان ناطق باللغة الكردية في الفضاء الإلكتروني. وجاء نص بيان المجلس الإقليمي الغربي للجماعة كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحیم
كما تعلمون أن إصدار ملف صوتي لفنان ناطق باللغة الكردية في الفضاء السيبراني في الأيام القليلة الماضية أثار ردود فعل متباينة من النشطاء الدينيين والثقافيين والاجتماعيين والسياسيين في المنطقة. لذلك بصفتنا "المجلس الإقليمي الغربي لجماعة الدعوة والإصلاح" رأینا من الضروري لفت انتباه مواطنينا الناطقين باللغة الكردية إلى النقاط التالية وفقًا لواجبنا الديني والوطني:

1- من وجهة نظرنا كجماعة إسلامية معتدلة أن الله تعالى خلق الإنسان حراً وله حرية اختيار أفكاره ومعتقداته ، وهذا حق من حقوق الإنسان أعطاها الله إیاه ولكن لا یحق لأي فرد أو جماعة توجیه الإهانة لمقدسات الآخرين وعدم احترام الأفراد والجماعات بذريعة حرية التعبير.

2- بحسب آيات القرآن الكريم فإن كل البشر أعضاء في جسد واحد من حيث الأصل البشري والاختلاف في اللون واللغة والثقافة والمعتقدات علامة على عظمة الله ولا ينبغي أن تصبح هذه الاختلافات مصدر الفتنة والانقسام في المجتمع. في العالم الیوم يحتاج البشر إلى المصالحة والحياة السلمية أكثر من أي وقت مضى خاصة بالنسبة لمجموعة منها تتحدث بلغة واحدة فإن الحاجة إلى تعزيز الأخوة تصبح أكثر إلحاحًا.

3- تشير المصادر التاريخية إلى حقيقة أنه أثناء انتشار الإسلام في المنطقة في الأيام الأولى، كان الأكراد من القبائل التي اعتنقت الإسلام بمحض إرادتهم وطوال تاريخ الإسلام برزت هناك آلاف من الشخصيات الناطقة باللغة الكردية في مختلف الميادين الدينية منها التفسير والفقه والإلهیات و العرفان. وجود المئات من الشعراء والكتاب الأكراد الأقوياء الذين تأثروا بدين الإسلام وخدموا لغة أمتهم وثقافتهم ، فضلاً عن حقيقة أن جميع القادة السياسيين لحركات التحرر الكردية كانوا من المعلمين الدينيين في المنطقة حتى النصف الأول من القرن العشرين تشیر إلی حقيقة أن دين الإسلام، عبر تاريخه كان أساس النمو الأدبي والثقافي والسياسي للأمة الكردية وکان سببا لظهور فضائل مثل تزکیة النفس ونشر الحب للبشر والمخلوقات الأخرى وحب السلام ورفض الظلم والكفاح ضد الاضطهاد واحتلال الأراضي من قبل الأجانب في المجتمع الناطق باللغة الكردية. وخلافا لما يدعيه البعض من أن الإسلام دخل إلى كردستان بالقوة ليس صحیحا علی الإطلاق سواء من حيث تناقضه مع الحقائق التاريخية كما ذكرنا أو تعارضه مع الحقائق الموجودة. لو افترضنا أن الإسلام دخل إلى كردستان بالقوة بعد قرن أو قرنين كان علينا أن نشهد نضال المجتمع الكردي للعودة إلی الأسس الفكرية والاجتماعية السابقة فور اختفاء عناصر القوة والضغط وهي حقيقة لم يحدث عملیا وخلافا لذلک أن حقائق القرون الخمسة عشر الماضية تشهد علی الخدمة الواعية والطوعية للمشاهير الناطقين باللغة الكردية للثقافة والحضارة الإسلامية.

4- وقوع التصرفات غير اللائقة لبعض الحکومات لا ينبغي أن یؤدي إلی إلقاء اللوم على الإسلام ومعانيه الإنسانية السامیة لذلك فإننا نعبر عن كراهيتنا لأي اضطهاد واستبداد وقتل من قبل أي فرد أو جماعة أو حكومة تريد إساءة استخدام المفاهيم الإسلامية وفرض نفسها على المجتمع في سياق استخدام المفاهيم الدينية.

5- جماعة الدعوة والإصلاح كمنظمة مدنية ومحبة للسلام دائمًا تدعو مختلف الفصائل الفكرية والسياسية للحوار والتفاعل البناء وتوفير أسس السلام والمصالحة في المجتمع. كمثال ملموس نشیر إلی الصراع الذي اندلع بين المسلمين وأهل الحق في منطقة سربول ذهاب العام الماضي وکان حصیلته مقتل أربعة من مسلمين وإصابة 10 أشخاص آخرین؛ في هذا الصراع قام مجموعة من شخصيات الجماعة البارزة في المنطقة بالتعاون مع المتعاطفين الآخرين ولعبوا دورًا خطیرا في إنهاء الصراع.

6. وأخيرا نعيد التأكيد على أن منطقتنا في ظل الوضع الراهن تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى السلام والمصالحة والحياة السلمية. لذلك فإننا بصفتنا "المجلس الإقليمي الغربي لجماعة الدعوة والإصلاح" ندعو جميع الأفراد والجماعات وخاصة الشباب الناطقین باللغة الكردية إلى التزام الهدوء والامتناع عن أي رد فعل حاد عاطفي عدواني وغير محترم. المواجهات والمواقف غير اللائقة لا تخدم الإسلام ولا تصب لصالح الثقافة الكردية الأصلية بل إن أعداء الوحدة والتضامن للناطقین باللغة الکوردیة فقط سيستفيدون من ذلك.

والسلام علیکم ورحمه الله وبرکاته

المجلس الإقليمي الغربي لجماعة الدعوة والإصلاح

7 رجب 1443