قام المکتب المرکزي للجماعة في الساعات الأخیرة من یوم الأربعاء باستقبال عدد من ناشري أهل السنة المشارکین في المعرض الدولي الثامن والعشرین للکتاب في طهران. وفي هذا اللقاء أعرب الأمین العام الأستاذ عبد الرحمن بیراني عن فرحه من تواجد ناشري أهل السنة في المکتب المرکزي لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة قائلا: إن وسائل الإعلام کالرکن الرابع من أرکان الدیموقراطیة لها تأثیر هام علی الرأی العام والکتاب واحد من وسائل الإعلام الفعالة یقدم الأفکار الجدیدة والقدیمة ومختلف المعلومات للجماهیر ویقوم بدوره في التنویر وإیقاظ عقول الناس. وأوجز عضو المجلس المرکزي لاتحاد العالمي لعلماء المسلمین الدور الحاسم للأمة الإسلامیة في الحالات الثلاثة التالیة:
الأول: تکریم القیم الإنسانیة والإسلامیة منها تکریم مبدأ الشوری الذي یؤدي إلی تأثیر الجماهیر في مصیرهم والحریة والحوار في القضایا والتعاون والتضامن. ویجب أن یتم بناء الوحدة الوطنیة بإعطاء الحریة والحقوق اللازمة في الخلافات الدینیة واللغویة.
الثاني: الحصول علی مزید من التوفق وتحسین جودة المنتجات والسلع خاصة في ظل الفرص المتاحة للعمل الجماعي في العالم الإسلامي. فبناء علی هذا علینا أن نحسن جودة البضائع حتی یمکن تصدیره إلی البلدان الأخر.
الثالث: الفاعلیة بدل التأثر بمعنی أن علی وسائل الإعلام أن یحدد حاجات الناس وتقوم بالتخطیط لها وبناء علیها أن وسائل الأعلام الیوم أصبحت ذات شقین؛ بینما في الماضي کان تأثیر وسائل الإعلام في اتجاه واحد والیوم إذا فشلت في تحدید حاجات الناس ستکون معزولة عن الآخرین.
وتابع الأمین العام: في العمل الثقافي نحن نحتاج إلی تحدید مهمة واضحة وأفق محدد حتي نسیر نحوه ونضع أولویاتنا بناء علیه وبعد تحدید المهمة یمنکنا أن نقسمه إلی أهداف صغیرة ونسعی في تطبیقها خطوة بخطوة. وأضاف بیراني أن الواقعیة من أهم سمات المسلم في الظروف الراهنة قائلا: یجب علینا في کل قرار أن نضع في الاعتبار عنصري الزمان والمکان وعصرنا عصر التنافس وعصر عرض المنتجات المتوفقة وتقدیم الکفاءة من أجل وراثة الأرض التي یقول الله تبارک وتعالی فیها: "إن الأرض یرثها عبادي الصالحون" وقد عبر عنها بعض العلماء بأن الصالحون یشمل المسلم وغیر المسلم ومن له کفاءة أفضل في عمران الأرض وارتقاء مستوی حیاة الناس من خلال الإبداع واستخدام العلم في الکشف عن السنن الکونیة فهؤلاء سیندرجون تحت هذا الوعد الإلهي.
وقال مخاطبا ناشري أهل السنة: أنتم کمهتمین بالشؤون الثقافية علی علم بآلام المجتمع والحاجات الثقافیة؛ الیوم نری أن الأخلاق الإنسانیة والإسلامیة والمعنویات قد أصیبت بأضرار بالغة وإذا قمنا بأداء المهام المتکررة لمعالجة هذه المشاکل ولم نعمل عملا مختلفا وخطیرا لم نکن مفیدا للغایة.
وأضاف: رغم أننا نعرف أن هناک عقبات ومشاکل عدیدة علینا أن نفکر في نطاق أوسع وأکبر من نطاق هذه العقبات وفي الظروف الراهنة نحتاج إلی الإبداع والمبادرة بجدیة ودون کلل. وصرح الإستاذ بیراني: علینا أن نتفادی عن موقفین الاثنین رغم کل العقبات والتمییز وانتهاک الحقوق:
1- الیأس الذي هو نوع من الکفر.
2- التطرف والانتماء إلی العنف الذي هو أسوأ من الأول.
إن رسول الله صلی الله علیه وسلم مایزال یربي أصحابه علی المبادئ الثلاثة التالیة:
1- فهم عظمة الدین وحاجة الإنسان إلی هذا الدین.
2- الفخر والمباهاة بهذا الدین وانتماء إلیه.
3- الأمل المستمر بنصرة الله.
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أشار مدیر نشر حافظ ابرو عبد الله تیموري إلی التقییم الإیجابي لتعامل المسؤولین مع ناشري أهل السنة في المعرض الدولي الثامن والعشرین للکتاب قائلا: رغم أن العقبات لعرض الکتب المنشورة کانت أقل بالنسبة لسنوات المنصرمة لکن لایزال هناک مشاکل أمامنا في نشر الکتب العقدیة والتأریخیة. إن بعض العقبات المستمرة أدت إلی أن نقوم أنفسنا بالرقابة الذاتیة منها حذف بعض المحتویات أو تلطیفها قبل الإرسال للحصول علی التصریح. وأبدی تیموري عن أسفه من عدم السماح لنشر کردستان للمشارکة في المعرض مشیرا إلی أن هذا القلق موجود بالنسبة لأي نشر آخر في السنوات الآتیة.
وقال مدیر نشر إحسان یوسف یعقوبي: قبل نقل الحکومة إلی الرئیس روحاني قد تم منع نشر کثیر من الکتب ولکن وزارة الثقافة والإرشاد الجدیدة أصدرت تصریح نشر جمیع تلک الکتب تقریبا. وأشار یعقوبي بأن تصریح النشر لا یعني الحریة المطلقة لأن الناشرین یقومون بحذف المحتویات اللازمة – غالبا ما تکون غیر مقبولة – قبل طلب تصریح النشر. وتابع یعقوبي أنه لا یتم احترام حق المؤلف في إیران بینما یجب احترامه تماما لأنه یجلب البرکة.
وقد أبدی مدیر نشر آراس سعدي سجادي شکواه من بعض الأعذار التي تدعيها وزارة الثقافة والإرشاد علی هیئة التعدیلات المفرطة وغیر الضروریة معربا عن احتجاجه من إدراج نص "خاصة بأهل السنة" أو "وفقا لمصادر أهل السنة" علی غلاف الکتب رغم أعمال الرقابة و تغییر محتویات الکتب أو حذفها وفقا لمطالب لجنة التدقیق.
وقال محمد قاسم سربوزي من نشر شیخ الإسلام أحمد جام و سید جلیل الرحمن موسوي من نشر تربة جام: من مشاکلنا الخطیرة أنها إذا أصدر تصریحا من العاصمة لنشاط مشروع فإن الدوائر التابعة في المحافظة لا تشعر بأنها ملزمة للمتابعة. ومن جانب آخر فإن التعدیلات التي یطالب منا بعض الدوائر کوزارة الثقافة والإرشاد لیس علیها الخاتم الرسمي للدائرة أو توقیعها وربما یتم الحصول علیها کأوراق غیر رسمیة وهذا قد یؤدي إلی مشاکل أکثر.
وفي مستهل اللقاء قام مسؤول العلاقات العامة للجماعة جمال اسماعیلي بترحیب ناشري أهل السنة معربا عن فرحه من تواجد المدراء والنشطاء الثقافيین في مکتب الجماعة واعتبر الغایة من هذا اللقاء التعرف الأکثر والتقدیر من جهودهم.
الآراء