اكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علی ضرورة العمل على وقف النزاعات والصراعات في العالم الاسلامي، محذرا من الظروف الخطيرة التي يمر بها.
رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام وفی الکلمة التی القاها فی الجلسة الاختتامیة للمؤتمر الدولی السابع والعشرین للوحدة الاسلامیة الذی عقد فی طهران خلال ثلاثة ایام وتحت عنوان" القران الکریم ودوره فی توحید الامة الاسلامیة " اشاد بانعقاد هذه المؤتمرات والتی استطات التقلیل من الاختلافات المذهبیة علی المستوی الفکری والتنظیری الا انه اکد ضرورة تفعيل القرارات التي تخرج من هذه المؤتمرات وخاصة قرارت اللجان التي تشكلت في المؤتمر الحالي.
واشار رفسنجاني ان عملية التقريب وتحقيق الوحدة الاسلامية عملية صعبة ومعقدة وهي بحاجة الى جهود حثيثة ومكثفة وتقع مسؤوليتها على جميع العلماء والسياسيين والحكومات .
واضاف سماحته ان الاختلاف في الرأي والفكر والمعتقد امر طبيعي ولكن الخطر يكمن عندما يتحول هذا الخلاف النظري الى نزاع واحتدام دموي الذي نهاه عنا الاسلام .
رفسنجانی وفی اشارته الی تشدید اجواء الاحتقان الطائفی فی کثیر من البلدان الاسلامیة قال ان الاقتتال بين المسلمين باسم المذهب والطائفة وصل الى مرحلة خطيرة تنذر بعواقب غير محمودة تهدد امن واستقرار الوضع السياسي والاجتماعي للبلدان التي تعاني هذا الصراع المذهبي ..
وفي خصوص ازمة النهج التكفيري المستفحل في كثير من البلاد الاسلامية قال الشيخ رفسنجاني :" ما نشاهده اليوم من عمليات انتحارية وارتكاب جرائم مروعة بحق الابرياء من قطع الرؤوس والفتك بالاجساد لا يتناسب مع التعاليم والقيم القرانية والمسؤول عنها اولائك اللذين يحرضون على اثارة الخلافات المذهبية ويدعمون الجماعات التكفيرية الارهابية ." مؤكدا ان تصرفات الجماعات التكفيرية عار على العالم الاسلامي .
ولفت الى مسؤولية الاعلام من الفضائيات والعلماء والمساجد والحوزات والمراكز الدينية الى ان تؤدي دورها في توعية الناس على مخاطر هذا الفكر الهدام وتعريفهم على الاسلام الصحيح .
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى ان العالم الاسلامي وبسبب الثروات والطاقات الانسانية والفكرية والحضارة الاسلامية التي يملكها باستطاعته ان يتحول الى قدرة عظمى لها كلمتها المسموعة ، مشيرا الى تجربة الاتحاد الاوروبي كيف ان اعضاء هذا الاتحاد متكاتف ومتعاضد مع بعضه بحيث اذا تعرضت احدى دولها الى ازمة اقتصادية تسارع باقي الاعضاء لمساعدته ودعمه .
وحول دواعي الاقتتال المذهبي اوضح رفسنجاني ان المشتركات العقائدية والفقهية بين السنة والشيعة تصل الى 90% وتبقى الامور الهامشية يمكن التغاضي عنها . ونوه انه من غير المنطقي ان ينجر الاختلاف حول 10% من المعتقدات والشؤون الفقهية الى اقتتال مذهبي واستنتج ان ما يجري وراءه اهداف سياسية خبيثة ولا علاقة له بالدفاع عن المذهب او الطائفة الفلانية .
واضاف سماحة " ان التشدد والتطرف المذهبي والديني اثر حتى على مسيرة كثير من الثورات التي اندلعت اما ضد الاستعمار مثل افغانستان واما ضد الاستبداد مثل الثورات العربية وحرفها عن مسيرتها وانشغلت بالنزاعات المذهبية والصراع بين الحكومات والتيارت المتطرفة كما يجري الان في افغانستان وبعض البلدان العربية.
واعرب عن اسفه لان العنف اليوم يحدث في عصر الصحوة الاسلامية وانفجار المعلومات حيث يمارس العنف باسم الاسلام والعقيدة ولاشك ان ذلك الامر يترك تأثيرات سلبية على غير المسلمين وجميع الذين ينظرون الى الاسلام من الخارج.
وقال ، انه لو تمسك العالم الاسلامي بتعاليم القرآن الكريم لما وصلوا الى الاوضاع الراهنة وان البلدان الاسلامية تضم ربع سكان العالم حيث يعيش المسلمون في ستين بلدا مستقلا اضافة الى امتلاكهم للكثير من الاحزاب والجمعيات في البلدان غير الاسلامية وتحوز بلدانهم على افضل الثروات لذلك فان مثل هذه الامة تستطيع ان تكون القوة الاولى في العالم اليوم الا ان الاوضاع الراهنة تسير باتجاه آخر مايدعو الى التمسك بالوحدة والابتعاد عن اثارة الخلافات والنزاع.
واكد انه لاينبغي الاكتفاء بانعقاد المؤتمرات واسبوع الوحدة بل ينبغي مواصلة النشاطات والاعمال الكبيرة على يد كبار علماء الدين من اجل تحقيق الوحدة الكبرى بين صفوف الامة الاسلامية.
الآراء