عقد المؤتمر الثاني لتخریج حفظة کتاب الله الکریم في مدرسة الإمام أبي حنیفة الدینیة في مدینة درک بقضاء سراوان من مدن محافظة بلوشستان بمشارکة عدد من العلماء وکثیر من الشعب یوم الجمعة 11 صفر. أفاد مراسل إصلاحوب بأن نائب الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ سعد الدین صدیقي الذي شارک في هذا المؤتمر قال: إن الله تعالی قد یقوم نفسه بأداء بعض الشؤون وقد یحافظ علی بعضها بأسباب والمسببات؛ وفي ما یتعلق بالأسباب أن إرادة الله تعالی تجري بأن یستخدم البشر کالسبب للعمل وإذا أراد الله أن یغیر مصیر أمة یجعل الإنسان سببا لهذا التغییر وإن کان تبارک وتعالی فعالا لما یرید. یقول الله تعالی: "إن الله لایغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بانفسهم".
وصرح مدیر المعهد العالي للمحافظات الجنوبیة بأن الله تعالی یقول: "مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ"﴿آل عمران:79﴾
وقال مدیر المدرسة الأعظمیة بمدینة تربت جام من مدن محافظة خراسان الرضوي والعضو السابق للمجلس المرکزي لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ مصطفی أربابي بشأن القرآن: إن القرآن هو شفاء ورحمة للعالمین بإذن الله وهو کتاب معجز في کافة جوانبه خاصة لشفائه آلام التي یصعب علاجها والیوم أدت إلی ضیاع أبناء البشر بسبب ابتعادهم من القرآن إما نتیجة الجاهلیة الجدیدة التي استولت علینا وإما من جانب هؤلاء الذین قاموا باحتکار القرآن.
وتابع أربابي: القرآن کان معجزا حیث استطاع أن یصنع من جالیات العرب المتناثرة أمة واحدة لأنهم قد أصبحوا أهل القرآن وخاصته وقبل ذلک لا یعرفهم أحد کأمة ولیس هذا إلا أثر دعاء نبي الله إبراهیم من قبل؛ وقد سجل التأریخ خلودهم ولن یموتوا أبدا لأنهم أصبحوا مکرمین عند الله وأدخلوا في فضل الله ورحمته وظلوا نماذج للکمال البشري إلی یوم القیامة.
وقال الطبیب الشرعي لمدینة نیکشهر وعضو المجلس المرکزي لجماعة الدعوة والإصلاح الدکتور محتشمي حول شخصیة النبي القرآنية: إن من کان یعطي قلبه وعقله للنبي لکان یتأثر بسماع الآیات القرآنیة. وأضاف محتشمي: بناء علی التربیة القرآنیة قد تم صنع أشخاص الذین لا یمکننا أن ندرکهم إلا من خلال بناء جامعات ومعاهد والقیام بدراسة عجائب حیاة هؤلاء. وأضاف: إن الإنسان قد یکون مبهورا بشخصیة النبي الکریم ویتطور حیاته آملا أن یصبح فهم القرآن مألوفا لدینا ویتم إلی تطورنا.
وصرح الطبیب الشرعي لمدینة نیکشهر: واجباتنا تجاه القرآن یمکن عدها کالتالي: 1- أن نتعلم القرآن. 2- أن نقوم بتعلیمه للآخرین. 3- أن نتلوه. 4- أن نستمع لتلاوته. 5- أن نسعی لفهمه والتدبر فیه. 6- أن نعمل به ونؤمن به کما یقول الله تعالی: "أفلا یتدبرون القرآن أم علی قلوب أقفالها".
وقال مدرس الحوزة والمسؤول السابق للهیئة التنفیذیة لجماعة الدعوة والإصلاح في محافظة بلوشستان مولوي محمد یوسف أرباب: إن کثیرا من العلماء وعامة الناس یشکون من عدم استجابة دعواتهم مضیفا: یمکننا أن نبحث أهم أسبابها في حلال الرزق وحرامه مشیرا أن أسباب زیادة الرزق عبارة عن: الاستغفار والتوکل علی الله والخروج من أجل طلب الرزق والعبادة وصلة الرحم وأداء الحج والعمرة وإقامة الصلاة والشکر.
وفي جزء من هذا المؤتمر قال ممثل محافظة بلوشستان في مجلس خبراء القیادة مولوي نظیر أحمد سلامي بشأن تعلیم القرآن وحول علماء المحافظة: في السنوات المنصرمة إن علماءنا کانوا یتخرجون في البلدان المجاورة کباکستان والهند ولکننا الیوم تقدمنا وقطعنا خطوة کبیرة في هذا المجال. وتابع أن فضائل القرآن کثیرة وکما یشیر العلامة البیضاوي في تفسیر سورة الفاتحة: إذا وجب العذاب علی أمة وقرأ أطفال تلک الأمة سورة الفاتحة أربعین مرة سیؤخر عنهم العذاب أربعین سنة.
ثم قام المحاضر الآخر وهو مدیر دار الإفتاء لدار العلوم المکي بمدینة زاهدان الأستاذ المفتي محمد قاسم قاسمي بإلقاء کلمته بشأن حفظة القرآن الکریم قائلا: علینا أن نشکر الله لما جعل القرآن العظیم في صدور هؤلاء الحفظة وأن حافظ القرآن یتلألؤ في السماء بمشاعره القرآنیة وقد جاء في حدیث صحیح أن النبي صلی الله علیه وسلم قال: یقال لحافظ القرآن ارتق الدرجات حتی یصل إلی أعلی المنازل. یجب أن نهتم بحفظ القرآن حسب إمکاننا وفي أي مرحلة من العمر خاصة حفظ سورة یاسین؛ نحن وارثو القرآن وحملته.
وحول شروط التقرب إلی القرآن قال قاسمي: من استوی یوماه فهو مغبوب وأن کل شخص یدرک نفسه أحسن من غیره: "بل الانسان علی نفسه بصیره ولو القی معاذیره". إن المؤمن یجب أن یکون منیبا إلی الله لأن الإنابة من شروط الهدایة وعلینا أن نکون خاشعین أمام القرآن وأمام أوامر الله تعالی.
وفي ختام المؤتمر قام مولوي حاج ملک محمد ملا زهي إمام جمعة قریة دشتوک بقضاء سراوان ومدرس الحوزة بقراءة تقریر موجز عن المدرسة وأنشطتها وعن أحوال الحفظة ثم تم إهداء بعض الهدایا لسبعین شخصا من الحفظة.
الآراء